العلاقاتُ السعودية المصرية علاقاتٌ وطيدة وصلبة ومتجذّرة، ومن أقدم العلاقات الدبلوماسية التي تشكلت بين المملكة ودول المنطقة، وهي علاقات ترتكز على الروابط الوثيقة الأخوية والدينية والثقافية، وعلى التعاون والشراكة لتحقيق مصالح الشعبين، وعلى التنسيق الدائم بين قيادتَي البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية الملحّة والمستجدّة.

وحظيت العلاقات بالتطوُّر المستمرّ على امتداد عقودها التاريخية، ويساهم التعاون الاقتصادي بين الرياض والقاهرة بنصيب وافر في تنمية العلاقات، وتحقيق مصالح الدولتين على أسس تحقّق التكامل بينهما، مستفيدًا من الفرص النوعية المتاحة في إطار "رؤية المملكة 2030"، و"رؤية مصر 2030"، اللتين تحفزان الاستثمارات المتبادلة، وتزيدان من إسهامات القطاع الخاص في تطوير التعاون بين الدولتين.

ومن المؤشرات الدالّة على نموّ التعاون الاقتصادي بين السعودية ومصر: بلوغ حجم التبادل التجاري الرياض والقاهرة إلى 12.798 مليار دولار في عام 2023م، كما وصلت قيمة استثمارات المملكة في مصر نحو 26 مليار دولار بعدد تجاوز الـ8 آلاف شركة، بينما بلغت قيمة استثمارات مصر في السعودية نحو 4 مليارات دولار، بعدد زاد على 3 آلاف شركة.

وتساهم الزيارات المتبادلة لقادة البلدين في الدفع قدمًا بالعلاقات إلى آفاق أرحب وأوسع، وتطوير الشراكة بينهما، ويتوقّع أن تنقل الزيارة الرسمية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، اليوم "الثلاثاء"، نقلةً نوعية جديدة، لاسيما أن وليّ العهد سيبحث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سبل تعزيز العلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.