عرب وعالم / السعودية / صحيفة اليوم

في عهد الملك المؤسس.. تطور عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي

  • 1/2
  • 2/2

قبل توحيد المملكة كانت طرق الحج محفوفة بالمخاطر، فلم يأمن الحاج على نفسه من اللصوص وقطاع الطرق الذين يسلبون أمتعة الحجاج، كما كانت الطرق غير مهيأة وكثيرًا ما تقطعها السيول والأمطار، مع مشكلة نقص المياه والحيوانات المفترسة، إضافة إلى الإتاوات التي تدفعها القوافل للسماح لهم بالمرور. الأمر الذي أجبر الحجاج على السير دائمًا في جماعات.

بسط الأمن والأمان

تأسست الدولة ودخل الملك عبد العزيز -رحمه الله- مكة المكرمة ، فكان همه الأول بسط الأمن وتأمين طرق الحجاج، حتى عم الأمن والأمان ربوع المملكة العربية السعوية لا سيما منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ومن مشاهد الأمن أن الطريق إلى مكة أصبح طريقين، واحد للسيارات والآخر للجمال والمشاة. وكانت الجمال تسير في قوافل وهي تحمل بضائع شتى في الصناديق والأكياس والغرائر وليس معها سوى طفل واحد هو كل حرس هذه القافلة، وكانت قوافل الحجاج من إلى مكة المكرمة خيطًا غير منقطع، والجمال تتهادى تحت الشقادف وكثيرًا ما تضيق بها السبل على رحبها. وكان الملك عبد العزيز -رحمه الله- من شدة إشفاقه على الحاج وعلى الرعية لا يرفع نظره دقيقة عن القوافل والسوابل.

بعد توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وجه -رحمه الله- بتسخير كافة الجهود لخدمة الحرمين الشريفين، وخدمة حجاج بيت الله الحرام، واضعًا نصب عينيه ما أولاه الله إياه من أمر الولاية على الحرمين والمشاعر المقدسة، فرعاهما حق الرعاية وأدخل في قلوب ضيوف الرحمن الراحة والطمأنينة والأمن بعد الخوف، ليأدوا مناسكهم وعبادتهم في أمن ويسر وسلام.

ترميم المسجد الحرام

سعى الملك عبدالعزيز في بداية حكمه للتيسير على ضيوف الرحمن في سبل قدومهم الى الحج وأداء المناسك من خلال أمن الحرمين والطرق المؤدية إليهما والاهتمام بتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي والعناية بالمرافق والخدمات، فجاء أمره -رحمه الله- عام 1344هـ بترميم المسجد الحرام ترميمًا كاملًا وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، وكذلك طلاء عموم المسجد من الداخل والخارج. وأمر في العام 1345بوضع السرادقات في صحن المسجد لتقي المصلين حر الشمس

كما أمر الملك عبد العزيز - رحمه الله - عام 1347هـ بتجديد مصابيح ، وزيادة عددها إلى 1000 مصباح كهربائي، وارتفعت إلى 1300 مصباح بأحجام مختلفة عام 1354هـ حيث وجه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بتثبيت 6 شمعدانات من النحاس الأصفر على سطح حجر إسماعيل عليه السلام كل واحد منها له ثلاثة رؤوس على كل رأس منها مصباح كهربائي واحد، كما ثبت 26 عموداً بنيت بالخرسانة المسلحة على قاعدة ارتفاعها ثلاثة أمتار، وقطرها ثلاثة قيراطات في حصاوي المسجد، كل عمود منها على شكل شجرة ذات أربعة أغصان، ينتهي كل غصن منها بمصابيح كهربائية، ليتم الاستغناء على اللوكسات (الأتاريك) القديمة.

كسوة الكعبة المشرفة

كما أمر بإنشاء مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في أجياد، وكسيت الكعبة المشرفة لأول مرة في عهده بكسوة سعودية صنعت في أرض الحرمين الشريفين، كما وجه بصناعة باب جديد للكعبة المشرفة في عام 1363هـ بدلاً عن الباب القديم لاختلاله؛ وصنع من قاعدة الحديد الصلب التي ثٌبّت على سطحها مصراعا الباب المعمولان من الخشب الجاوي المصفح بالفضة المطليّة بالذهب.

وتوج الملك عبدالعزيز رحمه الله رعايته للحرمين، صدور أمره بتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، وقد بدأ مشروع توسعة المسجد النبوي في عهده، أما المسجد الحرام فقد جاء تنفيذ إرادته الملكية المباركة في عهد خلفه الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله سنة 1375هـ، وهي التوسعة التي تمثل الرواق المحيط بالرواق العباسي حول الكعبة المشرفة والمطاف.

الساعة الكبيرة

أصدر الملك عبدالعزيز آل سعود، إرادته السنية بإنشاء الساعة التاريخية الشهيرة في مكة المكرمة عام 1352هـ (1933م)، على دار الحكومة والتي سميت حينها بالساعة الكبيرة أو ساعة التوقيت.
كانت تلك الساعة أكثر من مجرد عقارب تدور داخل ميناء زجاجي، إنها كانت رمزًا للزمن الجديد الذي أطل على المملكة العربية السعودية، وشاهدًا على التنمية والتطوير، كمراقب للوقت في أقدس البقاع على وجه الأرض.

أصدر الملك الأوامر إلى ماليته بجلب الساعة من الخارج، وعهد إلى أمين العاصمة المقدسة عباس قطان بوضعها على دار الحكومة، حيث بني لها يبلغ ارتفاعه (15) مترًا عن سطحها، ومثله تقريبًا من مستوى الشارع إلى سطح الدار، أي أن تلك الساعة العظيمة ترتفع عن أرضية الشارع بما يزيد على (30) مترًا، وقد شيدت قاعدتها بالآجر والنورة والحديد بإحكام متقن.
صممت الساعة لتكون على وجهين، أحدهما مطل على المسجد الحرام وشارع المسعى، أما الوجه الآخر فيطل على محلة أجياد، ولها ميناء أبيض وعقارب باللون الأسود، مما يساعد على مشاهدتها من مسافة بعيدة، بحيث يضاء الميناء بالكهرباء في أثناء الليل. وتعد هذه الساعة أول ساعة بهذه الضخامة يجري تركيبها، وتميزت بدقة التوقيت، وبهاء المنظر، وأصبحت أداة التوقيت الرئيسة في المسجد الحرام، وهي محفوظة حاليًّا في معرض عمارة الحرمين الشريفين بأم الجود في مكة المكرمة.

المسجد النبوي

في عهد الملك عبدالعزيز تم الاهتمام بقوافل الحجاج القادمين إلى المدينة من خلال تمهيد الطريق الواصل بين المدينة ومكة وينبع لنقل الحجاج وزوار المدينة المنورة، وقد أمر رحمه الله بترميم المسجد النبوي وصيانة أعمدته وأروقته، إلى أن أعلن في عام 1368هـ عن أول توسعة له للمسجد النبوي.
وبدأ شراء الأبنية المحيطة بالحرم وهدمها وبدء أعمال التوسعة المباركة، وتم إضافة 6024 مترًا مربعًا، ليصبح إجمالي مساحة الحرم النبوي قرابة 16548 مترًا مربعًا. وقد اكتملت التوسعة في عهد الملك سعود بن عبد العزيز -رحمه الله- عام 1375 هـ، احتُفظ فيها بقسم من العمارة المجيدية.
تم إزالة ثلاث مآذن لأعمال التوسعة وبناء مئذنتان جديدتان ليصبح عددها الإجمالي أربع مآذن، وتم زيادة الأبواب ليبلغ عددها عشرة أبواب، وأصبح المسجد حينها مبنىً هيكلياً من الخرسانة وأسقف خشبية مزخرفة وأرضية يكسوها الرخام، وبلغ ارتفاع جدرانها 12.55م مكونة من 706 أعمدة، وفيها 170 قبة، و44 نافذة، وقد أدخلت عليها الإنارة الكهربائية، وبلغ عدد المصابيح فيها 2427 مصباحًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا