يترقب العالم دخول الحرب الروسية الأوكرانية، حقبة جديدة من الصراع الضاري، عبر معركة الربيع، التي أعلن الطرفان بصدد تنفيذها، وسط مخاوف من تهور غير مسبوق باستخدام موسكو السلاح النووي التكتيكي.
ويحشد الطرفان قواهما استعدادًا للمعركة، دون معرفة من سيطلق دانة الهجوم الأولى، إذ تلقت كييف دعمًا عسكريًا كبير على مستوى المدرعات والمجنزرات وأنظمة الدفاع الجوي، فيما تحشد روسيا قوات الاحتياط في المناطق الأوكرانية التي سيطرت عليه.
النووي التكتيكي لروسيا
الإقدام على استخدام النووي التكتيكي، ربما يكون احتمالًا منخفضًا، لكن لا يزال مطروحًا خاصة مع تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المتواصلة، وآخرها وأكثرها جدية هو إعلانه تعليق معاهدة "نيو ستارت" المعنية بخفض الأسلحة النووية.
ما ستعنيه هذه الخطوة الأخيرة على وجه التحديد فيما يتعلق بالتهديد النووي العالمي هو علامة استفهام، بحسب شبكة "سي إن إن".
جرى بالفعل إيقاف المعاهدة مؤقتًا بشكل أساسي لأن روسيا رفضت مؤخرًا فتح ترسانتها للمفتشين.
ما هي نيو ستارت؟
"نيو ستارت" هي اختصار لـ "معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية"، وهي الأخيرة في سلسلة طويلة من المعاهدات النووية بين الولايات المتحدة وروسيا.
الأسلحة النووية الاستراتيجية هي رؤوس حربية أكبر يمكن أن تقضي على المدن، تمتلك كل من روسيا والولايات المتحدة أسلحة نووية "تكتيكية" أصغر حجمًا لا تغطيها معاهدة ستارت الجديدة.
لا يُعرف الكثير عن ترسانة روسيا من الأسلحة النووية التكتيكية.
ووقعت معاهدة الأسلحة الاستراتيجية لأول مرة خلال إدارة أوباما لتصبح سارية المفعول في عام 2011 ثم جرى تجديدها في فبراير 2021، بعد فترة وجيزة من تولي الرئيس جو بايدن منصبه، تضع معاهدة الأسلحة الاستراتيجية حدًا أقصى لعدد الأسلحة النووية التي يمكن أن تمتلكها كل دولة.
وبحسب "سي إن إن"، فإن بوتين من الناحية الفنية لا ينسحب من المعاهدة، لذلك فإن إعلانه "يبدو أنه يضفي الطابع الرسمي على موقفها الحالي".
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية لاحقًا أن موسكو ستواصل احترام الحدود القصوى المنصوص عليها في المعاهدة وأن تعليق بوتين للمعاهدة "يمكن التراجع عنه".
زخم معركة الربيع
"هجوم الربيع" بات بين الأكثر تداولًا حول الحرب الأوكرانية الروسية، خلال الأسابيع الأخيرة، ووفق العسكري التقليدي، تتطلع الجيوش في الحروب بعد الأشهر الباردة لإحداث زخم لهدف تحقيق انتصارات، بحسب موقع "بي بي سي".
وشهد القتال ثباتًا طويلًا خلال الظروف الباردة في الشتاء، ومع ذلك، يبدو أن جميع الدلائل تشير إلى اندفاع روسي قادم؛ إذ حشدت موسكو مئات الآلاف من الرجال، بالإضافة إلى زيادة إنتاجها من الأسلحة والذخيرة.
على الصعيد الأوكراني، في منتصف فبراير الجاري، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه يتوقع أن تشن أوكرانيا هجومًا عسكريًا جديدًا هذا الربيع لمواجهة الهجمات الروسية، بينما أكد لحكومة كييف أن الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ما زالوا مصممين على دعمهم لجهودها الحربية.
وقال أوستن في بروكسل في اجتماع لوزراء دفاع الناتو لمناقشة تنسيق المساعدة العسكرية الجديدة لأوكرانيا "الكرملين ما زال يراهن على أنه يمكنه انتظار خروجنا".
وأضاف أوستن: "ليس لدي أي إعلان لأدلي به اليوم". وأضاف: "ما تريد أوكرانيا القيام به في اللحظة الأولى الممكنة هو خلق الزخم وتهيئة الظروف في ساحة المعركة التي لا تزال في مصلحتها".
حدود "النووي التكتيكي" الروسية
وفق المعلومات المتاحة لوزارة الخارجية الأمريكية فإن روسيا يمكنها وفق "نيوستارت":
نشر 700 صاروخ باليستي عابر للقارات (ICBMs)، ونشر صواريخ باليستية تطلق من الغواصات (SLBMs)، ونشر قاذفات ثقيلة مجهزة للأسلحة النووية.
1550 رأسًا نوويًا على صواريخ باليستية عابرة للقارات منتشرة، ونشر صواريخ باليستية عابرة للقارات، ونشر قاذفات ثقيلة مجهزة للأسلحة النووية (يتم احتساب كل قاذفة ثقيلة كرأس حربي واحد باتجاه هذا الحد).
800 قاذفة صواريخ باليستية عابرة للقارات منتشرة وغير منتشرة ، وقاذفات صواريخ باليستية عابرة للقارات، وقاذفات قنابل ثقيلة مجهزة للأسلحة النووية.
يستمر التمديد الحالي حتى فبراير 2026، لكن كلا البلدين اشتكى من امتثال الطرف الآخر.
واشنطن تستبعد التصعيد
قال مسؤول أمريكي كبير، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، مؤخرًا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما توصل إلى استنتاج مفاده أن التهديدات، التي اعتبرها ذات مرة وسيلة ضغط، تأتي بنتائج عكسية.
وتستمر إمكانية التصعيد النووي في التأثير على القرارات الأمريكية بشأن الأسلحة المتطورة التي يجب منحها لأوكرانيا، لكن بعد مرور عام تقريبًا على الحرب هناك، أصبح لدى صانعي السياسة الأمريكيين ومحللي الاستخبارات ثقة أكبر في أنهم يفهمون على الأقل بعضًا من الخطوط الحمراء لبوتين - وأنواع الدعم لأوكرانيا التي ستثير بيانات إدانة مقابل ما قد يخاطر بشيء أكثر خطورة.
داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، يحذر المسؤولون من أن تهديدات روسيا بشأن التصعيد النووي لم تنته، وأنه في المرة القادمة التي يريد فيها الكرملين تذكير الغرب بقوة ترسانته، يمكن أن ينقل سلاحًا نوويًا يعرف أنه يمكن ملاحظته من خلال الولايات المتحدة. "نيويورك تايمز".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.