خلال أوائل التسعينيات، أطلقت شركة Sega خدمة ألعاب عبر الإنترنت لجهاز Sega Genesis تُدعى Sega Channel، ظهرت هذه الخدمة عبر أنظمة تلفزيون الكابل، وكانت تتطلب اتصالاً بالإنترنت. لم تكن الخدمة معروفة بشكل واسع بين مجتمع اللاعبين، ولم تحقق نجاحًا كبيرًا، لكنها كانت بمثابة بداية لخدمات الاشتراك الحديثة من نواحٍ عديدة.

كان المشتركون في Sega Channel يحصلون على مجموعة متنوعة تضم حوالي 50 لعبة مختلفة لجهاز Sega Genesis شهريًا مع تغيير الألعاب بشكل منتظم، كما تضمنت الخدمة إمكانية الوصول إلى عروض تجريبية للألعاب القادمة من Sega وحتى رموز الغش لبعض العناوين، وعلى الرغم من كونها مبتكرة في وقتها، تم إغلاق Sega Channel في النهاية عام 1998، بعد أربع سنوات فقط من إطلاقها.

الآن، بعد أكثر من عقدين على إغلاق Sega Channel، تُبدي شركة Sega اهتمامًا جديدًا بتجربة نموذج خدمات الاشتراك مرة أخرى، وفي مقابلة مع BBC، صرّح Shuji Utsumi، المدير التنفيذي للعمليات في Sega، أن عملاق الألعاب الياباني يقوم حاليًا بتقييم فكرة إطلاق خدمة اشتراك خاصة به على غرار Netflix ولكن لألعاب الفيديو. وأضاف Utsumi: “نفكر في شيء ونناقش أمرًا ما، ولكن لا يمكننا الكشف عنه حالياً”.

رغم قلة التفاصيل المتوفرة حول الموضوع، فإن هذه الخدمة، إذا تم تحقيقها، قد يكون لها تأثير كبير على سوق الألعاب الحالي.

توسع الشركات التي تمتلك خدمات خاصة بها

مقارنة بصناعة الأفلام، لا تلعب خدمات الاشتراك دورًا كبيرًا في مجال ألعاب الفيديو، رغم ذلك، ظهرت بعض الخدمات الشهيرة التي حققت نجاحًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الماضية تقريبًا. فقد أطلقت شركات تصنيع أجهزة الألعاب الرئيسية، مثل Xbox و PlayStation و Nintendo، خدمات اشتراك خاصة بها، وكانت خدمة Xbox Game Pass الأبرز من بين الثلاثة.

كما دخلت بعض شركات النشر المستقلة، مثل EA و Ubisoft، هذا السوق أيضًا، وبسبب أن خدمات الاشتراك الخاصة بالشركات المستقلة تحتوي فقط على ألعاب من نفس الشركة وليس من مطورين آخرين، فهي ليست شائعة بقدر الخدمات التي تقدمها الشركات المصنعة للأجهزة.

خدمة اشتراك Sega يمكن أن تكون مقنعة بعدة طرق

إذا قررت Sega تقديم خدمة اشتراك خاصة بها، فستواجه منافسة قوية من خدمات مثل Xbox Game Pass و PlayStation Plus و Nintendo Switch Online، إذ تتمتع الشركات المالكة للمنصات بقدرتها على تقديم مئات الألعاب من المطورين الداخليين والخارجيين للمستهلكين، وهو أمر لا تستطيع شركة نشر طرف ثالث مثل Sega تقديمه بنفس الحجم.

رغم ذلك، وبالنظر إلى قوة مكتبة ألعابها في السنوات الأخيرة، قد تتمكن خدمة اشتراك من الشركة اليابانية من جذب جمهور أوسع مقارنة بخدمات مثل EA Play أو Ubisoft+. القدرة على لعب عناوين مثل Persona 6 و Sonic Frontiers 2 و Yakuza 9 منذ اليوم الأول مقابل اشتراك شهري يتراوح بين 15 إلى 20 دولارًا قد تكون عرضًا جذابًا يصعب على البعض رفضه.

بالإضافة إلى الإصدارات الجديدة، قد تتضمن خدمة اشتراك افتراضية من Sega مجموعة من الألعاب القديمة. تمتلك Sega العديد من العناوين الكلاسيكية في جعبتها، مثل Altered Beast و Persona 2 و Phantasy Star 4 و Jet Set Radio Future، والتي يمكن أن تكون إضافات رائعة إلى مكتبة الخدمة ومشابهة لخدمة Xbox Game Pass.

يمكن أن يساعد هذا النهج القائم على الحنين إلى الماضي في دفع خدمة الاشتراك المقترحة من Sega إلى آفاق أعلى، وهو ما قد تراهن عليه الشركة، وبينما يبقى هذا مجرد تكهنات، قد تنوي Sega إضافة أكثر من 50 لعبة قديمة أزالتها من الأسواق هذا الشهر إلى خدمة الاشتراك المخطط لها.

منافسة Sega مع Game Pass قد تكون سيئة لملاك Xbox

إطلاق Sega خدمة خاصة بها على غرار Netflix قد يكون له تأثيرات كبيرة على Xbox على المدى الطويل. فقد كانت الشركة اليابانية داعمًا رئيسيًا لخدمة Xbox Game Pass في السنوات الأخيرة، حيث أصدرت عناوين مثل Persona 3 Reload و Like a Dragon Gaiden و Football Manager 23 على الخدمة في نفس يوم إطلاقها، وإذا قررت Sega المنافسة مباشرة مع Xbox في هذا المجال، فمن المحتمل أن يرى المشتركون عدداً أقل من ألعابها تتوفر على Game Pass من اليوم الأول.