تحقيق: منى البدوي
تطور تكنولوجي سريع، وأجيال ولدت من رحم التكنولوجيا، حتى باتت أكثر معرفة ودراية باستخداماتها من أولياء الأمور، ما جعل السيطرة على ما يتعرضون له في التطبيقات والبرامج المتاحة على الهواتف الذكية، من فيديوهات وألعاب وغيرها، أمراً يجده بعضهم ضرورة ملحّة والاعتماد على ما أتاحته التكنولوجيا نفسها من أدوات للسيطرة على ما يتعرض له الطفل، بينما الآخرون يكتفون بالتوجيه أو الرقابة الوالدية الذاتية.
راج بين أولياء الأمور المطلعين على التطورات التكنولوجية المستخدمة في حماية الأطفال، من التعرض لأي محتوى لا يتناسب مع عمر الطفل أو ترفضه العادات والتقاليد والعرف الاجتماعي والأخلاقي، خلال استخدامهم لتطبيقات الهواتف الذكية أو الآيباد، إلّا أن آخرين يندرجون ضمن الفئة غير الملمّة باستخدام التكنولوجيات الحديثة، بقيت مكتفية بالمتابعة الوالدية وتنمية الرقابة الذاتية لدى الطفل.
«لا يغني أي منهما عن الآخر وكلاهما يجب تفعيله»، وهو ما أكده عدد من المتخصصين في الحاسوب وأولياء الأمور، حيث أكدوا أن السيطرة والمتابعة والرقابة باستخدام وسائل التقنية الحديثة، أمر بات في غاية الأهمية مع الأخذ في الحسبان أنها لا يمكن أن تفي بالغرض بنسبة 100% وهو ما يمكن تعويضه بالرقابة الوالدية وما يصاحبها من توعية وتوجيه وإرشاد، وتعزيز الرقابة الذاتية لدى الطفل.
السيطرة الإلكترونية
قالت سهى حسين، مهندسة كمبيوتر، في ظل التطور التكنولوجي وما يطرح من تطبيقات وبرامج، وضمن الإعدادات الخاصة للهواتف المتحركة، باتت السيطرة الإلكترونية على هواتف الأطفال أمراً في غاية السهولة خاصة لدى أولياء الأمور المتخصصين في التكنولوجيا أوالحريصين على متابعة تلك التطورات التكنولوجية والإلمام بتفاصيلها.
وأضافت: بالرغم مما تتيحه تلك البرامج فإنه لا يمكن الاعتماد عليها تماماً خاصة أن الأجيال الجديدة التي يمكن وصفها ب«الرقمية» أغلبيتهم أكثر إلماماً من والديهم باستخداماتها وطرائق كسر القيود التي يضعها الوالدان، وهو ما يتطلب تفعيل دور الأبوين في المتابعة وفتح قنوات من الحوار في الاستخدامات الخطأ والمشكلات الناجمة عنها وتنمية الرقابة الذاتية لديهم.
تسخير التكنولوجيا
وذكر محمود عبد العزيز - ولي أمر- ضرورة تسخير التكنولوجيا وتفعيل استخدامها في وضع ضوابط لما يتعرض له الأبناء في مواقع التواصل، والألعاب التي باتت رائجة بين الأبناء مع الأخذ في الحسبان استخدام الأساليب المناسبة لكل فئة عمرية.
وأضاف: من الصعب على الأبوين الموظفين أن يتفرغا للمتابعة بشكل مستمر، وهو ما يمكن تعويضه بالرقابة والسيطرة باستخدام التطبيقات أو الأدوات التكنولوجية الحديثة التي تتيح لولي الأمر تحديد ما يتعرض له الطفل في المواقع والبرامج الإلكترونية، وتحديد أوقات استخدام تلك الهواتف عن طريق الإغلاق الأوتوماتيكي للهاتف المتحرك، في وقت، أو فصل الإنترنت عن هاتفه مع الأخذ في الحسبان مناقشة الأبناء باستمرار بالأضرار الناجمة عن الاستخدام العبثي للشبكة العنكبوتية.
المتابعة الجماعية
وقالت أروى سبوبة - ولية أمر- يجب الاعتماد على الرقابة الوالدية إلى جانب استخدام ما هو متاح من تكنولوجيا لمتابعة الأبناء خلال استخدام الهواتف المتحركة، لأن كلاً منهما مكمل للآخر خاصة أنني موظفة ومن الصعب أن أجد وقتاً كافياً للمتابعة، وهو ما أعوّضه بأساليب عدة منها عدم استخدام السماعات الخاصة بالهواتف الذكية، وربطه بجهاز التلفاز الأمر الذي يتيح لي مشاهدة وسماع ما يقومون بمتابعته في وسائل التواصل الحديثة.
وأضافت: أحدّد أوقاتاً لاستخدام الهواتف المتحركة للهوّ أو استخدامات التطبيقات المتاحة، وفقاً ما يتناسب مع فئاتهم العمرية، وأحرص على أن تكون المتابعة متاحة لجميع أفراد الأسر، ما يمكّنني من فتح حوارات معهم تنمّي لديهم الرقابة الذاتية وتسهم في توعيتهم، مع شغل أوقات فراغهم بما يمكنهم من النشاط الحركي والبدني، وفي الوقت نفسه الابتعاد عن الأجهزة الذكية التي لا يمكن أن أسمح باصطحابها عند الخروج من المنزل.
الإلمام بالتطور
وأكدت روزان سمير، ولية أمر وموظفة، أن أساليب حماية الأبناء من التعرض لمضامين غير أخلاقية أو مرفوضة دينياً واجتماعياً وأخلاقياً بات هاجساً لدى الأغلبية خاصة في ظل الإلمام الواسع للأطفال باستخدامات التكنولوجيا، ما يستدعي مواكبة مستمرة وحثيثة لتلك التطورات. لأن التطور السريع يجعل المتابعة والقيود التكنولوجية التي يضعها الآباء على الهواتف المتحركة غير فاعلة بنسبة 100% وهو ما يتطلب تفعيل الرقابة الوالدية التي يجب أن تكون مدعمة بالتوعية والتوجيه والإرشاد.
ضوابط ذاتية
وترى أمل العبد الله - ولية أمر- أن الرقابة الوالدية المعززة بضوابط محددة يجب على الأبناء اتباعها، بطرائق الاستخدام وأوقاته، وتعزيز الرقابة الذاتية لدى الطفل أهم بكثير من الرقابة والمتابعة التي تتيحها إعدادات الهواتف المتحركة أو البرامج الرقابية والضوابط التي توضع على الهاتف المتحرك الخاص بالطفل. مشيرة إلى أنها تعتمد على الرقابة التكنولوجية بشكل محدود، وتفعل بشكل واسع الرقابة الوالدية على جميع أبنائها بمختلف فئاتهم العمرية مع الأخذ في الحسبان، عدم إخفاء الرقم السري للهاتف المتحرك عن الوالدين، ما يتيح لهم في أي وقت استخدام الهاتف والإطلاع على محتوياته، وتعزيز الثقة المتبادلة مع الأبناء وإيجاد وقت للمتابعة الجماعية للمضامين التي يتعرضون لها. ومناقشتهم في الكثير من القضايا المتعلقة بالمشكلات الناجمة عن الاستخدام السيئ لمواقع التواصل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.