تحقيق: حصة سيف
يتحدد مسار الطلبة ونوع المدرسة في نهاية الصف الثامن، سواء كان اختيار الطالب لمسار نخبة أو متقدم أو عام، وسواء كان مدرسة حكومية، أو مدارس التكنولوجيا التطبيقية، فيما تبدأ الدراسة في المسار، الذي يقع عليه الاختيار، في الصف التاسع إلى أن يكمل الطالب مرحلته الدراسية في الثاني عشر.. واختيار المسار مرحلة مفصلية تحدد مستقبل الطالب وتخصصه في المرحلة الجامعية.
«الخليج» أجرت استطلاعاً بين أوائل الطلبة، خلال العام الدراسي الماضي، في كل المسارات، العام والمتقدم والنخبة، وأكد الجميع أن كل المسارات سهلة بالمذاكرة اليومية، وتحتاج إلى مراجعة دورية وخطة يومية تحدد مهام الطالب، التي تساعده في نهاية العام في الحصول على نتيجة مشرفة، يتمناها كل طالب.
قال عبدالله مخيمر، الحاصل على المركز الأول في المسار المتقدم من مدرسة رأس الخيمة: من الصف التاسع اخترت المسار المتقدم، لأنه الأفضل ويدخلك كل الكليات والتخصصات، سواء كانت العلمية أو الأدبية، في حين أن طموحي أن أدرس الطب البشري. والمسار المتقدم يخدم هذا الهدف، وتفوقي بدأ من الصف الأول، والتوفيق من الله تعالى، ومن ثم تعب الوالدة، التي كانت تسهر معنا وتعلمنا، وهي أم جامعية، فتأسست بشكل سليم منذ بداية رحلتي التعليمية، وهي أهمّ مرحلة، وطبيعي أن يرفه الشخص عن نفسه ويمارس هواياته، ولكن لا يضيع وقت المذاكرة، ومهم جداً تحديد الأولويات لنحقق حلمنا، وتعب المذاكرة والاجتهاد سهل إذا ما نظم الطالب وقته ووضع له جدولاً يومياً ليتبعه.
اختيار وهدف
قال وليد خالد الأسدي، الأول على المسار المتقدم في المدارس الخاصة: اخترت المسار المتقدم كوني أحب المواد العلمية، وخاصة الفيزياء والرياضيات، وأودّ أن أكمل دراستي الجامعية في الطب، وكان اختياري الشخصي ولم يدفعني إليه أحد، وقدمت لي أسرتي كل الدعم، والنجاح يحتاج إلى تعب واجتهاد، ووضعت هدفي في البداية، وهو أن أحصل على علامات عالية ومركز متقدم في الدولة، وكان المركز الأول هدفاً، وقد حققته بامتياز.
بعيداً من «المُلهيات»
وأكمل: نصائحي للطلبة التوكل على الله، تعالى، ومن ثم الأخذ بالأسباب كالاجتهاد والمثابرة، وتنظيم الوقت وعدم الانشغال بالملهيات، كمواقع التواصل، وكنت أجتهد خلال العام الدراسي، وأعمل جداول بالمهام اليومية والواجبات، التي يجب عليّ إتمامها، وكنت أحاول الالتزام بالجدول حتى لو كانت المادة ضد رغبتي، كالمواد التي تعتمد على الحفظ، والدراسة بوقت مبكر بعد صلاة الفجر، ولا أسهر أبداً، ماعدا أيام الامتحانات الأخيرة، التي اضطررت للسهر فيها، كي أتم المذاكرة للمادة كلها.
اللغة العربية
علياء حسن درويش: اخترت المسار العام لأنه كان الأنسب لي، لأن الدراسة تكون باللغة العربية، والمسار العام أستطيع الاختيار فيه بين الأحياء والكيمياء، واخترت الأحياء، الدراسة عن الكائنات الحية، ولا أحب الكيمياء، لذلك دخلت المسار العام، ولأني أعشق الفيزياء من الصف التاسع، والفيزياء في المسار العام كانت سهلة، وسأتعمق فيها بالمرحلة الجامعية، والمادة تصف كيف تتصرف الطبيعة، وهي مادة تجمع بين الفهم والحل، كونها مسائل فيزيائية، وكان لدينا مختبر في المدرسة، نجري فيه التجارب، التي كانت تعجبني.
وأكملت: أنصح بدراسة المسارين قبل اختيار أحدهما، هل يفضل الطالب اللغة العربية أم الإنجليزية؟ وهل تستهويه المواد العلمية أم الأدبية؟ في المسار العام كنا ندرس التربية الإسلامية واللغة العربية والإنجليزية والاجتماعيات، والرياضيات والفيزياء والأحياء والعلوم الصحية.
الشرح للزملاء
وأوضح مايد راشد الحمودي، الحاصل على المركز الأول، من مدارس التكنولوجيا التطبيقية، مسار العلوم المتقدمة: اخترت مدارس التكنولوجيا ودخلتها من الصف التاسع، لأنها من أفضل المدارس في الدولة، وسبقني شقيقي إليها، واخترت مسار العلوم المتقدمة في الصف العاشر، كونها أفضل المسارات في المدرسة، وطموحي أن أكمل تعليمي الجامعي في الطب في جامعة الإمارات.
وقال: مسار العلوم المتقدمة ليس سهلاً، والمواد فيه علمية عميقة، والمنهج بحسب التخصص، وقد امتحنت برنامج التعيين المتقدم، وهو برنامج تعليمي في الولايات المتحدة وكندا، يخوّل من يجتازه، بحسب الدرجات، اجتياز عدد من المواد في الجامعة، وكنت أدرس كل المواد، وأعطي كل مادة حقها، وأخصص لها وقتاً محدداً، إلى أن أصل إلى مستوى الفهم الكلي للمادة، وبعدها أحاول أن أشرح الدروس لزملائي، وأتأكد من مستوى فهمي عبر ذلك الشرح، وأختار مكاناً هادئاً للدراسة وأنوع في الأماكن ما بين المجلس والصالة، وكل مكان هادئ في المنزل، وكلما امتحنت في مادة لا أعير الامتحان بعد اجتيازه أي اهتمام، ولا أراجع إذا كانت إجابتي خطأ أم صحيحة، وأركز على الاختبار القادم، وهكذا دواليك في كل مسيرتي التعليمية في المدرسة.
لا بدّ من «خطة»
وقال عمر محمود الحاصل على المركز الأول في المسار العام من المدارس الخاصة: التوفيق من الله تعالى ومن ثم المذاكرة المتواصلة والاجتهاد وعدم مراكمة الدروس، وهي جميعاً سبب حصولي على المركز الأول، وكانت مواد المسار العام سهلة بالمذاكرة، ويعتمد الأمر على مستوى الدراسة، والتركيز عليها، وتنظيم الوقت، وتخصيص أوقات لممارسة الهوايات على مدار العام، أما في فترة الامتحانات فيجب وضع خطة دراسة، ليبدأ الطالب قبل الامتحانات بأسبوع، وخلال الامتحانات لا بدّ من التركيز على المذاكرة فقط والابتعاد عن الملهيات.
الفهم بالحصة الدراسية
ندى سليمان المازمي، الحاصلة على المركز الأول في المسار المتقدم، مدارس التكنولوجيا التطبيقية: دخلت من الصف التاسع مدارس التكنولوجيا، لمستواها العلمي والتدريب التقني، الذي توفره للطلبة، وتقديرها لعمل الطلبة، لذلك كان اختيارها لأكمل فيها المرحلة الثانوية، ودخلت المسار المتقدم، في ظل اختيار إدارة المدرسة، حسب درجاتي المرتفعة في الصف الثامن، ودرجاتي في الفصل الدراسي الأول.
وأكدت ندى، أن تشجيع المدرسة والأسرة، والمذاكرة أولاً بأول، وعدم الخروج من الحصة الدراسية إلا وهي فاهمة ومستوعبة للدرس. وقالت: كنت أسأل المعلمين كثيراً ولا أخجل من كثرة الأسئلة، وحتى أسأل زميلاتي كي تتضح الصورة العامة للدرس، وفهمت منهجية وضع الاختبارات، والخطط المدرسية، التي تضعها المدرسة قبل الامتحانات، وهو ما كان مفيداً جداً، وساعدني في حل الامتحان بطريقة سهلة ومفهومة.
وأضافت: أنصح الطلبة بأن يكون لديهم يقين برب العالمين، لأنه مع التوكل عليه، سبحانه، لا شيء مستحيل، وأنصحهم بدخول المسار المتقدم في مدارس التكنولوجيا التطبيقية، لأنه يتيح للطالب اكتساب المهارات والخبرات من الناحية العلمية والتقنية، وفي الوقت ذاته يبقى لديه مجال لممارسة هواياته، ويسهل عليه الدراسة الجامعية بغض النظر عن نوع التخصص.
البداية فقط «صعبة»
اليازية حمدان الشامسي، الحاصلة على المركز الأول في المسار العام، مدارس التكنولوجيا التطبيقية: دخلت هذه المدرسة في الصف العاشر، واخترت المسار العام مباشرة، وكانت الدراسة في البداية صعبة، بعدها اعتدت على المنهج والمواد، وكانت مذاكرتي تقوم على الاجتهاد الدؤوب، خاصة في السنة الأولى، وبعدها سهلت عليّ الدراسة.
الداعم الأول
وبينت: في الصف الثاني عشر كنت أنظّم وقتي بحيث يسمح لي بالمشاركة في مسابقة مهارات الإمارات، ودخلت مسار الرسم الهندسي الميكانيكي، وأتدرب على برنامج معين للهندسة، وأمي كانت الداعم الأكبر لي، وهي كانت من أوائل الدولة عام 2004، وكانت تساعدني في كثير من المواد، كونها معلمة رياضيات.
أضافت: وأنصح الطلبة وأشجعهم على اختيار المسار العام، إذا كان راغباً فيه، بحسب طموحه ونوع التخصص الجامعي، الذي يريده. وطموحي شخصياً أن أدرس هندسة الفضاء أو هندسة الميكانيك، ودراستي في المسار العام تخوّلني لدخول الهندسة، وأدعو الطلبة إلى الانتباه للمعلمين داخل الحصة الدراسية، كونها مرحلة زمنية مهمة جداً لتلقي العلم، وأنصحهم بالتوكل على الله، تعالى، لأنه كله رزق وتساهيل من رب العالمين، والأخذ بالأسباب، بالمذاكرة الدورية والاجتهاد.
الدراسة بانتظام
قالت مريم عبيد الزعابي، الحاصلة على المركز الأول في مسار النخبة: أحب العلوم منذ صغري، ومنذ الإعلان عن مسار النخبة، الذي حمل صورة لطلبة يرتدون معطف المختبر، تحمّست لدخول المسار، بجانب حبي للاستكشاف والتجارب، وكان المسار باللغة الإنجليزية، فأحببت أن أطور لغتي، وبإتمام المسار، يمكن الالتحاق بأفضل الجامعات العالمية.
أضافت: مذاكرتي كانت منظمة، وقسمت وقتي على المواد، وكل مادة أعطيها حقها، وأضع جدولاً يومياً وأسبوعياً للمهام، وكنت أركز على السعي أكثر من النتيجة، والدرجات رزق، وطبعاً الرحلة وعرة، ولكنها محاطة بألطاف الله، تعالى علينا، ورسالتي للطلبة هي أنه حتى لو كانت النتيجة صعبة، فلا بدّ أن يكون التركيز على السعي، ولن يضيع السعي سدى، في الدنيا ولا في الآخرة، وكنت مشاركة في كثير من المسابقات خلال الأعوام السابقة، واقتصرت في العام الأخير على المشاركة في جائزة الشارقة للاستدامة، وحصلت فيها على المركز الأول في الكتابة الإبداعية، وشاركت في المسابقات المدرسة، التي كانت تنظم على مدار العام في الصف الثاني عشر.
وأكدت مريم، أهمية وقيمة كلمة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن كل جيل يسلم الراية للجيل القادم، ونحن اليوم نتسلّم الراية، ونسلّمها بدورنا بكل مسؤولية للجيل القادم. ونرجو أن نكون أكفاء لتتم المراهنة علينا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.