تشهد صناعة الفخار التقليدية انتعاشاً جزئياً في قطاع غزة بعد تراجعها لسنوات، مع اضطرار الفلسطينيين إلى إيجاد حلول بديلة لتعويض النقص الحاد في الأطباق وأواني الطعام، في القطاع الذي دمّرته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
ويقول جعفر عطاالله (28 عاماً)، وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار في دير البلح وسط قطاع غزة، إنه يواجه «طلباً غير مسبوق» على الأطباق والأواني الفخارية.
وبعدما تراجعت في العقد الأخير، يبدو أن صناعة الفخار على الطريقة الفلسطينية التقليدية عادت إلى الظهور بوصفها بديلاً يسهّل حياة النازحين قليلاً، مع انعدام خيارات أخرى في المنطقة.
ويؤكد عطاالله، الذي ينحدر من عائلة اشتهرت بصناعة الأواني الفخارية، إنه يعمل بلا توقف لتلبية الطب المتزايد.
ويقول إنه قادر راهناً على صناعة نحو 100 قطعة يومياً أغلبيتها من أواني الحساء والأوعية التي يوضع أو يُطهى فيها الطعام، مثل «الزبديات» و«الأباريق» والأكواب.
ويقول لوكالة «فرانس برس»، إنه كان قبل الحرب ينتج نحو 1500 قطعة فخارية يومياً بمشغله في حي الفواخير بمنطقة الدرج شمال وسط مدينة غزة.
وكان حي الفواخير يضم عشرات الورش ومصانع الفخار قبل الحرب الأخيرة، لكنها دمّرت كلها تقريباً في القتال المتواصل منذ نحو 14 شهراً، وأدت الحاجة المتزايدة للأواني الفخارية إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويقول عطاالله، الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى دير البلح، إنه يبيع كل قطعة في مقابل 10 شيكل (2.7 دولار)، أي أكثر بخمس مرات تقريباً من سعرها قبل الحرب.
وتشير منظمات الإغاثة الدولية بانتظام إلى صعوبات كبيرة في إدخال السلع الشحيحة وتوزيعها في قطاع غزة، وتوقفت مصانع قطاع غزة عن الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق ببعضها أو بسبب القتال، بينما أغلقت أخرى بسبب عدم توافر المواد الخام وانقطاع الكهرباء.
وتسبّبت الحرب في شلل للقطاع الصناعي في غزة، بينما تكافح المستشفيات أيضاً للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
وفتح عطاالله، بعد نزوحه ورشة عمل صغيرة في ظل «شادر بلاستيكي أزرق»، وهو «يجبل» الطين الأحمر بيديه لصناعة الأواني الفخارية، ثم يتركها لتجف في الشمس وتتحول إلى لون الطين المألوف.
أما سابقاً فكان يصنعها بآلات ويجففها في فرن مخصص لحرق الطين.
وعلى الرغم من توافر الأواني المعدنية المصنوعة من الألمنيوم والزجاج والخزف قبل اندلاع الحرب، فإن الكثيرين كانوا يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية، إذ تفضل بعض العائلات، وعدد من المطاعم، إعداد الأطعمة التقليدية فيها، لأنها تحافظ على مذاق مميز، وتقول لارا الترك: «بعد 13 شهراً من بدء الحرب، ذهبت إلى السوق لشراء الأطباق وأدوات المائدة، وما تمكنت من العثور عليه هو هذا الإناء الفخاري».
وتضيف الترك، وهي ربة منزل تبلغ 40 عاماً، وتقيم في مركز إيواء مؤقت بمخيم النصيرات المجاور لمخيم ومدينة دير البلح: «اضطررت إلى شرائه لإطعام أطفالي»، وتقول إن سعر الإناء الفخاري زاد «بأكثر من ضعف ما كان عليه قبل الحرب».
وفي الأسواق المقامة على جوانب الطريق، الخيار الوحيد المتاح هو الصحون المخصصة لاستخدام واحد في حال توافرها.
وفي قطاع غزة حيث توقفت شبكة توزيع المياه عن العمل بسبب الضرر الكبير اللاحق بها، أصبحت أواني الشرب الفخارية شائعة في الصيف، لأنها تحافظ على المياه باردة وصالحة للشرب لفترة أطول، ويحصل النازحون على هذه المياه من نقاط قليلة توفرها منظمات إنسانية، أو جمعيات خيرية محلية.
ودفعت الحرب كل سكان القطاع المدنيين تقريباً، البالغ عددهم 2.4 مليون شخص، نحو ثلثيهم من لاجئي عام 1948، للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، وفقاً للأمم المتحدة، وبات أكثر من مليون ونصف المليون منهم يعيشون في خيام أو مراكز إيواء، في مدارس تابعة لوكالة «الأونروا»، وآلاف منهم على الأرصفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.