شهد اليوم الثاني من «مهرجان تنوير» برنامجاً حافلاً من العروض الموسيقية والأدائية، وورش العمل التفاعلية، والفقرات الفنية في صحراء مليحة، حيث أعاد زواره إلى جماليات التأمل في الصحراء، والسهر على أنغام الموسيقى بين الكثبان الرملية، فاتحاً أمامهم عالماً مدهشاً لعلاقة المشاهد المرئية مع المقطوعات والمعزوفات المسموعة.
المحبة والنور
وتصدّر العرض العالمي «Journeys of Light» فعاليات اليوم الثاني على المسرح الرئيس، حيث جمع فنانين من مختلف أنحاء العالم، في تحفة فنية مزجت أنماطهم وأساليبهم المتنوعة في احتفال بالإبداع والإلهام، مع الفنان كمال مسلّم، الذي أسرَ الجمهور بعزفه على العود والغيتار.
وضمّ العرض أصواتاً ساحرة لكل من ليزا جيرارد، ولورا كوتلر، ورشا رزق، وأنجانا راغاغوبالان، إلى جانب عدد من العازفين الذين أضافوا لمسة من الإحساس المرهف، ورافقتهم «أوركسترا غرفة النخبة» التي وفرت خلفية سيمفونية ملحمية، في عرضٍ سما فوق الحواجز الثقافية، مستحضراً أصداء خالدة من المحبة والنور.
الحياة في الموسيقى
وعلى مدار اليوم، قدّم المهرجان باقة متنوعة من العروض والتجارب المبهرة، فعلى مسرح «شجرة الحياة»، أمتعت الفنانة سيني كامارا الجمهور بمزيجها المؤثر لإيقاعات غرب إفريقيا وموسيقى البوب المعاصرة، رافقها عرض أدائي مباشر للفنون التشكيلية مع الفنانة ماري ماليفارغز، التي بثت الحياة في الموسيقى برسوماتها المؤثرة، تلاها عرض لـ«بركة بلو»، و«فرقة شادي»، أثار حماسة الجمهور بمزيج بين القصائد والألحان الموسيقية، في حين ملأ فنان موسيقى «الغناوة»، حسن حكمون، أثير صحراء مليحة بالأنغام الساحرة لآلة الـ«سنتير»، موفراً للجمهور فرصة التعرف إلى تراث موسيقى «الغناوة» المغربية.
وعلى المسرح الرئيس، اصطحبت فرقة «قسطنطينية»، بقيادة كيا طبسيان، والمغنية التونسية غالية بن علي، والموسيقي اللبناني شربل روحانا، الجمهور في رحلة موسيقية عميقة مستوحاة من أشعار جلال الدين الرومي، حيث جسد عرض بعنوان «على خطى الرومي» جوهر فلسفة الرومي من خلال الألحان والتأملات الشعرية، التي تستحضر روح التأمل والارتباط العميق، وفي ختام الأمسية، قدم الموسيقار روشيل رانجان، والمطربة الموهوبة آبي سامبا، إلى جانب مدرب ومصمم الرقص العالمي آكاش أوديدرا، أداءً يخطف الأنفاس لموسيقى «القوالي» الأوركسترالية.
دوران صوفي
وشهدت فعاليات اليوم الثاني تنظيم خمس ورش عمل تفاعلية، أتاح كل منها للمشاركين فرصة التواصل مع إمكاناتهم الإبداعية المستنيرة، حيث قدم وليد أبوالنجا جلسة لتمارين التنفس، اصطحبت المشاركين في رحلة لاكتشاف الذات، في حين استعرض أنس الحلبي جماليات ألحان موسيقى الـ«هاندبان»، محفزاً الحضور لاستكشاف تناغم الإيقاعات والأنغام، كما عرّفت «مدرسة الخط والزخرفة» المشاركين بفنون «الزخرفة والتذهيب والأشكال الهندسية»، تحت إشراف د.إسراء الهمل، ومصطفى صدقي، أما ورشة «الدوران الصوفي»، التي قدمتها الدكتورة فاريما بيرينجي، فجمعت بين فن الحركة والتأمل الروحاني، وأخيراً أدهشت ورشة «فن الخط بالضوء»، للفنان جوليان بريتون، الحضور بالدمج الإبداعي بين الضوء وفن الخط العربي التقليدي.
تركيبات فنية
تزين المهرجان بأعمال فنية تركيبية لفنانين عالميين عززت أجواء المهرجان، وجسدت التأمل والطبيعة وفلسفة جلال الدين الرومي، حيث استحضر عملٌ بعنوان «آثار صحراوية»، للفنانين كريم وإلياس، ذكريات حضارات قديمة، كما فتح عمل بعنوان «طريق الرومي»، للفنانة عزة القبيسي، الباب لتأمل تداخل الضوء والظل، في حين شكّل عمل بعنوان «بوابة الحكمة» للفنانة نداء إلياس، و«واحة النخيل» للفنان خالد شعفار، احتفالية بتراث وثقافة المنطقة، مجسداً جوهر معنى الصمود والارتقاء والنهضة.
وحفّز عمل بعنوان «حَلَقيّ» للفنانة زينب الهاشمي، و«دائرة النجوم» للفنانة باتريشيا ميلنز، الفكر لتأمل الدوائر الأبدية للكون، أما «الحرّاس» للفنانة رباب طنطاوي فجسد مفهوم المرونة، كما وفر «لا مُتَنَاهٍ» للفنان أحمد قطّان مساحة هادئة للتواصل، وأضاف عمل بعنوان «ليلة القدر» للفنانة رغد الأحمد العمق الروحاني لتجربة المهرجان، فيما شكّل «نو» للفنان عمر القرق استكشافاً للشكل والضوء، موجهاً الدعوة للحضور لتقدير جمال الفن في بساطته.
• 10 أعمال فنية تركيبية تعكس رؤية المهرجان حول التأمل وتعاليم جلال الدين الرومي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.