أكد أطباء أن الفحص المنتظم، وتطور وسائل التشخيص والعلاج، يرفعان نسب الشفاء من سرطان الثدي في الإمارات، مشيرين إلى أن المنظومة الصحية الإماراتية تعمل على تطوير إمكانات علم الجينوم، والارتقاء بعلاجات سرطان الثدي من خلال تقديم معلومات دقيقة وتدخلات مصممة حسب الطلب، وتحديد الأفراد ذوي مخاطر الإصابة العالية، بسبب طفرات في جينات محددة، فيما أظهرت الإحصاءات الرسمية أن دولة الإمارات هي الأعلى في نسب الشفاء عالمياً بالنسبة لسرطان الثدي، حيث ترتفع النسبة إلى ما يزيد على 95% في حال اكتشاف المرض في مراحله الأولية.
وتفصيلاً، أكد استشاري جراحة الثدي والأورام الجراحية في مدينة برجيل الطبية، الدكتور محمد جودة، أن سرطان الثدي لم يعد ذلك الشبح المخيف القاتل، لافتاً إلى أن هناك جانباً مشرقاً، يتمثل في التطور السريع والمذهل في وسائل وطرق وتقنيات علاج هذا المرض.
وقال: «مع تطور العلاجات الكيميائية والهرمونية والموجهة، وظهور العلاجات المناعية والذكية وغيرها، إضافة إلى العلاج بطرق وتقنيات الإشعاع الحديثة وعالية الدقة، صار بإمكاننا اليوم القضاء على سرطان الثدي، وتحقيق الشفاء منه بشكل كامل».
وأضاف: «بات بإمكاننا في معظم الحالات الحافظ على ثدي المصابة، مع إزالة الجزء الصغير المصاب بالمرض فقط، ودون استئصال الثدي بشكل كامل، مع الحفاظ على شكل الثدي وحجمه وقوامه الطبيعي إلى حد كبير ومُرضٍ، وذلك بفضل ابتكار العديد من التقنيات الجراحية العلاجية والتجميلية في آن واحد».
وأشار جودة إلى أن حالات سرطان الثدي المتقدمة، التي تستوجب استئصال الثدي بشكل كامل، أصبح لها العديد من الخيارات الجراحية التجميلية لإعادة ترميم وتشكيل الثدي، وبنتائج عالية الجودة، ومُرضية جداً وفعالة، لافتاً إلى أن عمليات وتقنيات ترميم وتشكيل الثدي في تطور سريع، سواء تلك التي تعتمد على استخدام الحشوات الصناعية (السيليكون) أو التي يتم خلالها نقل أجزاء من جسم المصابة، وزرعها في مكان الثدي المستأصل لإعادة ترميمه وتشكيله باستخدام أنسجة حيوية طبيعية.
وكشف عن البدء في استخدام المناظير الجراحية والروبوتات للمساعدة في الوصول إلى أفضل النتائج الجراحية، سواء العلاجية أو التجميلية، مشيراً إلى أن الدراسات والبحوث الطبية لاتزال جارية للتوسع في هذا المجال وتطويره، مشدداً على أن سر النجاح ومفتاح القضاء الكامل والشفاء التام من سرطان الثدي يكمن في الالتزام التام بإجراء فحوص الكشف المبكر، لمنعه من الاستفحال والانتشار في الجسم.
فيما أوضحت أخصائية النساء والولادة، الدكتورة مي محمد، أن الأسباب الرئيسة لانتشار سرطان الثدي بين النساء هو نقص الوعي الذي يؤدي إلى التأخر في اللجوء إلى الطبيب، حيث تلعب بعض المعتقدات الثقافية أو الخوف من الوصمة الاجتماعية دوراً في تأخّر بعض النساء في طلب الرعاية الطبية عند ملاحظة وجود تشوّهات في الثدي.
وقالت «أهم سبل الوقاية تشمل الفحص المنتظم الذي يساعد في الاكتشاف المبكر للمرض من خلال تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموغرام)، كما يساعد الفحص الذاتي المنزلي للثدي في اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة، ما يجعل فرص الشفاء أعلى، إضافة إلى اتباع خيارات حياتية صحية، عبر اعتماد نمط حياة صحي للتقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان»، مشيرة إلى أهمية الدعم من العائلة والمجتمع المهني والمحيطين بالمرضى، لما يمثله الدعم النفسي والصحة النفسية وتفهم احتياجات وحالة المريض في تخطي المرض والتغلب عليه.
وشددت على أهمية أن تحرص النساء على إجراء فحص ذاتي للثدي بشكل منتظم، للبحث عن أي كتل أو سماكة أو أي تغيرات غير طبيعية في الجلد أو أي إفرازات من الحلمة كل شهر، لافتة إلى ضرورة إجراء فحص الماموغرام كل عامين، بدءاً من سن الـ40 إذا لم يكن لدى المرأة أي عوامل خطر معروفة، بينما يوصي الأطباء بإجراء فحوص في سن أصغر من ذلك للنساء المعرضات لخطر الإصابة بالمرض.
وحول ما الذي يجب على النساء معرفته عن أعراض سرطان الثدي، أشارت الدكتورة مي محمد إلى أن مؤشرات سرطان الثدي وأعراضه تشمل وجود كتلة أو منطقة جلد متثخنة في الثدي، تختلف عن الأنسجة المحيطة، وتفلطُح الحلمة أو انقلابها إلى الداخل، وتغيرات في لون جلد الثدي، وتغير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره، وتغيرات في جلد الثدي، إضافة إلى تقشُّر أو تندُّب أو تقشُّف في جلد الثدي.
وأكد اختصاصي جراحة الأورام، الدكتور محمد أنور، أن علاج سرطان الثدي يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، بما فيها حجم أنسجة الثدي، وحجم الكتلة، وموقع السرطان، وتشمل العلاجات الشائعة جراحة سرطان الثدي، واستئصال الثدي، وجراحة المحافظة على الثدي (استئصال الكتلة الورمية)، وخزعة العقدة اللمفاوية الخافرة، واستئصال العقد اللمفاوية الإبطية، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، والعلاج الموجّه (أدوية تتعرّف إلى الخلايا السرطانية وتقتلها)، لافتاً إلى أن العديد من النساء المصابات بمرض سرطان الثدي لا يظهرن أعراضاً للمرض، ويمكن أن يساعد تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموغرام) في الكشف عن الأورام السرطانية حتى في حالة عدم وجود أي أعراض، ويُعد هذا الوقت هو الأفضل والأكثر قابلية للعلاج.
إحصاءات عالمية
قال مركز أبوظبي للصحة العامة، إن سرطان الثدي يعد أكثر السرطانات انتشاراً بين النساء في العالم، حيث شُخّصت إصابة مليونين و88 ألفاً و849 امرأة بسرطان الثدي في عام 2018، وبلغ عدد وفيات سرطان الثدي بين السيدات على مستوى العالم 626 ألفاً و679 امرأة، كما يتم تشخيص إصابة امرأة واحدة على مستوى العالم بسرطان الثدي كل 15 ثانية، ووفاة إحدى النساء في العالم بسبب سرطان الثدي كل 50 ثانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.