تعتبر الطفولة مرحلة حيوية ومهمة في حياة الفرد، حيث تمثل الفصل الأول الذي تتشكل فيه الكثير من جوانب الشخصية،الأطفال هم رمز البراءة والسعادة، وبالتالي فإن الشعر الذي يتناول موضوعهم يأخذ طابعاً خاصاً يعكس مشاعر الآباء والمجتمع تجاههم،تناقش هذه المقالة دور الشعر في التعبير عن عالم الطفولة بتنوعه، بدءًا من الفرح والبراءة إلى الألم والصراعات، مستعرضة آراء عدد من الشعراء العرب الشهيرة وذلك من خلال مجموعة من القصائد التي تسلط الضوء على هذه المرحلة من الحياة،
شعر عن الأطفال
تتعدد الأشعار التي تتناول موضوع الأطفال، حيث تعبر عن مشاعر مختلف الآباء وتعكس حبهم الكبير لهم،الأطفال هم محور الفرح وابتسامتهم تضفي نوعاً من السعادة على حياة العائلة،في هذه الفقرات، نستعرض بعض العبارات الشعرية التي تتحدث عن براءة الأطفال وعمق حب الآباء لهم.
أشعار أودُنيس
- في السرير القَلِق الدافئ حُب يستفيق
- هو للناس تراتيل، وللشمس طريق الطفولة
- تشرق الشمس خجولة
- في خُطاها يَصغر الكون الكبير
- ولها الدنيا سرير
- أنا بالأمس، لي الآهات بيت
- ولي الفقر سراج والدّم النازف زيت
- كنت كالظل، كما دار به الفقر يدور
- قدمي ليل وأجفاني نور
- يا طفولة
- يا ربيع الزمن الشيخ وآذار الحياة
- وهَوى ماض وآت
- في غدٍ أنت صراع لا يُحد
- وطموح لا يُرد
- وغدًا أنت ميادين الطفولة
- تُنشى الكون وتُبدي وتُعيد
- فَيغنيك الكفاح، وتغّنيك الجراح
- ويغّنيك الدم البكر الجديد
- يا طفولة
- يا هوى ماض وآت
- يا ربيع الزمن الشيخ وآذار الحياة.
أشعار قاسم حداد
- أولئك الأطفال الكُثر
- الذين يتراكضون في مَداكِ
- هل اخترت أسماءً لهم
- أما أنكِ ستعتمدين على الحدائق
- أولئك الأطفال الخُضر
- هل سَيصعدون من أعماقٍ
- أم سَيهبطون من أعالٍ
- أولئك الأطفال الصغارِ جداً
- إني أراهم الآن كَالأسماك المُلوّنة
- في زُجاجةِ المَدى
- وأنتِ ماؤهم.
أشعار حافظ إبراهيم
- هذا صبيّ هائم
- تحت الظلام هُيام حائر
- أبلى الشقاء جديدة
- وتقلّمت منه الأظافر
- فانظر إلى أسمائه
- لم يبقَ منها ما يُظاهر
- هو لا يُريد فراقها
- خوف الفوارس والهواجر
- لكنها قد فارقته، فراق معذور وعاذر
- إني أعُد ضلوعه
- من تحتها والليل عاكر
- أبصرت هيكل عظمه
- فذكرت سكان المقابر
- فكأنما هو ميت
- أحياه عيسى بعد عازر
- قد كان يهدفه النسيم
- وكاد تدروه الأعاصِر
- وتراه من فرط الهُزال
- تكاد تثقبه المواطر
- عجبًا أيفرسه الطوى
- في قلب حاضرة الحواضر
- وتغول البؤسى وطرف رعاية الأطفال ساهر
- كم مثله تحت الدجى
- أسوان بادي الضُرَ طائر.
شعر عن الأطفال وآلامهم
تجد الشاعرة نازك الملائكة تتناول موضوع الأطفال ومعاناتهم، حيث يعكس شعرها آلامهم والصراعات التي يواجهونها،تعبر الشاعرة عن مشاعر الأطفال الحزينة وكيف أن دموعهم ترافق صرخاتهم في مواجهة الحياة.
- ودموع الأطفال تجرح لكن ليس منها،
- بدّ فيا للشقاء
- هؤلاء الذين قد منحوا الحس
- وما يملكون غير البكاء
- منحتهم كف الطبيعة قلبًا
- بشريًا يستشعر الآلاما
- ورمتهم في كفة القدر الغاشم جسمًا لا يستطيع كلاما
- فإذا ما بكوا فأدمع خرسّ
- ربما كان خلفها ألف معنى
- ربما كان خلفها الألم القاتل
- أو رغبة مع الريح تفنى
- ربما ربما وما ينفع الظن
- ونوح الأطفال ملء الحياة
- ولدوا صارخين بين يد الأقدار
- فليصرخوا ليوم الممات
- علّهم يدركون ما لم نقف نحن
- عليه من ظلمة الأسرار
- ويرون الحياة ليلًا من الشر
- تدلّى على جفاف النار
- فهم يصرخون من ألم المُقبل
- أو يندبون ما قد أضاعوا
- أو لم يقبلوا على غيهب العالم
- حيثُ المحيا أسى وصراع
- لم يزل في نفوسهم أثر الماضي
- النقي الجميل أو ذكراه
- حين كانوا في عالم عبقري
- كل حي على ثراه إله
- عالم غير عالم البشر المر
- بعيد عن الدجى والفناء
- ليس فيه أسى عنيف ودمع
- وقبور تلفعت بالخفاء
- ليس فيه طبيعة جهمة المرأى
- تدوس الأحياء والأيّام
- ليس فيه معذبون حيارى
- وثكالى تحت الدجى ويتامى
- ليس فيه شر وظلم وتعذيب
- ولا فيه مولد وممات
- ليس فيه هذا النزاع على الخبز
- ولا في صفائه مأساة
- يا جموع الأطفال يا مُرهفي الحس
- كَفاكُم تفجُعًا وبكاء
- لم تزالوا في أوّل العُمر المر
- ولأيا سَتعرفون الشقاء
- لا تُنوحوا على الذي قد فَقدتم
- من جمال ومتع وسُمُو
شعر عن الأطفال وحب الآباء لهم
يُظهر الشعراء من خلال قصائدهم مشاعر الحب الكبير الذي يكنه الآباء لأبنائهم، حيث يعبرون عن شوقهم واهتمامهم بأفراحهم وآلامهم،هذه المشاعر الجياشة تجد مكانها في قصائد الشعراء، حيث يظهرون كم هو ثمين وجود الأطفال في حياة الأهل.
قصيدة وسيمًا من الأطفال لـ الشاعر بدوي الجبل
- وسيمًا من الأطفال لولاه لم أخفَ
- على الشيب أن أنأى وأن أتغرّبا
- تودّ النجوم الزهر لو أنها دمى
- ليختار منها المترفات ويلعبا
- وعندي كنوز من حنان ورحمة
- نعيمي أن يغرى بهنّ وينهبا
- يجور وبعض الجور حلو محبب
- ولم أر قبل الطفل ظلما محببا
- ويغضب أحيانًا ويرضى وحسبنا
- من الصفو أن يرضى علينا ويغضبا
- وإن ناله سقم تمنيت أنني
- فداءً له كنت السقيم المعذبا
- ويوجز فيما يشتهي وكأنه
- بإيجازه دلًا أعاد وأسهبا
- يزفّ لنا الأعياد عيدًا إذا خطا
- كَزغب القطا لوّ أنه راح صاديا
- سكبت له عيني وقلبي ليشربا
- وأوثر أن يروي ويشبع ناعما
- وأظمأ في المعنى عليه وأسغبا
- وألثم في داج من الخطب ثغره
- فأقطف منه كوكبا ثمّ كوكبا
- ينام على أشواق قلبي بمهده
- حريرًا من الوشي اليمانيّ مذهبا
- وأسدل أجفاني غطاء يظلّه
- ويا ليتها كانت أحنّ وأحدبا
- وحملني أن أقبل الصين صابرا
- وأرغب بحنانا عليه عليه وأرهبا
- فأعطيت أهواء الخطوب أعنتي
- كما اقتدت فحلا معرق الزهو مصعبا
- تأبّى طويلا أن يقاد.،وراضه
- زمان فراخى من جماح وأصحبا
- تدلّهت بالإيثار كهلًا ويافعا
- فدلّلته جدًّا وأرضيته أبّا
- وتخفق في قلبي قلوب عديدة
- لقد كان شعبًا واحدًا فتشعّبا
- ويا ربّ من أجل الطفولة وحدها
- أفضِ بركات السلم شرقًا ومغربا
- ورد الأذى عن كل شعب وإن يكن
- كَفورًا وأحببه وإن يكن مذنبا
- ومن ضحكة الأطفال يا رب إنها
- إذا غرّدت في موحش الرمل أعشبا
- ملائك لا الجنّات أنجبن مثلهم
- ولا خلدها أستغفر الله أنجبا
- يا رب حبّب كل طفل فلا يرى
- وإن لجّ في الإعنات وجها مقطّبا
- وهيّئ له في كل قلب صبابة
- وفي كل لقيا مرحبا ثمّ مرحبا
- ويا رب إن القلب ملكك إن تشأ
- رددت محيل القلب ريّان مخصبا.
شعر عن الأطفال لـ محمود درويش
محمود درويش كان شاعراً له أسلوب خاص يعبر من خلاله عن أحزان الأطفال ومعاناتهم، وخاصة في ظل الاحتلال،قصيدته “القتيل رقم 48” تجسد مأساة الطفل الفلسطيني الذي يعيش في ظروف قاسية.
- وجدوا في صدره قنديل ورد .،وقمر
- وهو مُلقى ميتا فوق حجر
- وجدوا في جيبه بعض قروش
- وجدوا علبة كبريت وتصريح سفر
- وعلى ساعده الغض نقوش
- قبلّته أمه
- وبكت عام
- ما عليه بعد عام
- نبت العوسج وفي عينيه
- واشتد الظلام، عندما شبّ أخوه
- ومضى يبحث عن شغل بأسواق المدينة
- حبسوه ..
- لم يكن تصريح سفر
- إنه يحمل في الشارع صندوق عفونه
- وصناديق أخرى
- آهِ أطفال بلادي
- هكذا ماتَ القمرُ.
أبيات شعر منوعة عن الأطفال
تمتاز قصائد الأطفال بالتنوع، حيث يبرز فيها معاني الحب والبراءة بالأخص من خلال الأشعار التي كتبها الشعراء البارزين،إليكم بعض الأبيات المميزة التي تدل على تلك المشاعر الجياشة.
أشعار لـ أبو فراس النطافي
- قُم يا بُني اليومُ عيد
- قُم وألبس الثوبَ الجديد
- وامرح به مِثل الطيور الّلاهية
- فوق الروابي في الحقول الزّاهية
- رقصت لكَ الدنيا وغرّدت الطيور
- والنورُ أشرقَ في دمي
- وتدفقت في القلب أنهارُ السرور
- والنفسُ هامت في بساتين الرضا
- وتفتّحت فيها الزهور
- تلهو فَأشعرُ بالهنا
- وأسرّ مِثلكَ بالوجود
- تعدو فَأعدو مسرعًا
- والعزمُ عندي كَالحديد
- ما لعبةُ الأطفال إلّا لعبتي
- ما فرحةُ الأبناء إلّا فرحتي
- إنيّ أعيشُ بكَ الطفولة يا بُنيّ
- بجمالها وسرورها
- وبفرحة الطفل السعيد
- أعدو مع الأطيار في الوادي النضير
- وأُعانقُ الأفراحَ والأمل المُنير
- والحب يَملأ خاطري
- ويعطّر الدنيا بأنفاسِ الورود
- وكأنني قد عُدتُ طِفلًا من جديد.
أبيات شعر لـ أحمد النجفي
- أرى الطفل مُقتبسًا روحهُ
- لأبدأ أوّلَ تلك الدروب
- فَيفرشُ دربي بِالياسمين
- تفوحُ به عاطراتُ الطيوبِ
- فَأجهلُ كلّ الذي خبأت
- يدُ الغيب لي من خفايا الخطوب
- بَريءٌ وأفعل ما أشتهي
- ملاك وأجهل معنى الذنوب
- إلى الآن ما سجل الكَاتبان
- علىَّ خطى مخطئ أو مُصيب
- وأما كبرتُ ولاح الحجي
- يهييءُ لي مُزعجات الكروب
- هربتُ من العقل فعلَ الجبان
- فما منقذٌ لي غيرَ الهروب
- وعاودتُ مقتبسًا روح طفلِ
- وعُدتُ لأبدأ أولِ الدُّورب.
في الختام، نستطيع أن نقول إن الأطفال هم زهرة المجتمع، ويعكس الشعر نظرة المجتمع لهم من مختلف الزوايا،تتباين تجاربهم بين الفرح والحزن، بين البراءة والمعاناة، مما يجعل مسألة الشعر عن الطفولة موضوعًا مهمًا يستحق الدراسة،إن القصائد التي تناولت الأطفال تعكس نظرة عميقة للثقافة والأحاسيس الإنسانية، مما يجعل الشعراء يتناولون هذه المرحلة بوجهات نظر مختلفة، تعبيرًا عن الآمال والمخاوف والأحلام والتطلعات،شكرًا لمتابعتكم، نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بالرحلة الشعرية معنا!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة جريده فكره فن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من جريده فكره فن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.