تعرف على الشهور الهجرية وعلى ما هو ترتيب الشهور الهجرية وما هو مفهوم التقويم الهجري بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث أنه قد سبق كلا من التقويمي الهجري والميلادي عدة أنواع من التقويمات الأخرى، فمثلاً التقويم الروماني القديم، وهو التقويم الذي كان يتميز عن غيره من التقاويم الأخرى بعدد أشهره، حيث أنه كان يتكون من عشرة أشهر فقط، وقد سُمي هذا التقويم بهذا الإسم نظراً لكونه كان معتمداً في مدينة روما، وهي عاصمة الإمبراطورية الرومانية، هذا وقد أتى التقويم اليوناني بعد التقويم الروماني، وكان هذا التقويم قائماً بشكل أساسي على القيام بتعديل التقويم الروماني وتعديل عدد أشهره، مستعيناً في ذلك الأمر بعلوم الفراعنة، وفيما يلي سنتعرف على التقويم الهجري والشهور الهجرية بالتفصيل.
ما هو مفهوم التقويم الهجري
يُهرف التَّقويم الهجريّ على أنه التقويمٌ القمري؛ أي أنه تقويم يعتمد بشكل أساسي على حركة القمر في القدرة على تحديد كلا من المواقيت والأشهر.
وقد عرف العرب التقويم الهجري وإستخدموه قبل مجيء الدين الإسلامي بعدة قُرون، لكنَّ أسماء أشهر هذا التقويم لم تكن مُحدَّدة بعد؛ بل كانت تتعدد وتختلف تِبعاً لكلِّ قبيلة من قبائل العرب وما تُطلقه على تلك الأشهر من أسماءٍ.
وبعد مجيء الدين الإسلامي تم الإبقاء على التقويم الهجريّ، كما أنه إعتُمِدَ، ويجب العلم أنَّ بداية التأريخ في التقوم الهجري كانت في خلافة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
بالتحديد بعد ما يُقارب العامين ونصف العام من تولِّيه الخلافة؛ حيث أنه قام بإعتماد الهجرة النبويّة لكي تكون مُحدِّدةً التأريخ في هذا التقويم، لذلك سُمِّي بالتقويم الهجريّ، وعُرِفَت أشهر السنّة بالشهور الهجريَّة.
بدء التقويم الهجري
لقد بدأ العمل بالتقويم الهجري في العام السَّادس عشر للهجرة النبوية، وبالتحديد في شهر ربيع الأول من هذا العام.
ليكون بعدها الأول من شهر مُحرَّم للعام السَّابع عشر للهجرة النبوية هو البداية لأول سنةٍ هجريَّةٍ بعد القيام بإعتماد التَّقويم الهجريّ.
والسبب وراء إعتماد الهجرة النبويَّة في عملية التأريخ راجعٌ إلى الأهميّة القصوى لهذا الحدث بالنسبة إلى الدّولة الإسلاميَّة بالكامل منذ عهد الصَّحابة الكرام (رضي الله عنهم) وحتى يومنا الحالي.
لا تفوت فرصة التعرف على: الاشهر الهجرية بالترتيب مع الاسماء والارقام
عدد الشهور الهجرية
يجب العلم أن السَّنة الهجريَّة تتكوّن من إثني عشر شهراً، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك الأمر في القرآن الكريم في ما ورد في سورة التوبة، حيث قال الله سبحانه وتعالى:
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)
هذا وقد إعتمدت جميع قبائل العرب في القيام بتعيين وتحديد أوائل الشهور الهجرية على إهلال القمر؛ فإذا قام القمر بالإختفاء ولم يقوم بالظهور؛ فهذه علامة تدل على آخر الشهر الهجري ونهايته.
وكانوا يعرفون بداية الشهر الهجري بظهور الهلال، وقد عدُّوا أيام الشَّهر الهجريّ بثلاثين يوماً أو تسعةٍ وعشرين يوماً.
ومن الجدير بالذكر أن السَّنة الهجريّة تتقدَّم كلّ عامٍ بحوالي أحد عشر يوماً عن السّنة الميلاديّة؛ وذلك بسبب إعتمادها بشكل أساسي على حركة ودوران القمر، بينما تقوم السنة الميلادية بالإعتماد على حركة الشمس.
تقسيم الشهور الهجرية
لقد قام العرب بتقسيم الشهور الهجريَّة إلى قسمين رئيسيين، وبقى هذا التقسيم على هذا النحو في الدين الإسلامي، ويتمثل هذان القسمان في ما يلي:
الأشهر الحُرم
عدد الأشهر الُحرم أربعة أشهر، منها ثلاثة أشهر مُتتالية؛ وهي شهر ذو القعدة وذو الحجة ومحرَّم، والشهر الحُرم المنفرد هو شهر رجب.
وقد سُمِّيت بالأشهر الحُرم لأنَّ قبائل العرب في الجاهليّة كانوا يقومون بتعظيم هذه الأشهر، كما أنهم كانوا يُحرّمون القتال فيها، ويمتنعون كلياً عن سفك الدِّماء.
وقد بقى الحال على ما هو عليه بعد مجيئ ودخول الدين الإسلامي؛ حيث بقي القتال وسفك الدماء في هذه الأشهر المعينة مُحرّماً.
فلا يحلُّ الجهاد والقتال إلا بعد القيام بإنقضاء هذه الأشهر، وهذا ما أوضحه الله سبحانه وتعالى في ما ورد في سورة التوبة، حيث قال الله تعالى:
(فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
الأشهر الحِلُّ
لقد سُميت الأشهر الحِلُّ بهذا الإسم لأنّ القتال والجهاد فيها كان مباحاً وحلالاً عند القبائل العرب في الجاهليَّة وبعد دخول الدين الإسلامي.
وعدد هذه الأشهر ثمانيةٌ أشهر، وهي عبارة عن الأشهر الثمانية الباقية من الإثني عشر شهراً بعد الأشهر الحُرم الأربعة، وهي كالآتي:
- صفر.
- ربيع الأول.
- ربيع الآخر.
- جمادى الأولى.
- جمادى الآخرة.
- شعبان.
- رمضان.
- شوال
لا تفوت فرصة التعرف على: الأشهر الميلادية والهجرية بالعربي والانجليزي وعدد ايامها
ترتيب الشهور الهجرية
إنّ ترتيب الشهور الهجريَّة يكون على النّحو الآتي ذكره:
مُحرَّم
يُطلق على شهر مُحرَّم أيضاً إسم الشهر المُحرَّم، ويُعرف هذا الشهر بأنه أوّل الأشهُر الهجرية من حيث ترتيب الأشهر في السّنة الهجريّة.
هذا ويُقال إنّ الإسم الأول لشهر محرم كان صَفَر؛ حيثُ أنه كان يُعرف في القدم بإسم صفر الأوّل، حيث أن ذلك كان تمييزاً له عن شهر صفر الأصلي وهو الشهر الذي يليه.
ومن الجدير بالذكر أن العرب قد سموا هذين الشهرين بإسم الصَّفَرَيْن، ثمّ قاموا لاحقاً بتسمية الشهر الأول منهم بإسم المُحَرَّم.
وكان السبب وراء تسميته بهذا الإسم كونه أحد الأشهُر الحُرُم، وحتى يتمكنوا من القيام بتمييزه عن شهر صفر الثاني.
هذا وقد قال بعض علماء اللغة العربية أن إسم هذا الشهر كان موجب، إذا أن إسم مُحرَّم ليس إسمه الأصلي؛ إنّما عُرف وأُلصق به هذا الإسم نظراً إلى حرمة الجهاد والقتل والقتال فيه.
صفر
يُعرف شهر صفر بأنه الشهر الثاني من حيث ترتيب أشهر السنة الهجريَّة، ويجب العلم أنه قد سُمِّي بذلك الإسم بالتحديد لأن قبائل العرب قديماً كانت تترك بيوتها ومنازلها صفراً؛ بمعنى أنها تكون خاليةً منهم.
ويعود السبب في ذلك إلى أنّهم كانوا في هذا الشهر الهجري بالتحديد يقومون بالخروج للحرب، وقد قيل أيضاً بأنه سُمي بهذا الإسم لأنَّ العرب كانوا يتركون من كل من يقابلهم من الأعداء صفر المتاع، وذلك في وقت القتال والغزو.
وإن دل ذلك الأمر على شيء؛ فإنه يدل على الشراسة والقوة الكبيرة التي كانت تتمتع بها تلك القبائل العربية.
ربيع الأول
شهر ربيع الأول هو الشهر الثالث من حيث الترتيب في السنة الهجرية، وقد سُمِّي هذا الشهر بذلك الإسم لأنّ العرب عندما قاموا بتسمية الشهور؛ قد صادف موعد القيام بتسمية هذا الشهر دخول فصل الربيع.
فلَزِمته وإلتصقت به هذه التَّسمية وعُرف بها حتى يومنا هذا.
ربيع الآخر
لقد سُمِّي شهر ربيعٍ الآخر بذلك الإسم بالتحديد لأنَّه يأتي عقب شهر ربيع الأول، وقد قيل كلمة الآخر بدلاً من ربيع الثاني؛ لأنّه إن قيل كلمة الثاني فإن ذلك يعني أنّه من الوارد أن يكون هنالك ثالثاً؛ فقيل ربيع الآخر.
جمادى الأولى
يُعرف شهر جمادي الأولى بأنه الشهر الخامس من حيث الترتيب في السنة الهجرية، وقد سُمِّي بذلك الإسم بالتحديد لوقوعه في فصل الشتاء.
ومن الجدير بالذكر أن إسمه مأخوذٌ من جمود الماء وتحولها إلى الجليد إذا وصلت درجة حرارتها إلى حد التجمُّد، ويجب العلم أنه إسمٌ مؤنث.
جمادى الآخرة
لقد سُمِّي هذا الشهر الهجري بهذا الإسم بسبب وقوعه بعد شهر جمادى الأولى، ويجب العلم أن معنى إسم هذا الشهر مأخوذٌ من جمود وتجمد الماء في أيام فصل الشتاء؛ حيثُ أن تسميته بهذا الإسم كانت لوقوعه في فصل الشتاء.
لا تفوت فرصة التعرف على: الأشهر القمرية والشمسية وما هي أهم المعلومات عن هذه الأشهر بالتفصيل
رجب
يجب العلم أن شهر رجب أحد الأشهُر الحُرُم الأربعة، ومن الجدير بالذكر أن هذا الشهر يُطلق عليه أيضاً إسم مُضَر، فقد روي أنّ النبي الكريم (صلّ الله عليه وسلّم)، أنه قال:
(إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهيئتِه يومَ خلقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حرمٌ، ثلاثٌ متوالياتٌ: ذو القَعدةِ، وذو الحَجةِ، والمحرَمُ، ورجبُ مضرَ الذي بين جُمادى وشعبانَ)
هذا وقد سُمِّي شهر رجب بهذا الإسم لأن قبائل العرب كانت تقوم برجب رماحها في هذا الشهر، وهو الأمر الذي يعني أنها كانت تنزع النصل من الرماح وتقوم بالتوقف عن القتال فيه لحرمته الشديدة عندهم.
ويجب العلم أن قبيلة ربيعة كانوا يُحرِّمونَ من الأشهُر الهجرية شهرَ رمضان وكانوا يُسمُّونه رجباً، هذا بينما كانت قبيلة مُضَر تقوم بتحريم شهر رجب.
شعبان
لقد إختُلِفَ في السبب وراء تسمية شهر شعبان بهذا الإسم؛ فقيل أنه قد سُمي بذلك الإسم بالتحديد لأنّ قبائل العرب كانت تتشعّب وتنتشر في المناطق المختلفة بحثاً عن الماء.
وقيل أيضاً أنه سُمي بهذا الإسم لأنَّهم كانوا ينتشرون ويتشعّبون بهدف وقصد القتال بعد أن قاموا بالإمتناع عنه في شهر رجب المُحرّم.
رمضان
لقد إشتُقّ إسم شهر رمضان من كلمة الرَّمض، وهو اللفظ الذي يعني إشتداد حرّ الحجارة في فصل الصيف، وقد إشتق منه أيضاً إسم الرّمضاء أيّ الصحراء، وذلك لحرها الشديد.
وقد سُمِّي رمضان بهذا الإسم؛ لكون تسميته جاءت وصادفت وقت إشتداد الحر في فصل الصيف.
شوَّال
يُعرف شهر شوال بأنه الشهر العاشر من شهور السنة الهجرية، ويأتي بعد شهر رمضان المبارك من حيث الترتيب، وهو الشهر الذي يأتي فيه عيد الفطر المبارك عند المسلمين.
هذا وقد سمَّت قبائل العرب شهر شوال بهذا الإسم بسبب تشوُّل الإبل؛ وهو الأمر الذي يعني جفاف لبنها وضعفه.
ذو القعدة
يُعرف شهر ذو القعدة بأنه الشّهر الحادي عشر من أشهر السّنة الهجريّة، كما أنه أحد أشهُر الحجّ، وقد سُمِّي شهر ذو القعدة بهذا الإسم بالتحديد لأنّ العرب قبل مجيء الدين الإسلامي كانوا يقعدون فيه عن الترحال والقتال، وذلك لحرمة القتال والجهاد فيه.
ويصحُّ القيام بلفظ إسم هذا الشهر بالكسر، فيمكن أن يُنطق ذو القِعْدَة، كما أنه يجوز أيضاً أن يُلفظ بالفتح، فيقال ذو القَعْدَة.
ذو الحجّة
يُعرف شهر ذي الحجّة بأنه آخر شهرٍ في أشهر السّنة الهجريّة، وذلك من حيث الترتيب، وقد سُمِّي شهر ذو الحجة بهذا الإسم لوقوع حج العرب فيه إلى الكعبة قبل دخول الدين الإسلامي.
بذلك نكون قد تعرفنا على ما هو مفهوم التقويم الهجري وعلى عدد أشهره، كما تعرفنا على تقسيم الأشهر الهجرية وترتيبها بالتفصيل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة محيط ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من محيط ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.