اقتصاد / ارقام

الجحيم في لوس أنجلوس .. خدعة التغير المناخي وأشياء أخرى تتحدى ترامب

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

عاش أنطوني ميتشيل سنواته الأخيرة منكبًا على رعاية ابنه المصاب بالشلل الدماغي، بعد أن فقد زوجته منذ 5 سنوات ليصبح العائل الوحيد له.

 

ومع اندلاع حرائق الغابات في لوس أنجلوس، صدرت أوامر الإخلاء للحي الذي يقطن فيه، لكن إصابة ميتشيل في قدمه قبل عدة أشهر جعلته لا يتمكن من المغادرة، ما أدى إلى وفاته وابنه وسط ألسنة اللهب.

 

لم يكن ميتشيل الوحيد الذي فقد حياته، إذ أدت الحرائق حتى الآن إلى مقتل أكثر من 20 شخصًا، بينما لا يزال هناك 16 غيرهم في عداد المفقودين، تلك الحصيلة مرشحة للزيادة مع تواصل استكشاف الدمار الحقيقي الذي خلفته تلك الكارثة.

 

 

ورغم المشاهد المأساوية التي لحقت بآلاف الأسر هناك، فإن هناك بعض الأشخاص الذين استغلوا الأوضاع لتنفيذ عمليات نهب واسعة النطاق للمنازل التي خلفها أصحابها خالية هربًا من تلك الحرائق.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

وفي الليلة التالية من اندلاع الحرائق، أي قبل 5 أيام، ألقت السلطات القبض على ما لا يقل عن 20 شخصًا للاشتباه في قيامهم بأعمال نهب خلال حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس، وفقًا للمسؤولين.

 

وفي تلك الأثناء وجهت كاثرين بارجر، مسؤولة الأمن في المقاطعة، تحذيرًا لأمثال هؤلاء الأشخاص قائلة: "أعدكم، ستتم محاسبتكم.. عار على أولئك الذين يستغلون سكاننا خلال هذا الوقت من الأزمة".

 

حرائق لوس أنجلوس وترامب

 

جاءت تلك المشاهد لتعكر صفو حفل التنصيب الرسمي للرئيس "دونالد ترامب" المقرر الأسبوع المقبل، إذ يترقب السكان المحليون دعم الإدارة الجديدة لهم، إذ تشير التقديرات إلى أن خسائر الحرائق التي اندلعت بها قد تصل إلى 150 مليار دولار أمريكي.

 

ومن المفارقة أن تكون تلك الحرائق التي نجمت عن ظروف جوية صعبة، وضربت أكبر مدن ولاية كاليفورنيا، في استقبال الرئيس الجديد الذي ينظر للتغير المناخي بأنه "خدعة".

 

ويقول الخبراء إن التغير المناخي هو السبب وراء تلك الظواهر المتطرفة، مثل العواصف الشديدة والجفاف اللذين يسهمان في انتشار حرائق الغابات مثلما حدث في حرائق لوس أنجلوس.

 

خسائر نجمت عن  كوارث المناخ في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة

الفترة الزمنية

 

عدد الكوارث المناخية

 

الخسائر المادية

(بالمليار دولار أمريكي)

 

عدد القتلى

1980-2024

 

403

 

2918

 

16918

2020-2024

 

115

 

746.7

 

2520

2024

 

27

 

182.7

 

568

 

وتتواصل جهود مكافحة الحرائق لليوم السادس على التوالي، وسط مخاوف من ارتفاع حجم الخسائر التي قد تخلفها، ومحاولة للقضاء على النيران قبل تدهور الظروف الجوية المحتمل مجددًا.

 

وغطت أوامر الإخلاء في جميع أنحاء منطقة لوس أنجلوس الآن نحو 153 ألف من السكان، وقرابة 57 ألف مبنى.

 

ومن المتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى عندما يتمكن رجال الإطفاء من إجراء عمليات تفتيش من منزل إلى منزل.

 

وهدأت رياح سانتا آنا الشديدة التي أججت النيران ليلة الجمعة الماضية، لكن حريق باليساديس على الحافة الغربية للمدينة كان يتجه في اتجاه جديد، حيث جاءت الرياح من المحيط الهادئ وهددت منطقة وادي سان فرناندو المكتظة بالسكان.

 

 

وقضى الحريق، الأكثر تدميراً في تاريخ لوس أنجلوس، على أحياء بأكملها، ولم يبقَ سوى أنقاض مشتعلة لمنازل وممتلكات الناس.

 

وسارعت سبع ولايات مجاورة والحكومة الفيدرالية وكندا إلى إرسال المساعدات إلى كاليفورنيا، حيث عززت الفرق الجوية التي تُسقِط المياه ومواد إطفاء الحرائق على التلال المشتعلة وطواقم على الأرض تهاجم خطوط الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم.

 

ولكن لا يزال الوضع حرجا بعض الشيء، إذ تقول عالمة الأرصاد الجوية في هيئة الأرصاد الجوية الوطنية "أليسون سانتوريلي": "الظروف لا تزال حرجة مع انخفاض الرطوبة وجفاف النباتات".

 

وصُدم سكان باسيفيك باليساديس الذين عادوا إلى أحيائهم المدمرة يوم الجمعة، عندما وجدوا مداخن من الطوب تلوح في الأفق فوق النفايات المتفحمة والمركبات المحترقة بينما ظل الدخان يتصاعد في الهواء.

 

الخسائر التي منيت بها المدينة جعلت العديد من سكان بعض المناطق قلقين من أن موارد الحكومة ستذهب إلى مناطق أكثر ثراءً، وأن شركات التأمين قد تقصر في حق أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الخسائر الناجمة عن الحرائق.

 

وبصرف النظر عن أولئك الذين فقدوا منازلهم، ظل عشرات الآلاف بدون كهرباء، وتعرض ملايين الأشخاص لجودة هواء سيئة، حيث تسببت الحرائق في انتشار أبخرة المعادن والبلاستيك والمواد الاصطناعية المحترقة.

 

وقدرت شركة أكوويذر المعنية بالتنبؤ بالأضرار الاقتصادية، خسائر حرائق لوس أنجلوس بنحو 150 مليار دولار، ما يتطلب وجود دعم حكومي قوي لتعويض السكان عن تلك الخسائر.

 

هل يتحمل تغير المناخ وحده المسؤولية؟

 

تمثل هذه الحرائق تذكيرًا صارخًا بالتهديد المتزايد لتغير المناخ، الذي يصفه الرئيس الجديد بأنه "خدعة".

 

وتُعد حرائق لوس أنجلوس واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية التي ضربت الولاية في السنوات الأخيرة، بعد أن دمرت هذه الحرائق آلاف المنازل، وشردت عشرات الآلاف من السكان، وأودت بحياة العديد من الأشخاص، بالإضافة إلى التهام الآلاف من الأفدنة.

 

 

كما تدهور النظام البيئي هناك مع إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

 

ويتفق الخبراء بشكل واسع على أن تغير المناخ لعب دورًا حاسمًا في تفاقم الظروف التي أدت إلى حرائق لوس أنجلوس، فقد خلق ارتفاع والجفاف الطويل والأنماط الجوية غير المتوقعة بيئة مثالية لها.

 

وتواجه كاليفورنيا، التي تُعرف بمناخها الجاف، موجات حرارة قياسية وانخفاضًا كبيرًا في معدل الأمطار، ما جعل الولاية أكثر عرضة للحرائق، وزادت من حدتها وتكرارها.

 

وبحسب الدراسات العلمية فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى جفاف الغطاء النباتي، ما يحول الغابات والأراضي العشبية إلى وقود للنيران.

 

وفي الوقت نفسه، تساعد الرياح القوية على انتشار النيران بسرعة، ما يجعل من الصعب على رجال الإطفاء السيطرة عليها.

 

إلى جانب تغير المناخ، هناك عوامل محلية زادت من حدة الحرائق، أبرزها خفض ميزانية إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، والتي تراجعت بنحو 17.4 مليون دولار خلال العام الأخير.

 

وقالت كريستين كرولي رئيسة وحدة الإطفاء هناك، إن التخفيضات "أثرت سلبًا على قدرة الإدارة على تنفيذ عمليات أساسية، مثل البنية التحتية للتكنولوجيا والاتصالات، ومعالجة الرواتب، والتدريب، والوقاية من الحرائق".    

 

هذا الخفض أشعل الانتقادات تجاه الإدارة الأمريكية، التي وجهت مليارات الدولارات كدعم حربي لكل من إسرائيل وأوكرانيا، في وقت تواجه فيه الخدمات الأساسية للبلاد تحديات حقيقية.

 

موقف ترامب من تغير المناخ

 

أعادت حرائق لوس أنجلوس النقاش حول تغير المناخ، وهي قضية غالبًا ما قلل الرئيس ترامب من أهميتها، معتبرًا أن الدعوات لمكافحته مؤامرة تهدف لإضعاف الاقتصاد الأمريكي، خاصة من قبل الدول المنافسة مثل بحسب تصريحاته خلال حملته الانتخابية.

 

 

وفي أحد تصريحاته، زعم "ترامب" أن طاقة الرياح "تقتل الطيور" و"تسبب السرطان بسبب الضوضاء الناتجة عن التوربينات"، وهي تصريحات تعرضت للسخرية من قبل العلماء والناشطين البيئيين.

 

كما تعطي إدارته أولوية لتوسيع إنتاج الوقود الأحفوري والانسحاب من الاتفاقيات الدولية بشأن المناخ مثل اتفاقية باريس.

 

في المقابل يدعو الخبراء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من آثار الاحتباس الحراري، التي أصبحت مهددة بموجب سياسات إدارة ترامب، التي قد تقوض عقودًا من التقدم في هذا الإطار.

 

وتمثل حرائق لوس أنجلوس تحذيرًا ًا بعواقب التقاعس، ما قد يجعل الرئيس الجديد يعيد النظر في موقفه.

وبالطبع الدمار الذي سببته حرائق لوس أنجلوس ليس مقتصرًا على الولايات المتحدة، إذ أصبحت حرائق الغابات أكثر تواترًا وتدميرًا في جميع أنحاء الكرة الأرضية، ما يبرز أزمة المناخ عالميًا.

 

 

على سبيل المثال، التهمت حرائق الغابات في أستراليا أكثر من 46 مليون فدان خلال عامي 2019 و2020، ما أدى إلى مقتل ملايين الحيوانات، وترك آثارًا طويلة الأمد على . وبالمثل، شهدت غابات الأمازون المطيرة- التي غالبًا ما يُشار إليها باسم "رئتي الأرض"-حرائق غير مسبوقة في السنوات الأخيرة.

 

أعداد الكوارث الطبيعية التي ضربت أنحاء العالم في

نوع الكارثة

عدد مرات التكرار

فيضانات

164

عواصف

139

زلازل

32

انزلاقات أرضية

24

حرائق غابات

16

جفاف

10

درجات حرارة مرتفعة للغاية

10

نشاط بركاني

4

 

ويتطلب التصدي لهذه الأزمة تعاونًا منسقًا بين الدول حول العالم، مع التركيز على خفض الانبعاثات، وحماية الغابات، والاستثمار في المتجددة.

 

فالتغير المناخي لا يعرف الحدود، وتأثيراته تضرب جميع أنحاء العالم، وتتحمل الولايات المتحدة جزءًا كبيرًا باعتبارها من أكبر الاقتصادات والمُصدرين للكربون في العالم.

 

لذا فإن حرائق لوس أنجلوس قد تمثل دعوة للاستيقاظ للولايات المتحدة والعالم، وتذكيرًا قاسيًا بالحاجة الملحة لمعالجة الأسباب الجذرية لتغير المناخ والاستثمار في حلول تحمي المجتمعات والنظم البيئية.

 

وبالنسبة للرئيس ترامب، فإنها تمثل فرصة للتحول نحو سياسات تعطي الأولوية للاستدامة والمرونة.

 

وستحدد الأربع سنوات المقبلة ما إذا كانت الإدارة الجديدة ستواجه هذا التحدي بالعمل من أجل الحد منه في المستقبل، أم أنها ستعمد إلى الإنكار، وهو أمر لن يحدد فقط مستقبل كاليفورنيا، ولكن أيضًا سيوجه مصير المعركة العالمية ضد تغير المناخ.

 

المصادر: أرقام- رويترز- سي إن بي سي- لوس أنجلوس تايمز- سي إن إن- وكالة حماية البيئة الأمريكية- الصندوق العالمي للطبيعة- ستاتيستا- المركز الوطني للمعلومات البيئية

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا