اقتصاد / صحيفة الخليج

الدولار يكسب الين 0.5% في أسبوع.. فهل يستمر ضعف العملة اليابانية؟

ارتفع الدولار 0.5% مقابل الين هذا الأسبوع إلى 158.03 ين، حيث يتسم المشهد الاقتصادي العالمي بتعقيدات تعكس تباينا كبيرًا في اتجاهات السياسات النقدية بين الدول الكبرى، مما يثير تساؤلات حول مستقبل أسعار العملات الرئيسية، وعلى رأسها الدولار والين الياباني.
تتداول الدولار/ ين، الجمعة بالقرب من أعلى مستوياته في 5 أشهر عند 158.38. حيث شهد الدولار الأمريكي دفعة ايجابية بدعم من بيانات اقتصادية قوية مثل ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الخدمي بالولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له منذ ، بالإضافة إلى زيادة غير متوقعة في عدد الوظائف الشاغرة. ومع ذلك، لم تتأثر الأسواق كثيرًا، حيث أبقى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول آمال خفض الفائدة ممكنة، مما جعل التضخم في مركز اهتمام الاسواق.
وبحسب رانيا جول، محلل أول لأسواق المال في XS.com، فإن الين في المقابل، يستمر في ضعف واضح. وعلى الرغم من البيانات الاقتصادية التي أظهرت تحسنًا نسبيًا في نشاط قطاع الخدمات وارتفاع الأجور، فإن محافظ بنك كازو أويدا أبقى على نهج حذر في مؤتمره الأخير، وهذا برأي رانيا جول دفع الأسواق إلى استبعاد أي احتمال لرفع أسعار الفائدة حتى مارس المقبل. وهذه التطورات دفعت بالين إلى مستويات أقل، مع توسيع الفارق في العائدات بين الولايات المتحدة واليابان.
عوامل رئيسية
ومن وجهة نظر رانيا جول، يبدو أن ضعف الين يعكس عدة عوامل رئيسية.
أولاً، استمرار بنك اليابان في سياسة التيسير النقدي، مقارنة بالتشدد النسبي من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يعزز تدفق رؤوس الأموال نحو الدولار، مما يزيد من الضغط على الين.
ثانيًا، الأسواق ما زالت تترقب بيانات أكثر وضوحًا حول الأجور في اليابان، حيث يرى البنك المركزي أن نمو الأجور الحقيقي هو العامل الحاسم لتوقيت رفع الفائدة. وفي الوقت ذاته، فإن ارتفاع التضخم في قطاع الخدمات الياباني قد يزيد من الضغوط على بنك اليابان لتغيير سياسته في المستقبل.
وبحسب جول، هنا يبدو أن الفجوة في التوقعات بين الولايات المتحدة واليابان تلعب دورًا محوريًا في دعم الدولار أمام الين. فتوقعات الأسواق بأن يواصل الاحتياطي الفيدرالي سياساته المتشددة، ولو بوتيرة أبطأ، تشير إلى استمرار التفوق النسبي للدولار. هذا، إلى جانب تحسن البيانات الاقتصادية الأمريكية، الذي يعزز مكانة الدولار كملاذ آمن، خاصة في ظل حالة عدم اليقين العالمية.
لكن من المحتمل أن تتغير هذه التوجهات إذا جاءت بيانات التضخم الأمريكية أقل من المتوقع، مما قد يعيد النظر في مسار السياسات النقدية الأمريكية.
وتقول جول: «كما لا يمكنني تجاهل الدور الذي تلعبه المخاطر الجيوسياسية والتجارية في التأثير على تحركات العملات. فأي تصعيد في التوترات الجيوسياسية قد يدفع المستثمرين للعودة إلى الأصول الآمنة مثل الين، رغم ضعفه الحالي. كما إن أي تحركات غير متوقعة من قبل السلطات اليابانية، مثل التدخل لدعم العملة، قد تعيد تشكيل المشهد وتضيف مزيدًا من التعقيد إلى توقعات السوق.»
مرهون
لذلك تعتقد جول أن مستقبل الدولار/الين سيبقى مرهونًا بعدة عوامل، من بينها بيانات التضخم والوظائف في الولايات المتحدة، وتطورات الأجور والتضخم في اليابان، فضلاً عن أي مفاجآت قد تصدر عن البنوك المركزية. وفي ظل استمرار العوامل الحالية، من المرجح أن يبقى الين تحت الضغط على المدى القريب، مع احتمالية حدوث تقلبات إذا ظهرت إشارات جديدة على تغيير محتمل في السياسة النقدية اليابانية.
وفي يظهر أن الأسواق المالية تعيش حالة من الترقب والحذر، حيث تلعب البيانات الاقتصادية دورًا محوريًا في توجيه تحركات العملات. فبينما يستفيد الدولار من الزخم الإيجابي، يبقى الين الياباني رهينة السياسة النقدية الحذرة والضغوط الخارجية، مما يضع المستثمرين أمام تحديات معقدة في اتخاذ قراراتهم المستقبلية.
التحليل الفني
يُظهر الرسم البياني للساعة أن زوج USD/JPY يتحرك ضمن نموذج فني محتمل Harmonic، حيث وصل السعر إلى منطقة مقاومة قوية عند مستوى 158.63 (نقطة D). مع اقتراب مؤشرات الزخم مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر ستوكاستيك من مستويات التشبع الشرائي، وقد يشهد الزوج تراجعًا أو تحركًا عرضيًا في الفترة المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، يشكل المتوسط المتحرك لـ 100 فترة دعمًا قويًا بالقرب من منطقة 157.30، مما يعزز احتمالات حدوث تصحيح هبوطي على المدى القصير.
خط اتجاه صاعد
لكن إذا فشل السعر في اختراق المقاومة الرئيسية عند 158.63، فمن المرجح أن يتراجع الزوج نحو مستوى الدعم عند 157.30، وهو خط اتجاه صاعد مهم. ويعتبر الكسر أدنى هذا المستوى دعم لمزيد من الانخفاض باتجاه المتوسط المتحرك الأسي لـ 20 يومًا عند 156.33، ثم نحو 154.70، حيث يتلاقى متوسط 50 يومًا مع خط اتجاه المقاومة المكسور. وفي حال تسارع زخم البيع، فقد نشهد هبوطًا إضافيًا إلى مستوى الدعم العنيد عند 153.30، والذي يمثل نقطة محورية رئيسية.
السيناريو الإيجابي
أما في السيناريو الإيجابي، فإن اختراق مستوى 158.63 بإغلاق قوي سيدفع الزوج نحو المستويات الأعلى، مستهدفًا 160.20، وهي قمة سجلت سابقًا في أبريل ويوليو 2024. وفي هذه الحالة، قد يتجه الثيران إلى مستويات مقاومة أعلى عند 162.55، ومن ثم إلى المنطقة 163.85-164.00، حيث يقع خط اتجاه مقاومة سابق، والذي قد يشكل عائقًا أمام الحركة الصاعدة في المدى المتوسط والبعيد.
مستويات الدعم: 157.30، 156.33، و153.30
مستويات المقاومة: 158.63، 160.20، و162.55

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا