تهيمن "إنفيديا" على سوق الرقائق الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وتعد أكبر المستفيدين من طفرة تلك التكنولوجيا حتى إن قيمتها السوقية الحالية البالغة حوالي 3.5 تريليون دولار، تتجاوز قيمة منافسيها الرئيسيين مجتمعين.
أي إن قيمتها السوقية تتجاوز كلًا من "آرم" البالغة قيمتها 155 مليار دولار، و"إنتل" 86 مليار دولار، و"إيه إم دي" 210 مليارات دولار، وبرودكوم" 1.1 تريليون دولار.
لكن يبدو أن إنجازاتها ونجاحاتها لن تتوقف مع استمرار التطوير والابتكار فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، إذ تحدث مديرها التنفيذي "جينسن هوانج" خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية "سي إي إس 2025" في لاس فيجاس عن إنجازاتها الجديدة فيما يتعلق بالسيارات ذاتية القيادة والروبوتات.
وعلى خشبة المسرح خلال الحدث السنوي عرض "هوانج" أدوات الذكاء الاصطناعي المادي التي قد تساعد الروبوتات على التعلم باستخدام بيئات تحاكي العالم الحقيقي عن كثب.
ما قد يدعم المزيد من الأتمتة في المستودعات والمصانع، ودعم سوق الروبوتات البشرية التي قالت الشركة إنها قد تصل قيمتها إلى 38 مليار دولار في العقدين المقبلين.
كوزموس
قدمت شركة التكنولوجيا الأمريكية منصة تضم نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة "كوزموس" Cosmos التي تهدف لتدريب الروبوتات البشرية والروبوتات الصناعية والمركبات ذاتية القيادة.
وتأتي تلك النماذج في ثلاث فئات تم تصميم كل منها لتلبية احتياجات مختلفة: "نانو" للتطبيقات في الوقت الفعلي و"سوبر" للنماذج عالية الأداء و"ألترا" لأقصى جودة ودقة للمخرجات.
وتتوافر للاستخدام المجاني من قبل المطورين والباحثين من خلال واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بـ "إنفيديا" و"جيت هاب" GitHub، و"هاجينج فيس" Hugging Face.
صُممت تلك النماذج لإنشاء صور ونماذج ثلاثية الأبعاد تحاكي العالم الحقيقي، وذلك على عكس النماذج اللغوية التي تُدرَّب على كميات كبيرة من النصوص لتوليد محتوى نصي.
ويُمكن تدريب تلك النماذج على أكثر من مليوني ساعة من المحتوى المصور عبر كاميرات السيارات ذاتية القيادة وطائرات "الدرون" وغيرها من الكاميرات المثبتة في المركبات ذاتية الحركة.
وتتمتع تلك النماذج بقدرات فائقة لتحليل الصور والفيديوهات من كاميرات المراقبة في الأماكن العامة، وبالتالي فإنها تقدم قدرات غير مسبوقة للمؤسسات والشركات للاستفادة من تلك البيانات.
وتعتقد "إنفيديا" أن نماذج "كوزموس" ستلعب دورًا هامًا في البحث والتطوير بمجال الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنها إنشاء مقاطع فيديو تعتمد على مجموعة من المدخلات مثل النصوص أو الصور أو مقاطع الفيديو، بالإضافة إلى بيانات مستشعر الروبوت أو المركبة.
ثورة في مجال الروبوتات
أعرب "هوانج" عن ثقته في أن "كوزموس" سيحدث ثورة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي الصناعي، وبالفعل تقوم شركات مثل "أوبر" و"وايفي" بتجربة هذه النماذج في تطبيقات مختلفة.
وصرح "هوانج" وهو محاط بمجموعة من أكثر من 12 روبوتًا قائلاً: لقد حانت لحظة إصدار "شات جي بي تي" للروبوتات"، مثل نماذج اللغة الكبيرة تعد نماذج "كوزموس" أساسية لتطوير الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة.
وقدم "هوانج" أثناء العرض التقديمي في "سي إي إس" أمثلة على استخدام "كوزموس" لمحاكاة الأنشطة داخل المستودعات.
وأوضح أنه تم تدريب تلك النماذج على 20 مليون ساعة من اللقطات الحية للبشر أثناء المشي وحركة أيديهم وأثناء تلاعبهم بالأشياء، لأن الأمر لا يتعلق بتوليد محتوى إبداعي، بل بتعليم الذكاء الاصطناعي عن العالم الحقيقي.
هذا وتم تطوير "كوزموس" بما يتماشى مع مبادئ الذكاء الاصطناعي الجديرة بالثقة لدى الشركة، والتي تعطي الأولوية للخصوصية والسلامة والأمن والشفافية والحد من التحيز.
تطبيقات
يأمل الباحثون والشركات الناشئة أن تمنح هذه الأنواع من النماذج الأساسية الروبوتات المستخدمة في المصانع والمنازل قدرات أكثر تطورًا، لأن "كوزموس" على سبيل المثال يمكنه إنشاء مقاطع فيديو واقعية لصناديق تسقط من الأرفف داخل المستودع، والتي يمكن استخدامها لتدريب الروبوت على التعرف على الحوادث المحتملة.
بدأ رواد صناعة الذكاء الاصطناعي بالفعل في تبني تقنيات "كوزموس"، منها الصينية "إكس بنج" التي ستستخدم النماذج في تسريع وتطوير روبوتاتها الشبيهة بالبشر.
كما تستخدم كل من "هاليبوت" و"سكليد إيه آي" نماذج "كوزموس" لتسريع تطوير الروبوتات الخاصة بهما.
وذكر "براس فيلاجابودي" كبير مسؤولي التكنولوجيا لدى "أجيليتي" الرائدة في خدمات سلسلة التوريد والبنية الأساسية: ندرة البيانات وتقلبها من التحديات الرئيسية للتعلم الناجح في بيئات الروبوتات.
لكن تسمح قدرات "كوزموس" بإنشاء وتعزيز السيناريوهات الواقعية لمجموعة متنوعة من المهام التي يمكن استخدامها لتدريب النماذج دون الحاجة لجمع بيانات باهظة التكلفة في العالم الحقيقي.
وتقوم "وابي" Waabi الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي للعالم المادي بتقييم "كوزموس" في سياق تنظيم البيانات لتطوير برامج السيارات ذاتية القيادة والمحاكاة.
أما "وايفي" التي تعمل على تطوير نماذج أساسية للذكاء الاصطناعي للقيادة الذاتية، فتقيم نماذج "كوزموس" كأداة للبحث عن سيناريوهات للقيادة تستخدم لأغراض السلامة والتحقق.
وعن "فوريتلكس"Foretellix المزودة لسلسلة أدوات السيارات ذاتية القيادة فإنها تستخدم أدوات منها "كوزموس" لتقييم وتوليد سيناريوهات الاختبار عالية الدقة وبيانات التدريب على نطاق واسع.
صناعة السيارات
كما سلط "هوانج" الضوء في حديثه على كيفية نجاح شركته في تحقيق تقدم سريع في صناعة السيارات، وأنها توصلت لاتفاق لتوفير رقائق وبرامج مساعدة السائق لمركبات "تويوتا" المستقبلية.
وتوقع أن تبلغ إيرادات "إنفيديا" من شراكتها في مجال صناعة السيارات 5 مليارات دولار في العام المالي القادم – الذي يبدأ أواخر يناير – ارتفاعًا من 4 مليارات دولار تقريبًا هذا العام.
ومع مضي "أوبر تكنولوجيز" بنشاط في توسيع مشاريعها في مجال تكنولوجيا القيادة الذاتية، وتحقيقًا لهذا الهدف تستعد لبدء رحلة جديدة من خلال شراكتها الاستراتيجية مع "إنفيديا".
ويمكن لمجموعة بيانات القيادة التي تقدمها "أوبر" إلى جانب مزايا منصة "كوزموس" وغيرها من "إنفيديا" المساعدة في بناء نماذج ذكاء اصطناعي أكثر قوة بكفاءة أكبر.
وذكر "دارا خسروشاهي" المدير التنفيذي لشركة مشاركة رحلات الركوب: سيدعم الذكاء الاصطناعي التوليدي مستقبل التنقل، بما يتطلب من بيانات كثيفة وحوسبة قوية للغاية.
وأضاف: من خلال العمل مع "إنفيديا" نحن على ثقة من أننا نستطيع المساعدة في تسريع الجدول الزمني لحلول القيادة الذاتية الآمنة والقابلة للتطوير.
وبالتالي فإن "كوزموس" وغيره من الأدوات الخاصة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد تدعم استمرار تفوق "إنفيديا" على منافسيها وتعزيز مكانتها كأكبر المستفدين من الطفرة التقنية.
المصادر: أرقام - إنفيديا – تك كرانش – موقع وايرد – بلومبرج - وول ستريت جورنال - فورتشن
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.