اقتصاد / ارقام

بعد استثمار مليار دولار .. كيف تحول نادي إيفرتون إلى مرادف للخلل الوظيفي؟

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

تزخر كرة القدم بقصص تحذيرية عن مستثمرين خسروا ثرواتهم في الرياضة، وتعد مسيرة مالك نادي "إيفرتون" الإنجليزي إحداها، كما تؤكد أن خلط أوراق السياسة بالأعمال التجارية ليس محمود العواقب دائمًا.

 

 

وتُظهر هذه القصة كيف يمكن للمالك أن يؤثر بشكل كبير على اتجاه النادي، سواء من خلال الاستثمارات أو القرارات الإدارية، فإن كان "إيفرتون" أحد أشهر الأندية الإنجليزية، ولم يحقق فوزًا بالكأس منذ عام 1995، إلا أنه ظل منافسًا حاضرًا بقوة بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية

 

فكيف تحول حال "إيفرتون" خلال 8 سنوات من إنفاق "فرهاد موشيري" حوالي مليار دولار من الاستثمارات داخل النادي الإنجليزي؟

 

قصة صعود ملهمة في عالم المليارديرات

 

- في عام 1979، وجد "موشيري" وعائلته أنفسهم في لندن، كجزء من آلاف الإيرانيين الذين فروا من طهران آنذاك، وكان في أوائل العشرينيات من عمره، ومعروفًا بمهارته في المحاسبة.   

 

- في منتصف تسعينيات القرن العشرين، عمل "موشيري" في شركة "ميدلسكس" القابضة، وهي شركة استثمارية صغيرة أرادت ممارسة الأعمال في روسيا، وقد دعاه لذلك صديق للعائلة.

 

- وقعت " ميدلسكس" بعدها عقدًا لبيع الصلب الذي تصنعه شركة "أوسكول إلكتروميتالورجيكال كومبينات"، وأعجب الملياردير الروسي "عليشر عثمانوف" بـ"موشيري" وسرعان ما نشأت بينهما صداقة تجارية، إن جاز التعبير، وكان محور العلاقة بسيطًا: يتولى "عثمانوف" توفير التمويل، فيما يساعد "موشيري" في الأعمال الإدارية.

 

- قال "عثمانوف" إنه كان حريصًا على تنويع الاستثمار بين الصناعات، بما في ذلك شركات التكنولوجيا مثل ""، وفي حين نصحه "موشيري" بعدم الاستثمار، مفضلاً التركيز على المعادن، إلا أنه تجاهل النصيحة.

 

- شكلت شركة "جالاجر هولدينجز" الرابط الذي وصل من خلاله "موشيري" إلى مجموعة من الأصول المالية الكبيرة في قطاع التعدين والمعادن، بعد منحه حصة قدرها 10% فيها، تحت إشراف "عثمانوف"، والذي يسيطر على مجموعة  "ميتالوانفست".

 

- بحلول عام 2012، بلغت قيمة شركة "ميتالوانفست" 16 مليار دولار على الأقل، ما أدى إلى تقييم حصة "موشيري" بما لا يقل عن 800 مليون دولار، والتي زادت بشكل أكبر بعد عام واحد، عندما أعيدت هيكلة "جالاجر هولدينجز" إلى "يو إس إم هولدينجز".

 

 

- ضمت "يو إس إم هولدينجز" أصول "عثمانوف" في التعدين والتكنولوجيا والاتصالات والإعلام، وبلغت قيمتها 29 مليار دولار، وأصبح "موشيري" مليارديرًا بدعم من حصته فيها، فضلًا عن جني الأرباح والمكافآت.

 

- أفاد تقرير لـ"بلومبرج" أن "موشيري" جنى ما يصل إلى مليار دولار من العمل مع "عثمانوف" على مر السنين، وكان كلاهما من مشجعي كرة القدم المتحمسين، وغالبًا ما كانا يشاهدان المباريات أثناء الدردشة على الجوال، ويراهنان بآلاف الدولارات على من سيسجل الهدف التالي.

 

معركة المليارديرات للاستحواذ على أرسنال

 

- اعتزم الصديقان السيطرة على "أرسنال" من خلال الاستحواذ على حصص من مساهمين أصغر، وهو نفس النهج الذي اتبعه "عثمانوف" عندما بنى ثروته في روسيا، لكن هذه المرة كان "موشيري" مستثمراً فعليًا لا في الدفاتر فقط.

 

- في حين استحوذا على حصة تقترب من 15% في عام 2007، اشترى الملياردير "ستان كرونكي" حصة 10%، وتصاعدت المنافسة بينهم للسيطرة، قبل استحواذ "كرونكي" على حصة الأغلبية في عام 2011.

 

- مع استمرار الصراع مع "كرونكي"، باع "موشيري" حصته في "أرسنال" إلى "عثمانوف" مقابل 200 مليون إسترليني (251 مليون دولار) واستخدمها لشراء 49.9% من "إيفرتون" مقابل 87.5 مليون إسترليني في عام 2016.

 

رحلة موشيري مع النادي الإنجليزي: إنفاق بلا طائل

 

- اشترى الملياردير الروسي "رومان أبراموفيتش"، نادي "" في عام 2003 مقابل 140 مليون إسترليني (177 مليون دولار)، وأسس فريقه الإداري الخاص، ما ساعده على تحقيق أول لقب في الدوري الإنجليزي الممتاز للنادي منذ 50 عامًا.

 

- على العكس من ذلك، احتفظ "موشيري" بالكثير من إدارة "إيفرتون" في مكانها، وظل "بيل كينرايت"، الذي باعه نصف حصته البالغة 26%، رئيسًا للنادي الإنجليزي.

 

 

- وفقًا لأشخاص عملوا في النادي خلال فترة ولايته، فشل "موشيري" في فرض سلطته على "إيفرتون"، وبعد أن انصب تركيزه لسنوات كمحاسب على توفير النفقات لصالح "عثمانوف"، بدأ في الإنفاق كملياردير بينما ظل صديقه الروسي في الكواليس، غير راضٍ عن أداء "موشيري".

 

- في حين استحوذ الحذر على إنفاق "إيفرتون" خلال موسم الانتقالات، حيث كان يحقق التعادل من خلال بيع النجوم إلى أندية أكبر، تحول الأمر بعد وصول "موشيري"، لينفق النادي نحو 500 مليون دولار على اللاعبين في 4 سنوات فقط.

 

- تراجع النادي إلى المركز الثاني عشر في موسم 2019/2020، وهو أسوأ أداء له منذ 16 عامًا، وكانت السنوات الأربع الماضية عبارة عن معركة من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز.

 

- بحلول يناير 2022، زاد "موشيري" حصته في "إيفرتون" إلى 94%، لكن ظل " كينرايت" رئيسًا، وبدأ "موشيري" في تمويل الاستاد الجديد، والذي قُدِّرت تكلفته بنحو 500 مليون إسترليني.

 

موشيري يفقد إيفرتون: نهاية وديون متراكمة

 

- بحلول مارس ، أعلنت حكومة المملكة المتحدة تجميدًا كاملاً لأصول "عثمانوف"، وشركة "يو إس إم هولدنجز" الراعي الرسمي لنادي "إيفرتون"، ما دفع "موشيري" للاستقالة من مجلس إدارتها بعد أيام قليلة، قبل أن يطيح "عثمانوف" وشركاؤه به قضائيًا من قائمة الملاك.

 

- تدهورت علاقة "موشيري" مع "عثمانوف" الخاضع للعقوبات الغربية ومصدر الكثير من ثروته، وفي حين يعتقد الأخير أن الأول مدين له بمئات الملايين من الدولارات، يعتقد "موشيري" أن ديونه قد تمت تسويتها.

 

- في نهاية موسم 2022/2023، ارتفع صافي الدين في "إيفرتون" إلى 330 مليون إسترليني، واستثمر "موشيري" أيضًا 450 مليون إسترليني من خلال بدون فوائد من شركة "بلوسكاي كابيتال"، أتبع ذلك بسلسلة من القروض لإبقاء النادي قيد الحياة.

 

 

- في مايو 2023، أقرضت مجموعة من المستثمرين النادي أكثر من 100 مليون إسترليني للمساعدة في دفع مستحقات بناة الملعب الجديد الذي يتسع لحوالي 53 ألف متفرج.

-  في نفس العام، ازدادت مشاكل "إيفرتون" على أرض الملعب سوءًا، وتفاقم الأداء الضعيف بسبب معاقبة السلطات الرياضية للنادي لخرق قواعدها المالية، ليتجه النادي للهبوط من بين فرق الدوري الإنجليزي الممتاز.

 

- لم يتبق للرجل البالغ من العمر 69 عامًا سوى جزء بسيط مما استثمره بعد بيع النادي إلى الملياردير "دان فريدكين"، والذي حققت عائلته ثروة من بيع "تويوتا"، ومن المقرر أن يصبح أحدث رجل أعمال أمريكي يدخل كرة القدم الإنجليزية.

 

- قالت مصادر لوكالة "بلومبرج" إن "فريدكين" سيدفع نحو 50 مليون دولار مقابل حصة "موشيري" في "إيفرتون"، بعد عجزه عن توفير التمويل الكافي لتغطية التكاليف اليومية لإدارة نادي كرة القدم.

 

- في حين كان الكثير من تجارب الاستثمار في كرة القدم، ملهمة ومربحة، فإن تجربة "فرهاد موشيري" لا شك تعكس كيف يمكن للاستثمار السخي دون إدارة صارمة وحكيمة أن يتحول لإخفاق ذريع.

 

المصدر: بلومبرج

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا