دبي: «الخليج»
سلط تقرير جديد نشرته وكالة «بلومبرغ إنتلجنس» الضوء على مكانة دولة الإمارات كوجهة رائدة في التمويل المستدام، مدفوعة بشكل جزئي بالتزامها التاريخي بقيمة تريليون درهم (270 مليار دولار)، بحلول عام 2030، والذي أعلن عنه اتحاد مصارف الإمارات في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP28» في دبي.
وأدت الالتزامات، مثل هذا الإعلان فضلاً عن إطار التمويل المستدام، إلى تسريع حشد جهود المؤسسات المالية في دولة الإمارات في إصدار السندات المستدامة، متفوقة على القطاعات الأخرى، حيث تستهدف الدولة تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050.
ووفقاً للتقرير، تتبوأ المؤسسات المالية الصدارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث استحوذت على 64% من إصدار السندات الخضراء والاجتماعية والمستدامة، عام 2024، بزيادة بنحو 24%، مقارنة بعام 2021.
ويعدّ بنك أبوظبي الأول، ومصرف أبوظبي الإسلامي، وبنك الإمارات دبي الوطني، من بين البنوك الأكثر نشاطاً في هذا المجال، الأمر الذي يعكس الطلب القوي من المستثمرين. وتجاوزت الإصدارات الأخيرة، مثل الصكوك الخضراء، التي أصدرها مصرف أبوظبي الإسلامي عام 2023، نسبة الاكتتاب بما يصل إلى 5.2 ضعف.
وكان البنك، أكبر مصدر للديون المستدامة بين البنوك الإماراتية، خصص نحو 1.1 مليار دولار للمباني الخضراء، ومليار دولار لمشاريع الطاقة المتجددة. وعلى نحو مماثل، ساهمت الصكوك الخضراء بقيمة 750 مليون دولار من بنك الإمارات دبي الوطني في دعم مشاريع البنية التحتية الخضراء؛ حيث خصص 40% للطاقة المتجددة، و37% للمباني الخضراء، و18% للنقل النظيف، حتى يونيو/ حزيران 2024. وتتماشى هذه الجهود مع أهداف دولة الإمارات الرامية إلى خفض الانبعاثات بنسبة 47%، بحلول عام 2035، وزيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف، بحلول عام 2030.
وقالت غريس أوزبورن، محللة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في الوكالة: «تبرز دولة الإمارات كوجهة رائدة في مجال التمويل المستدام في الشرق الأوسط؛ حيث أدى تعهد اتحاد مصارف الإمارات بقيمة تريليون درهم بحلول عام 2030، إلى تسريع دور البنوك الوطنية في تمويل طموحات دولة الإمارات المتعلقة بتحقيق صافي الانبعاثات الصفري، بحلول عام 2050، وهو أمر أساسي لتحقيق أهداف دولة الإمارات مثل تسريع قدرات الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، والاستفادة من أقساط التأمين الخضراء المحتملة، حيث تشهد السندات الخضراء الإماراتية من البنوك طلباً قوياً، لتتجاوز نسبة الاكتتاب في الصفقات بنحو ضعفين إلى 5 أضعاف».
وما زال الطلب على السندات الخضراء من البنوك الإماراتية قوياً في سوق الدولار؛ حيث شهدت الصفقات تجاوز نسبة الاكتتاب فيها بنحو ضعفين إلى 5 أضعاف، ما أدى إلى تسعير أكثر جاذبية. ومع ذلك، تبرز الحاجة إلى أن تتبنى البنوك سياسات أكثر صرامة، بشأن تعاملها مع العملاء ذوي البصمة الكربونية الكبيرة، وزيادة أحجام التمويل المستدام.