- يُعدُّ كتاب "ثمن الوقت" للمؤرخ المالي إدوارد تشانسيلور رحلة معرفية شيّقة تغوص في أعماق تاريخ أسعار الفائدة وتأثيرها البالغ على مسار الاقتصاد العالمي.
- يتناول المؤلف، بأسلوب سلس وجذاب، رحلة تاريخية شاملة تمتد من أقدم الحضارات إلى العصر الحديث، مستعرضًا كيف تشكلت سياسات الفائدة النقدية وأثرها على المجتمعات.
- ويستهل الكتاب برحلة استكشافية إلى جذور مفهوم الفائدة المركبة في حضارات بلاد ما بين النهرين منذ آلاف السنين، وصولاً إلى التدخلات النقدية الجريئة التي قام بها الإمبراطور الروماني تيبيريوس في القرن الأول الميلادي.
الفائدة المنخفضة وأثرها على الاقتصاد
- يتحول تشانسيلور بعد ذلك إلى تحليل المشهد الاقتصادي المعاصر، منتقدًا بشدة سياسة الفائدة المنخفضة للغاية التي طبقت بعد الأزمة المالية العالمية واستمرت حتى فترة الجائحة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- ويرى أن هذه السياسة، بعيدًا عن تحقيق الانتعاش المأمول، أدت إلى ركود اقتصادي مزمن، وقوضت نمو الإنتاجية، وفاقمت التفاوتات الاجتماعية.
- ويشبّه المؤلف هذه السياسة بحياة بطل فيلم "ذا ترومان شو" الاقتصادي، حيث يعيش الاقتصاد في بيئة مصطنعة مليئة بالمظاهر الزائفة، كأوهام الفائدة المنخفضة والنمو الوهمي والسياسات التي تفتقر إلى الفعّالية الحقيقية.
بين الاقتصاد الحقيقي وعالم "أليس في بلاد العجائب"
- يشبّه تشانسيلور حالنا الاقتصادي الراهن بقصة "أليس في بلاد العجائب" التي لا يُعقل فيها شيء، حيث تتلاشى معالم الواقع وتتطاير الأزمنة.
- ويشدّد على ضرورة أن يكون للزمن قيمته الحقيقية في أي نظام اقتصادي سليم، منتقدًا بشدة سياسة البنوك المركزية في طبع الأموال بلا ضابط ولا رادع.
عودة إلى المبادئ الأساسية للاقتصاد الحر
- يدعو تشانسيلور إلى الرجوع إلى المبادئ الأساسية التي يرى أنها تكفل للسوق حرية كاملة في تحديد أسعار الفائدة، مما يسهم في تحسين توزيع الموارد وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.
- ويستند في ذلك إلى أفكار الاقتصادي فريدريك هايك، كما وردت في كتابه "الطريق إلى العبودية"، حيث حذر هايك من أن الديمقراطية قد تواجه صعوبات في الازدهار في ظل فترات طويلة من الركود الاقتصادي.
تحديات مستقبلية وإرث طويل الأمد
- رغم التحولات العالمية ومساعي المصارف المركزية لتطبيع السياسة النقدية، يرى تشانسيلور أن آثار الفائدة المنخفضة ما زالت مترسخة في اقتصادات كاليابان والصين. فما يزال ما يُعرف بـ "الاضطهاد النقدي" يعوق الاستثمار الحقيقي ويغذّي فقاعات اقتصادية هشّة.
- ويرى الكاتب أن انخفاض الإنتاجية في الاقتصادات المتقدمة هو نتيجة مباشرة لسياسة الفائدة المنخفضة التي تحمي الشركات غير المجدية اقتصاديًا. وهذا يتعارض مع رؤية شومبيتر القائلة بأن "التدمير الإبداعي" هو المحرك الحقيقي للنمو الاقتصادي المستدام.
أهمية سياسات الفائدة في توجيه النمو الاقتصادي
- بوجه عام، يدعو كتاب "ثمن الوقت" إلى إعادة تقييم عميقة لسياسات الفائدة النقدية، مؤكدًا أنها تمثل عنصرًا حاسمًا في تشكيل الاقتصاد والمجتمع.
- ويقدم الكتاب تحليلاً وافياً للآثار السلبية لمعدلات الفائدة المنخفضة، والتي تتجاوز التشوهات الاقتصادية المعروفة لتشمل تهديدات للاستقرار السياسي والاجتماعي.
- ويؤكد المؤلف على أن هذه السياسات تساهم في تعميق الهوة بين الأغنياء والفقراء، وتشجع على الاستثمارات غير المنتجة، وتُعيق عملية التدمير الإبداعي التي تعتبر محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي، كما وصفها الاقتصادي الشهير جوزيف شومبيتر.
التطلع نحو مستقبل اقتصادي أكثر استقراراً
- يختتم تشانسيلور هذا العمل بنظرة ثاقبة إلى المستقبل، مؤكدًا أن تحقيق نمو اقتصادي مستدام واستقرار مالي يتطلب من الدول التركيز على تعزيز الاستثمارات الحقيقية، والابتعاد عن المغامرات المالية العابرة.
- ويشدّد الكاتب على ضرورة تبني سياسات نقدية حكيمة ومتوازنة تعطي الأولوية للنمو الاقتصادي على المدى الطويل، بدلًا من اللجوء إلى حلول عاجلة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل.
المصدر: جمعية الاقتصاديين المحترفين
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.