استثمر "إيلون ماسك" أكثر من 130 مليون دولار في دورة الانتخابات الأمريكية الحالية إلى جانب الوقت والمنشورات والتصريحات التي قدمها لدعم "دونالد ترامب".
أعلن "ماسك" تأييده لـ"ترامب" في الثالث عشر من يوليو – اليوم الذي تعرض فيه المرشح لمحاولة اغتيال في بنسلفانيا – ومولت تبرعاته جهودًا مكثفة لتشجيع الناخبين على التصويت.
وهو ما يفسر تخصيص "ترامب" جزءًا من خطاب إعلان النصر على منافسته "كامالا هاريس" في الانتخابات للإشادة وشكر الرجل الأكثر ثراءً في العالم، قائلاً: ولد نجم جديد.
كما أشاد الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة بشركة الفضاء "سبيس إكس" الخاصة بـ "ماسك" ووحدة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" التابعة لها.
وخلال حملته الانتخابية، قال "ترامب" أنه سينشىء منصبًا جديدًا لكفاءة الحكومة في إدارته من أجل المدير التنفيذي لشركة "تسلا" بناءً على طلب منه.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
والآن وبعد فوز الجمهوري واستعداده لتولي منصبه في العشرين من يناير، فإن استثمار "ماسك" وتقربه من "ترامب" قد يؤتي بثماره، والمكاسب المحتملة قد تتجاوز "تسلا" بكثير لأن مصالحه التجارية تعتمد بصورة كبيرة إما على التنظيم الحكومي أو الإعانات أو السياسة.
ترامب المنقذ
تواجه شركات "ماسك" حاليًا مجموعة من التحقيقات والدعاوى القضائية التي تتعلق بأمور منها انتهاكات مزعومة لقانون الأوراق المالية، والسلامة في مكان العمل وانتهاكات أخرى للقوانين البيئية .
وبالتالي فإن فوز "ترامب" يعطي جرعة من التفاؤل لـ "ماسك" الذي يتطلع لإنهاء الهيئات التنظيمية ووكالات الاستخبارات بعض أو كل التحقيقات الفيدرالية الجارية ضد "تسلا" و"سبيس إكس" ومنصة "إكس".
وبالفعل ذكر أحد كبار المسؤولين السابقين لدى "سبيس إكس" لوكالة "رويترز" أن "ماسك" يرى أن جميع اللوائح تعترض أعماله وابتكاراته، ويعتقد أن إدارة "ترامب" وسيلة للتخلص من أكبر عدد ممكن من اللوائح حتى يتمكن من تنفيذ أهدافه بأسرع ما يمكن.
وصرح مسؤولون حكوميون للوكالة أيضًا أن استثمار "ماسك" في انتخاب "ترامب" جزءًا من جهد أوسع نطاقًا لحماية شركاته من التنظيم وتأمين الوصول إلى إعانات حكومية.
ماسك أكبر المستفيدين من فوز ترامب
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "سبيس إكس" و"تسلا" جمعتا بالفعل ما لا يقل عن 15.4 مليار دولار في عقود حكومية خلال العقد الماضي.
لكن هناك توترات عالية بين إدارة الطيران الفيدرالية "إف إيه إيه" و"سبيس إكس"، ودعا "ماسك" بالفعل في سبتمبر لاستقالة رئيس الإدارة "مايكل ويتيكر" بسبب غرامات بقيمة 630 ألف دولار فرضت على شركته بسبب انتهاكات تتعلق بإطلاق الصواريخ.
وأشار إلى أن خططه لإنشاء إدارة لكفاءة الحكومة في ظل رئاسة "ترامب" تتضمن تخفيف القيود على إطلاق الصواريخ.
كما أن "سبيس إكس" قد تحظى بمعاملة أكثر ودًا من قبل لجنة الاتصالات الفيدرالية في عقد "ترامب" مع افتراض تعيينه للمفوض الجمهوري "بريندان كار" ليحل محل الرئيسة الحالية "جيسيكا روزينورسيل".
وكان "كار" في عام 2022 وصف قرار لجنة الاتصالات الفيدرالية بإلغاء إعانات مقدمة لـ "ستارلينك" بقيمة 885 مليون دولار بأنه "مضايقة تنظيمية".
إلى جانب اقتراح "ترامب" نفسه استخدام خدمات "ستارلينك" للاتصال بالإنترنت في المناطق الريفية، كجزء من خطة الحكومة البالغة 42 مليار دولار لتمويل الإنترنت ذو النطاق العريض في المستقبل.
وخلال خطاب النصر، أشاد الرئيس المنتخب بشركة "سبيس إكس" وشكر "ماسك" على توصيل الإنترنت عبر "ستارلينك" إلى الأجزاء المتضررة من الأعاصير في الولايات المتحدة.
على صعيد آخر، ذكر "ماسك" مؤخرًا أن رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية "لينا خان" سيتم فصلها تحت إدارة "ترامب"، وتتعلق تلك الرغبة في الانتقام بتحقيق اللجنة في الاستحواذ على "تويتر".
لأنه بعد استحواذ "ماسك" على المنصة التي غير اسمها إلى "إكس" مقابل 44 مليار دولار، حققت اللجنة فيما يتعلق بانتهاك خصوصية البيانات.
جزء آخر من الكعكة التي قد يحظى بها "ماسك"، هو اللوائح المنظمة التي تؤثر على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لأنه يمتلك شركة ناشئة في ذلك المجال باسم "إكس إيه آي" والتي لديها روبوت دردشة يتنافس مع "شات جي بي تي" ونماذج أخرى.
ماذا عن السيارات؟
تعمل "تسلا" على تقنية القيادة الذاتية على مدار أكثر من عقد من الزمن لكنها لم تنتج بعد سيارة أجرة آلية أو مركبة ذاتية آمنة للاستخدام بدون توجيه البشر أو الضغط على المكابح في الوقت المناسب.
في أكتوبر، بدأت هيئات تنظيم سلامة السيارات تحقيق جديد بشأن نظام القيادة الذاتية الكاملة والذي يعمل على أتمتة القيادة البشرية جزئيًا، بعدما صدم سائق "تسلا" أحد المشاة مما أدى إلى وفاته.
وربما يستخدم "ماسك" نفوذه لتشكيل التنظيم الفيدرالي للسيارات ذاتية القيادة أو سيارات الأجرة الآلية وهو المجال الذي يهتم به بشدة لأن "تسلا" تأمل في تقديم سيارات مزودة بتلك التقنية لمنافسة "وايمو" التابعة لـ "ألفابت" أو "كروز" من "جنرال موتورز".
وقد يحاول أيضًا الضغط على "ترامب" بشأن معارضته لإعفاءات الضرائب على السيارات الكهربائية التي تقدمها إدارة "بايدن" الحالية لتحفيز شراء تلك المركبات.
في الوقت الذي تواجه فيه "تسلا" رياحًا معاكسة في السوق العالمية سواء من الشركات المنافسة في الصين أو تراجع المبيعات في أوروبا، يرى المحلل "دان إيفز" لدى "ويدبوش سكيورتيز" أن رهان "ماسك" على "ترامب" هو بمثابة صفقة ناجحة لشركته "تسلا"، وتوقع ارتفاع قيمتها السوقية إلى تريليون دولار.
بورينج ونيورالينك
لا يمكن إغفال الحديث عن رؤى "ماسك" للنقل عالي السرعة مثل مشروع "هايبرلوب" الخاص بشركة "بورينج" والذي تخنقه التنظيمات والقيود.
ورغم التكاليف المرتفعة والبنية التحتية المعقدة والظروف غير الآمنة، أصر "ماسك" على أن التنظيم الحكومي هو المسؤول عن فشل مشاريع الأنفاق في بعض المدن الأمريكية الكبرى، وبالتالي فإن وجود حلفاء له في الحكومة الأمريكية قد يُسهل على "بورينج" الفوز بمشاريع البنية التحتية.
أما عن "نيورالينك" التي أسسها لرقائق الدماغ، فزرعت حتى الآن أجهزة دماغية في مريضين بموافقة إدارة الغذاء والدواء.
ورغم ذلك إلا أن رؤية "ماسك" لـ "كفاءة الحكومة" ربما تستهدف إدارة الغذاء والدواء أيضًا للحصول على موافقات أسرع لـ "نيورالينك".
وكان "ماسك" انتقد عمليات الموافقة المطولة من قبل إدارة الغذاء والدواء للعقاقير والأجهزة الطبية الجديدة، زاعمًا أن الإفراط في التنظيم يقتل الناس.
وبالتالي فإن عودة "ترامب" للبيت الأبيض بمثابة فوز لأحد أبرز مؤيديه، يمنحه نفوذًا استثنائيًا لشركاته عبر أعمالها واسعة النطاق وتأمين معاملة حكومية مواتية، وتحقيق مكاسب أكبر في أسرع وقت ممكن.
المصادر: فورتشن - سي إن بي سي – رويترز - بلومبرج
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.