إعداد: خنساء الزبير
يعتزم عدد كبير من الأمريكيين الأثرياء مغادرة البلاد عقب الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء؛ إذ يخشى الكثير منهم الاضطرابات السياسية والاجتماعية بغض النظر عمن سيفوز، وفقاً لما ذكره محامو الهجرة لشبكة «سي إن بي سي».
وقال محامون ومستشارون لمكاتب عائلية وعائلات ذوات ثروات عالية، إنهم يشاهدون طلباً قياسياً من العملاء الباحثين عن جوازات سفر ثانية أو إقامات طويلة الأجل في الخارج.
وفي حين أن الحديث عن الانتقال إلى الخارج بعد الانتخابات أمر شائع، قال مستشارو الثروات إن العديد من الأثرياء هذه المرة يتخذون إجراءات بالفعل.
طلب غير مسبوق
وقال دومينيك فوليك، رئيس مجموعة العملاء الخاصين في شركة هينلي آند بارتنرز التي تقدم المشورة للأثرياء بشأن الهجرة الدولية، إنهم لم يشهدوا قط طلباً مثل الحالي.
وقال فوليك إن الأمريكيين الأثرياء أصبحوا للمرة الأولى أكبر قاعدة عملاء للشركة؛ إذ يمثلون 20% من أعمالها، أي أكثر من أي جنسية أخرى، وعدد الأمريكيين الذين يخططون للانتقال إلى الخارج ارتفع بنسبة 30% على الأقل عن العام الماضي.
وبحسب بيانات مؤسسة متخصصة في الضرائب والهجرة الدوليين، فإن عدد الأمريكيين الذين يستعينون به في احتمال انتقالهم إلى الخارج تضاعف 3 مرات تقريباً خلال 2023.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة آرتون كابيتال، التي تقدم المشورة للأثرياء بشأن برامج الهجرة، أن 53% من أصحاب الملايين الأمريكيين يقولون إنهم أكثر ميلاً لمغادرة الولايات المتحدة بعد الانتخابات، بغض النظر عمن يفوز.
الأثرياء الأصغر سناً
وأظهرت البيانات أن المليونيرات الأصغر سناً هم الأكثر احتمالاً للمغادرة؛ إذ قال 64% من المليونيرات الذين تراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً إنهم «مهتمون للغاية» بالسعي للحصول على التأشيرات الذهبية، من خلال برنامج الإقامة عن طريق الاستثمار في الخارج.
ومن المؤكد أن الاهتمام بالحصول على جوازات سفر ثانية أو الإقامة تزايد بشكل مطرد بين الأثرياء الأمريكيين منذ تفشي كوفيد-19. وسواء كان الأمر يتعلق بالتقاعد في بلد أكثر دفئاً وأقل كلفة، أو الاقتراب من العائلة في الخارج، فإن الأثرياء لديهم الكثير من الأسباب غير السياسية التي تجعلهم يرغبون في المغامرة للخارج.
كما تتزايد قناعة الأثرياء بأن الحصول على الجنسية في بلد واحد يشكل مخاطرة شخصية ومالية؛ وكما أنهم يقومون بتنويع محفظة استثماراتهم، فإنهم الآن يعملون على تنويع «محفظة جوازات سفرهم» للتحوط من مخاطر بلادهم.
ويريد آخرون الحصول على جواز سفر غير أمريكي في حالة سفرهم إلى بلدان خطرة أو مناطق معادية للولايات المتحدة.
ولكن الانتخابات والمناخ السياسي تسارعا وأضافا المزيد من الضغط من جانب الأمريكيين الأثرياء للنظر في خطة بديلة في الخارج، وبعد أن كان انتقالهم إلى الخارج لأسباب ضريبية، أصبح الآن بسبب السياسة والخوف من العنف مع الانتخابات التي ستُعقد الثلاثاء المقبل، والتي ستعزز هذه المخاوف.
ضرائب جديدة
ويشعر آخرون بالقلق من اندلاع أعمال عنف في حالة خسارة دونالد ترامب، ومن خطة نائبة الرئيس كامالا هاريس لفرض ضرائب على مكاسب رأس المال غير المحققة للتي تزيد قيمتها على 100 مليون دولار.
وفي حين يقول محللون ضريبيون إن خطة المكاسب غير المحققة لديها فرصة ضئيلة للنجاح في تمريرها في الكونغرس، حتى مع وجود أغلبية ديمقراطية، إلا أنها لا تزال تشكل مخاطرة.
ويقول المحامون: «إن الأثرياء يبررون خطتهم لمغادرة بلادهم أيضاً بإطلاق النار العشوائي في المدارس، واحتمال اندلاع عنف سياسي، ومعاداة السامية، وكراهية الإسلام، والديون الحكومية المتزايدة».
وعندما يتعلق الأمر بالوجهات، يقول خبراء الهجرة إن الأمريكيين يتطلعون بشكل أساسي نحو أوروبا، ووفقاً لشركة هانلي، فإن الدول الرئيسية التي يبحث عنها الأمريكيون للحصول على الإقامة أو الجنسية الثانية، تشمل البرتغال ومالطا واليونان وإسبانيا وأنتيغوا، كما أصبحت إيطاليا أيضاً وجهة شعبية بالنسبة لهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.