الارشيف / اقتصاد / صحيفة الخليج

محطات الشحن والسيارات الكهربائية

غافين ماغواير*

شهدت مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة نمواً كبيراً بنسبة تفوق 140% منذ بداية عام ، ما يعكس تحولاً متزايداً نحو اعتماد هذه التكنولوجيا الصديقة للبيئة. ومع ذلك، فإن هذا النمو المتسارع قد يواجه تحديات كبيرة بسبب التوسع البطيء وغير المتكافئ في شبكة محطات الشحن العامة، وهو ما قد يعوق تحقيق مزيد من الانتشار للسيارات الكهربائية في الأسواق الأمريكية.
وبحسب بيانات مركز الوقود البديل (AFDC)، بلغ إجمالي عدد السيارات الكهربائية المسجلة في الولايات المتحدة حتى سبتمبر 2024 نحو 3.5 مليون سيارة، مقارنة ب1.4 مليون فقط في عام 2023. وهذه الزيادة الهائلة تعكس أعلى معدل نمو شهدته الولايات المتحدة في تبني السيارات الكهربائية على الإطلاق.
وعلى الرغم من هذا النمو الكبير في تسجيل السيارات الكهربائية، لم يتمكن قطاع البنية التحتية لمحطات الشحن من مواكبة هذا التوسع. فقد ارتفع عدد محطات الشحن العامة بنسبة 22% فقط خلال نفس الفترة ليصل إلى 176,032 محطة. وهذا البطء في الانتشار يزيد من احتمالية حدوث ازدحام واختناقات في محطات الشحن، ما قد يثني المستهلكين المحتملين عن شراء السيارات الكهربائية إذا توقعوا فترات انتظار طويلة لإعادة شحن سياراتهم.
إن عدم التوازن بين معدل نمو مبيعات السيارات الكهربائية وتوفر محطات الشحن يشكل تحدياً رئيسياً أمام صانعي القرار في الولايات المتحدة، حيث يمثل هذا التحدي عقبة رئيسية أمام المزيد من التوسع في تبني السيارات الكهربائية.
ويشمل النمو في مبيعات السيارات الكهربائية جميع أنحاء الولايات المتحدة، لكن نحو 70% من هذه الزيادة حدثت في 10 ولايات رئيسية تتصدرها كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس. ووفقاً للبيانات، لا تزال كاليفورنيا هي السوق الكبرى للسيارات الكهربائية، حيث ارتفع عدد التسجيلات بزيادة تقارب 700000 سيارة ليصل إلى 1.25 مليون سيارة حتى سبتمبر. كما سجلت فلوريدا وتكساس نحو 250000 سيارة مسجلة لكل منهما.
ومع ذلك، لا يقتصر النمو على هذه الولايات فقط، إذ شهدت ولايات مثل أوكلاهوما وأركنساس وميشيغان وماريلاند معدلات نمو هائلة في تسجيل السيارات الكهربائية، تجاوزت نسبتها 180%. وبرزت ولاية أوكلاهوما كأسرع ولاية نمواً في هذا المجال، حيث شهدت زيادة في التسجيلات بنسبة 218% مقارنة بالعام الماضي.
ويلعب برنامج «البنية التحتية الوطنية للمركبات الكهربائية»، الذي أطلقته إدارة ، دوراً محورياً في تعزيز انتشار محطات الشحن. يهدف البرنامج إلى تمويل الولايات لنشر شبكة واسعة من محطات الشحن الاستراتيجية في جميع أنحاء البلاد. ومع ذلك، فإن وتيرة تنفيذ هذا البرنامج كانت أبطأ من المتوقع، بسبب تحديات تتعلق بتحديد المواقع المناسبة لمحطات الشحن، والاتصال بشبكات الكهرباء المحلية، فضلاً عن نقص المعدات اللازمة وفريق العمل المؤهل.
ومع استمرار الزيادة في تسجيل السيارات الكهربائية في معظم الولايات الأمريكية يظل التحدي الأكبر متمثلاً في كيفية تسريع وتيرة بناء البنية التحتية الداعمة، وخاصة محطات الشحن. بدون شبكة شحن واسعة تغطي كافة المناطق، بما في ذلك الريفية منها، قد يتباطأ زخم مبيعات السيارات الكهربائية مستقبلاً.
إن استمرار الحوافز الحالية التي تشجع المستهلكين على شراء السيارات الكهربائية سيظل أيضاً عاملاً حاسماً، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. في حين تتوقع إدارة كامالا هاريس، في حال فوزها، الحفاظ على هذه الحوافز، فإن الرئيس السابق دونالد ترامب أشار إلى إمكانية تقليص الدعم الفيدرالي للسيارات الكهربائية إذا عاد إلى السلطة.
في المجمل، سيظل النمو في مبيعات السيارات الكهربائية مرتبطاً بشكل وثيق بتوفر محطات الشحن العامة، واستمرار الحوافز الحكومية، حيث يمثل التوسع في البنية التحتية للشحن عنصراً أساسياً في ضمان استمرار هذا الزخم القوي الذي شهدته الأسواق الأمريكية في تبني السيارات الكهربائية.
*محلل اقتصادي (رويترز)

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا