متابعة: خنساء الزبير
تواصلت التعازي من قادة الصناعة والسياسيين وعامة الناس لراتان تاتا، الرئيس السابق لشركة تاتا سونز الهندية، الذي توفي يوم الأربعاء عن عمر ناهز 86 عاما.
وفي منشور على منصة «إكس» وصف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الفقيد تاتا بأنه «قائد أعمال صاحب رؤية، وروح عطوفة، وإنسان غير عادي».
وتذكر سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركتي غوغل وألفابت، اجتماعه مع تاتا حيث ناقشا مشروع السيارة ذاتية القيادة لشركة «غوغل».
وكتب بيتشاي على منصة «إكس»: «لقد ترك إرثًا تجاريًا وخيريًا استثنائيًا وكان له دور فعال في توجيه وتطوير القيادة التجارية الحديثة في الهند».

جنازة رسمية

وقال رئيس وزراء ولاية ماهاراشترا، موطن المقر الرئيسي لمجموعة تاتا في مومباي، إن تاتا سيحظى بجنازة رسمية، وهو تشريف مخصص في الغالب لأعلى المسؤولين الحكوميين، ووصف تاتا بأنه «أيقونة لا تقدر بثمن».
وقال عنه موكيش أمباني، أغنى رجل في الهند ورئيس مجلس إدارة مجموعة ريلاينس إندستريز، إن «رحيله خسارة كبيرة، ليس فقط لمجموعة تاتا، بل لكل هندي».
وأعرب أناند ماهيندرا، رئيس مجموعة ماهيندرا الهندية التي تنافس مجموعة تاتا في قطاع السيارات، عن حزنه لوفاة راتان تاتا في وقت يبدو فيه الاقتصاد الهندي على وشك التحول إلى سرعة أعلى.

من هو تاتا؟

وظل تاتا رئيسا لشركة تاتا سونز من عام 1991 حتى ديسمبر 2012. ووفقًا للشركة، ارتفعت إيرادات المجموعة إلى ما يزيد عن 100 مليار دولار تحت قيادته.
ولد راتان نوال تاتا في 28 ديسمبر 1937 في مومباي الهند، لعائلة تجارية مرموقة، وتلقى تعليمه في مدرسة كامبريدج بنفس المدينة، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة للدراسة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة كورنيل في عام 1962، والتحق لاحقاً ببرنامج الإدارة المتقدمة في كلية هارفارد للأعمال.
وبدأ راتان تاتا مسيرته المهنية في مجموعة تاتا عام 1961، حيث تولى العديد من المناصب في الشركات المختلفة داخلها، واكتسب خبرة في مختلف القطاعات مثل الصناعة، السيارات، والاتصالات.
وفي 1991، أصبح راتان رئيس مجلس إدارة مجموعة تاتا خلفاً لجيه آر دي تاتا، وعمل على تحويل المجموعة إلى مؤسسة عالمية عبر التوسع في الأسواق الدولية والاستحواذ على شركات عالمية مثل شركة «جاجوار لاند روفر» البريطانية وشركة «كوراس ستيل» الهولندية.

ويُعد مشروع سيارة نانو، أرخص سيارة في العالم من أبرز إنجازات راتان تاتا، حيث أراد توفير وسيلة تنقل متوسطة التكلفة للعائلات الهندية، وهو مشروع واجه بعض التحديات حتى يخرج للنور.
وأعلن راتان تاتا تقاعده عام 2012 من رئاسة مجموعة تاتا، لكنه استمر في لعب دور استشاري ومؤثر في شركاته. 
واهتم تاتا بعد تقاعده بشكل كبير على الأعمال الخيرية من خلال مؤسسته الخيرية، التي تدعم التعليم، الصحة، والإسكان للفقراء.
حصل راتان على العديد من الأوسمة والتكريمات خلال مسيرته، حيث نال «بادما فيبهوشان»، ثاني أعلى وسام مدني في الهند، في عام 2008، بعد أن حصل على «بادما بوشان» في 2000 ثالث أعلى وسام مدني في الهند. 
كان أيضاً من الشخصيات البارزة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كان له أكثر من 13 مليون متابع على منصة «إكس» وقرابة 10 ملايين على «إنستغرام».