الارشيف / اقتصاد / صحيفة الخليج

الصراف الآلي لـ «بيتكوين» يضيف تهديداً جديداً للعملات المشفرة

خنساء الزبير

تشهد أجهزة الصراف الآلي التي تتعامل بالبيتكوين نمواً متسارعاً في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أنها خطوة للأمام في صناعة العملات المشفرة، إلا أن بعض الخبراء يحذرون منها قائلين إنها ثغرة أمام الجرائم الإلكترونية.
ومن المعروف أن أجهزة الصراف الآلي التي تتعامل بالبيتكوين تشبه نظيراتها النقدية، فهي تتطلب أرقام تعريف شخصية (PIN) ورسوم سحب، تماماً مثل أي جهاز صراف آلي آخر.
ولكنها على عكس أجهزة الصراف الآلي النقدية، فإن القيمة العالية للعملات المشفرة تجعلها أهدافاً رئيسية للمتسللين، فبينما لا يجذب الصراف النقدي الموجود بالمحال التجارية الكثير من الاهتمام، فإن المخصص للبيتكوين يتعرض لمزيد من التدقيق من قبل المجرمين.
يقول خبراء في مجال الأمن السيبراني إن من الواضح أن هذه الأجهزة معرضة بشكل خاص للتهديدات المادية والسيبرانية على حدٍ سواء، ما يجعلها هدفاً رئيسياً للقراصنة واللصوص.
وربما تكون الأجهزة الخاصة بعملة البيتكوين عرضة للهجمات، حيث يقوم القراصنة بتثبيت ضارة عليها، لالتقاط المفاتيح الخاصة أو سرقة الأموال أو التلاعب بالمعاملات، وهو أمر مثير للقلق خاصة بالنسبة للأجهزة، التي قد لا تتلقى تحديثات منتظمة أو تصحيحات أمنية.
ويعد الهجوم على الشبكة نقطة ضعف للأجهزة، فإن لم يتم تأمين شبكة الجهاز بشكل كافٍ، يمكن للمهاجمين اعتراض عمليات نقل البيانات بين جهاز الصراف الآلي والخادم، ما يؤدي إلى سرقة البيانات أو الوصول غير المصرح به.
وسواء كان الأمر يتعلق بمخترقين أو محتالين، فإن الحكومة الأمريكية تدق ناقوس الخطر بشأن أجهزة الصراف الآلي، التي تستخدم عملة البيتكوين، فقد أفادت لجنة التجارة الفيدرالية هذا الأسبوع بأن حوادث الاحتيال ارتفعت بنسبة 1000% منذ عام 2020.
سلاح ذو حدين
من المفارقات أن مخاطر أجهزة الصراف الآلي التي تتعامل بالبيتكوين ناجمة عن المميزات التي تتصف بها، فالبيتكوين لامركزية ولا تخضع لأذونات ولا يمكن تغييرها، لذلك لا يمكن العدول عن المعاملة أو الإرجاع، إذا تم إيداع الأموال في عنوان خاطئ.
وفي حين يجد العديد من المتفائلين بالعملات المشفرة أن افتقار البيتكوين إلى الحوكمة أمر جاذب، إلا أن هذا قد يكون مشكلة في أجهزة الصراف الآلي الخاصة بها، فليست هناك هيئة حاكمة داخل البيتكوين، تحدد من يمكنه أو لا يمكنه تشغيل أجهزة الصراف الآلي، وبالتالي، فإن العديد من المنظمات المستقلة تدير هذه الأجهزة.
وتوجد أيضاً حيل إجرامية قديمة يمكن اتباعها في حالة البيتكوين إلا أن هذه الحيل قد يكون من الممكن عكسها مسارها، في حالة الصيرفة التقليدية، لكن في عالم البيتكوين الأمر ليس كذلك، فعلى سبيل المثال، قد يقوم شخص بوضع قسائم الإيداع الشخصية الخاصة به في كومة الودائع في البنك، ما يخدع الأشخاص بإيداع الأموال في حساباتهم.
ويمكن أن يحدث هجوم مماثل في حالة أجهزة الصراف الآلي للبيتكوين. فإذا قام أحد المهاجمين باختراق جهاز الصراف الآلي للبيتكوين، فربما يقوم بتغيير عنوان المحفظة المستقبلة، أو «رقم الحساب»، ما يؤدي فعلياً إلى سرقة أموال المستخدم. وإضافة إلى الحيل القديمة، هناك تهديدات أحدث تتوفر في أجهزة البيتكوين ولا تتعرض لها الأجهزة النقدية.
وتتطلب العديد من أجهزة الصراف الآلي الخاصة بالبيتكوين معلومات تعريف شخصية، مثل الهوية أو حتى رقم الضمان الاجتماعي، لتتوافق مع متطلبات القطاع المالي «معرفة العميل». وقد تكون هذه المعلومات عرضة للخطر في حالة اختراق جهاز الصراف الآلي للبيتكوين.
وضع مختلف
يعد الاحتيال في أجهزة الصراف الآلي الخاصة بعملة البيتكوين أمراً مكلفاً، ويزداد الأمر سوءاً، في ظل عالم العملات المشفرة الغامض في بعض الأحيان، فالعملات المشفرة يتم تبادلها بسهولة عبر الإنترنت، وفي الغالب من دون تحديد واضح للأطراف المعنية. ويستغل المجرمون هذا الإخفاء، وينقلون الأموال بشكل غير مرئي، ويستخدمون في الغالب بعض التقنيات مثل «الجسور»، عبر سلسلة الكتل لإخفاء المعاملات بشكل أكبر.
وهناك حقيقة أخرى وهي أن عملية الاحتيال على أجهزة الصراف الآلي، ربما لا تنشأ في المدينة التي تحدث فيها، فهناك العديد من بورصات العملات المشفرة المشاركة في هذه الأنشطة خارج البلاد، بعيداً عن الجهات التنظيمية.
أساسيات احترازية
للحماية من هذه الاحتيالات يجب على المستخدم توخي الحذر والتشكيك في أي طلب دفع، عبر جهاز صرف آلي للبيتكوين، لأن من النادر أن تقوم الشركات المرخصة بطلب الدفع بالبيتكوين، من خلال تلك الأجهزة.
والتحقق من شرعية المعاملة، وخاصة من محفظة المستلم بحثاً عن اتصالات مع كيانات مشكوك فيها، أمر بالغ الأهمية.
وإذا أظهرت هذه الأدوات نسبة مخاطرة أعلى من 70%، فمن المستحسن إما تجنب إرسال الأموال أو التواصل مع مشغل جهاز الصراف الآلي أو الشخص الذي قدم العنوان لاستيضاح الأمر.
وتشير البيانات إلى أن ما يقرب من 74% من أجهزة الصراف الآلي للبيتكوين على مستوى العالم يديرها 10 مشغلين فقط، هم: بيتكوين ديبو، كوين فليب، أثينا بيتكوين، روك إت كوين، بيت ستوب، مارغو، كوين هب، لوكال كوين، بايت فيدرال، كاش تو بيتكوين.
رأي آخر
تدير شركة بيتكوين ديبو، أكبر مشغل لأجهزة الصراف الآلي الخاصة بعملة البيتكوين، أكثر من 8000 جهاز. ويقول رئيسها التنفيذي، براندون مينتز، إن أجهزة الشركة مصممة لردع المتسللين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا