أثارت تصريحات الفنان المصري الشاب عمر متولي ابن شقيقة الفنان عادل إمام، حول الفنان الراحل شكري سرحان موجة واسعة من الجدل والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول معرفة الأجيال الجديدة في الوسط الفني لأهمية وتأثير الشخصيات الكبيرة في تاريخ السينما المصرية.

هذه الأزمة لم تقتصر على ردود فعل الجمهور فقط، بل امتدت إلى أسرة الفنان الراحل، التي قدمت شكوى رسمية للنقابة، وأعلنت استعدادها لتصعيد الموقف قضائياً، وإليكم القصة الكاملة للواقعة.

التصريحات الأولى

في إحدى حلقات بودكاست "ليك لوك" الذي يعرض على منصات السوشيال ميديا، استضاف الفنان عمر متولي زميله الفنان أحمد فتحي، حيث طرح سؤالًا عن الفنان الذي حصل على شهرة تفوق موهبته.

وأجاب فتحي قائلاً إنه يوجد عدد من الفنانين الذين نالوا شهرة واسعة، رغم أن موهبتهم كانت أقل من مستواهم الفني، لكن ما أثار الجدل هو تعليق متولي الذي وصف الفنان الراحل شكري سرحان بأنه نال شهرة ونجومية أكبر من موهبته.

وأضاف مازحاً أن الموهبة قد تكون "مبططة" كما وصفها أحمد فتحي، لكنه في الوقت ذاته نجم شباك، سخرية متولي، أسالت الكثير من الحبر بين الجمهور الذي اختلف في ردود أفعاله، فبينما اعتبره البعض مجرد رأي شخصي، رأى آخرون أنه إساءة مباشرة لأحد أعمدة السينما المصرية.

شاهدوا مقطع الفيديو الذي أثار الجدل لعمر متولي ضد شكري سرحان:

رد فعل أسرة شكري سرحان

لم يكن رد فعل أسرة الفنان الراحل شكري سرحان بطيئاً، حيث أصدرت العائلة بياناً رسمياً عبر المتحدث الإعلامي محسن سرحان، جاء فيه انتقاد لاذع تجاه متولي.

البيان أشار إلى أن تصريحات الأخير تفتقر إلى اللباقة والخبرة في الحديث عن رموز الفن المصري، واعتبر أن ما قاله كان بمثابة إساءة لأحد أعظم النجوم في تاريخ السينما العربية.

كما أكد البيان أن شكري سرحان كان نجماً حقيقياً، بدأ مشواره الفني في سن مبكرة، وقدم أعمالاً خالدة تعتبر جزءاً من تاريخ السينما المصرية.

أبرز ما ذكرته العائلة عن الفنان الراحل

في بيانها، استعرضت عائلة سرحان أبرز المحطات في حياة الفنان الراحل شكري سرحان، والتي تؤكد تفوقه الفني، منها أن شكري سرحان كان  خريج الدفعة الأولى من المعهد العالي للفنون المسرحية، ونجح في اجتياز اختبار القبول أمام أساتذة كبار وهو في سن السادسة عشرة.

كما قدم شكري سرحان مجموعة من الأفلام التي تعتبر من أهم الأعمال في تاريخ السينما المصرية، مثل "ابن النيل" و"قنديل أم هاشم" و"اللص والكلاب"، وهي أفلام جعلت اسمه يتألق في سماء الفن العربي، فيما تم تكريمه في العديد من المحافل الفنية، وظهر اسمه في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وأيضاً على الرغم من تلقيه عروضاً للمشاركة في أفلام عالمية، إلا أن سرحان فضل البقاء في مصر مع عائلته، متمسكاً بالقيم الشرقية.

التصعيد إلى النقابة والقضاء

لم يتوقف الأمر عند حدود التصريحات، بل قررت أسرة شكري سرحان التقدم بشكوى رسمية إلى نقابة المهن التمثيلية ضد عمر متولي، وأكدت العائلة أنها قد تلجأ إلى القضاء في حال عدم اتخاذ النقابة موقفاً حاسماً يرضيها.

محسن سرحان عبر عن غضبه من التصريحات، واعتبرها تشويهاً متعمداً لشخصية الراحل التي تحظى باحترام الجميع.

تصريحات متولي تُسهم في الجدل

بعد أن انفجرت الأزمة على مواقع التواصل، وردّت أسرة الفنان الراحل بما يتماشى مع اعتزازهم بتاريخ شكري سرحان، صرح العديد من النقاد الفنيين حول أحقية كل شخص في التعبير عن رأيه.

الناقد الفني طارق الشناوي، من جانبه، أكد في تصريحاته أن من حق الجميع التعبير عن آرائهم، مشيراً إلى أنه لا يمكن تجريم شخص لمجرد أنه أبدى رأيه في فنان.

من ناحية أخرى، تفاعل جمهور الفن العربي بشكل كبير مع الأزمة، حيث انقسمت الآراء بين من يؤيد تصريحات عمر متولي ويعتبرها مجرد وجهة نظر فنية، وبين من يرى فيها محاولة للنيل من مكانة شكري سرحان في تاريخ السينما.

وقد تضاعف الجدل بعد أن نشر بعض المتابعين تعليقات تؤكد على أن ما قام به متولي هو تقليل من قيمة فنان له تاريخ طويل في صناعة السينما المصرية.