كتبت شيماء منصور

القهوة ليست مجرد مشروب عادى بل أصبحت جزءا لا يتجزأ من الثقافة والفن، فى أنحاء العالم، يجتمع حولها الناس لتبادل الأحاديث، كما أن لديها القدرة على إلهام العديد من الفنانين والمبدعين، حتى أنها أصبحت طقسا اجتماعيا وفنيا متأصلا فى الحياة اليومية، واليوم فى يومها العالمى دعونا نحتفل مع عشاق القهوة بإلقاء نظرة في عالم الفن المصري والعربي وسنجد أن القهوة كانت مصدرا إلهام للعديد من الأغاني والمسرحيات والتي تحمل في عنوانها كلمة "قهوة".

فمن أشهر أغاني القهوة الحديثة أغنية الفنان حمزة نمرة "حتة بعيدة" والتي جاءت كلماتها تلامس الكثير من الناس حين قال "فاضي شوية نشرب قهوة فى حتة بعيدة، أعزمني على نكتة جديدة، وخلى حساب الضحك عليا" فهنا ارتبطت القهوة بجلسات الحنين والمسامرة والضحك، وكأنه أراد أن يشجع رفيقه أو حبيبه على مقابلته بشرب القهوة سويا وكأنهم يستعيدوا ذكرياتهم معا.

ونجد الفنان حسين الجسمي كذلك غنى "قهوة وداع" لمحبوبته، حين قال لها "مادام إنك وصلت إجلس، تفضل إقرب وحياك، تعال أضيفك قهوة وداع وهز فنجانك" أغنية كلها شجن وحزن فاختار الجسمي أن يكون آخر لقاء بينه وبين حبيبته التي تركته وعادت مرة أخرى لكنه رفض تلك العودة وقرر أن يقابلها لآخر مرة ويشربوا سويا "قهوة الوداع".

ولم تنسى المبدعة فيروز والتي لطالما ارتبط سماع أغانيها بشرب فنجان القهوة، فهو طقس شتوى كما متعارف عليه "قهوة وفيروز ومطر" فمبالك أن تغني هي للقهوة حين قالت "في قهوة ع المفرق في موقدة في نار، نبقى أنا وحبيبي نفرشها بالأسرار، جيت لقيت فيها عشاق اثنين صغار، قعدوا على مقعدنا سرقوا منا المشوار" وهذه الأغنية بالرغم من أنها تبدو رومانسية لكنها في الأصل غنتها لبلدها لبنان حين قالت فيها "يا ورق الأصفر عم نكبر عم نكبر، تخلص الدني وما في غيرك يا وطني بتظلك طفل صغير"، قدمت كذلك الفنانة الراحلة أسمهان أغنية للقهوة وقدمت في فيلم "غرام وانتقام" وقالت "يا مين يقول لي أهوى.. أسقيه بإيدي قهوة"، وهنا ربطت أسمهان الحب والعشق والهيام بشرب القهوة، هذه الأغاني وغيرها تعكس كيف أن القهوة ليست مجرد مشروبفي العالم العربي، بل هي جزء من الإحساس والمشاعر والتجارب الحياتية.

المسرح أيضا لم يكن بعيدا عن تأثير القهوة، ففي المسرح المصري قدمت مسرحية "قهوة سادة" تلك المسرحية التي فعلت ضجة كبيرة بمجرد عرضها على مسرح مركز الإبداع الفني، من إخراج المخرج الكبير خالد جلال، وكانت تتناول المسرحية مجموعة من القضايا المجتمعية لكن بشكل ساخر بطرقة اللوحات المنفصلة، وكانت من بطولة شيماء عبد القادر، محمد فراج، محمد فهيم، محمد فاروق، أمير صلاح، جيهان أنور،محمد ثروت، عمرو رجب، عمرو عبد العزيز، رشا جابر، حسام داغر حمزة العيلي، شادي عبد السلام وغيرهم، ولو أستعرضنا باقي الفنون سنجد أنهم لم يخلوا أبدا من القهوة، فالقهوة كانت ومازالت وستظل منبع الإلهام للفن.