"تم البدر بدري والأيام بتجري والله لسه بدري بدري يا شهر الصيام" أيقونة الأغاني التي قدمت لتعلن عن وداع شهر رمضان والتي بمجرد سماعها تنتاب الجميع حالة من التأثر على رحيل شهر الخير، كانت فكرة الأغنية من جانب الشاعر مصطفى عبد الفتاح حينما قرر كتابة أغنية يعبر من خلالها عن الحالة التي تسيطر على القلوب عندما يقترب شهر رمضان على الرحيل.

أمسك "عبد الفتاح" بقلمه وكتب تلك الكلمات التي خرجت من أوصال قلبه على الورق حتى أتم كتابتها وعرضها على وجدي الحكيم وكان حينها يشغل منصب مراقب للأغاني والموسيقى بالإذاعة الذي تحمس لها وبدوره وقع إختياره على شريفة فاضل لغنائها.

"حيانا هلالك ردينا التحية.. سهانا جمالك بالطلعة البهية.. دي فرحة سلامك ولا وداع صيامك.. والله لسه بدري والله يا شهر الصيام" حالة من الفرحة غمرت قلب شريفة فاضل وذهبت إلي استوديو 46 بالإذاعة تجري البروفات وحفظ كلمات الأغنية على لحن عبد العظيم محمد الذي جاء لحنه هادىء وصادق وكأنه يعزف على أوتار القلوب.

بعد التدريبات وقفت شريفة فاضل لتسجيل الأغنية التي خلدت اسمها وتربعت على عرش الأغاني التي ارتبطت بوداع الشهر المبارك، "يا ضيف وقته غالي وخطوة عزيزة.. حبك حب عالي في الروح والغريزة.. أيامك قليلة والشوق مش قليل.. والغيبة طويلة ع الصبر الجميل.. لسه بدري حبة يتملى الأحبة" كانت "شريفة" تتجلى بصوتها الشجي وهي تمدح أيام الثهر الكريم بينما صوت الكورال يردد خلفها "تم البدر بدري والأيام بتجري والله لسه بدري والله يا شهر الصيام".

رفضت شريفة فاضل تقاضي أجر عن الأغنية التي جائتها فرصة غنائها دون أن تسعى إليها وظلت أغنيتها هي الأقرب إلي قلوب الجمهور المصري والعربي، "بتحلف يتيمك ما تلمح دموعه.. وتسره بقدومك وتنور شموعه.. وتسيب يوم وداعك فوق الأرض عيد"، يتوقف صوتها لحظات ويصدح صوت الكورال بـ"يا هالل بفرحة ومفارق بفرحة".

سنوات مرت على الأغنية التي تم إنتاجها في الستينات وعاشت حتى الآن وكتب لها أن تعيش طوال الأبد، حتى بعد وفاة مطربتها قبل حلول شهر رمضان بأيام إلا أن صوتها يبقى حاضرا في أذهان ووجدان الجمهور، يسكت الكورال وتختم شريفة فاضل أغنيتها بـ"والله لسه بدري والله يا شهر الصيام".