المنيا - حسن عبد الغفار

تاريخ كبير تحتضنه محافظة المنيا، على مر العصور بدءا من الفرعونية وحتى الإسلامية، لا يتمثل فى المناطق الآثرية فحسب بل أيضا فن العمارة الذى يظهر فى المساجد والكنائس، وغيرها، وهذا الفن جسد عددا من العصور المهمة منها العصر الأيوبى، والذى يظهر فى بناء المساجد والمأذن المنتشرة بالمنيا، وبين تلك المساجد التى جسدت فن المعمار فى المنيا، مسجد اللمطى الذى  يقع على كورنيش النيل، يقف شامخا يعبر عن تاريخ عظيم لتلك المحافظة، حيث يرجع تاريخ إنشاؤه إلى 549ه‍، وتم تجديده عام 578 هـ، على يد أحد أمراء العصر الأيوبي كما تذكر اللوحة التأسيسية للمسجد.

تم ضم المسجد لهيئة الآثار التى تضع لوحة كبيرة على أحد جوانب المسجد، كتب عليها أن المسجد يرجع للعصر الفاطمى، ويتميز بالمدخل الأيوبى الشمالى، وقد تم تجديده فى عصور متتالية، أما النص التأسيسى للمسجد كتب فيه " بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمل هذا المسجد المبارك لابتغاء مرضات الله والرغبة فيما لديه في السادس والعشرين من محرم سنة ثمان وسبعين وخمس مائة".

وقد تم بناء المسجد على مساحة الفدان تقريبا ، وشهد المسجد أعمال تجديد كثيرة في العصر المملوكي وأواخر العصر العثماني والعصر الحديث.

والمسجد عبارة عن صحن أوسط سماوي مكشوف يحيط به أربع ظلات أكبرهم  ظله القبة، وأضيف له لاحقا مأذنة ومقصورة وذلك أثناء التجديدات العثمانية على المسجد، وعن الاعمده التيجانية داخل المسجد ذكر بعض الاثريون أنها أعمده و تيجان المعابد الرومانية و اليونانية و بعض الكنائس القديمة التي كانت متهدمه وقت الفتح الإسلامي  وهو يشبه  مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم،  من حيث التخطيط والبناء.

لم يكن لمسجد اللمطى دورا فقط للعبادة بل ايضا كان له الكثير من الادوار الهامة،    كان بمثابة مركز لإدارة شؤون حكم و إدارة و سياسة الدولة فمن خلاله كان يصدر الفرمانات السلطانية و المراسيم و إصدار الأحكام و العقوبات و استقبال الوفود السياسية.