الأقصر – أحمد مرعى

استضافت مكتبة مصر العامة بمنطقة الكرنك وسط مدينة الأقصر، فعاليات ملتقى ثقافى توعوى عن ظاهرة تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس التى تتزامن يوم 21 ديسمبر من كل عام داخل معابد الكرنك أقدم وأكبر دار عبادة فى التاريخ بمساحة 247 فدان، للتأكيد على قدرات القدماء المصريين فى رصد الفلك وبناء معابدهم ومقابرهم بطريقة علمية متطورة منذ آلاف السنين.

وحضر فعاليات الملتقى الثقافى بالمكتبة، العديد من المتخصصين فى مجال الآثار والسياحة، بالإضافة إلى ممثلين من المجتمع المدنى، حيث تمت مناقشة هذا الحدث المهم وأهميته التاريخية والثقافية، إلى جانب سبل الترويج له بشكل فعّال، وتم تنظيم ذلك الملتقى بالتعاون مع جامعة الأقصر وبالشراكة مع مكتبة مصر العامة بالأقصر.

وقال الدكتور محمود العديسى مدير إدارة الوعى الأثرى بالأقصر، إن ظاهرة تعامد الشمس التى تحدث فى كل عام يوم 21 ديسمبر، والتى يتعامد فيها قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس فى قلب المعبد فى ظاهرة فلكية مميزة تحدث كل عام، موضحًا أن ذلك السر يكمن فى العظمة الهندسية والمعمارية للقدماء المصريين على معرفة موعد قدوم فصل الشتاء رسميًا فى يومه المحدد سنويًا وبناء معابدهم بالطريقة التى تتناسب مع ذلك اليوم، موضحًا أن بداية رصد تلك الظاهرة كان منذ حوالى 26 سنة مضت، حيث أن ظاهرة شروق الشمس على معابد الكرنك تم بدء رصدها بمعرفة المركز المصرى الفرنسى لدراسة آثار الكرنك فى عام 1998.

ويضيف محمود العديسى، إنه ثبت علميًا أن المحور الأساسى بالكرنك يكون عليه شروق الشمس فى بداية فصل الإنبات وهو فصل الشتاء، فهى فلسفة معمارية هندسية دينية، ووقت الحضارة المصرية القديمة كان فى ذلك التوقيت يتم بدء موسم الإنبات مجازًا كبدء البعث فى الحياة الجديدة، ليؤكد المصرى القديم عظمته لتسخير العمارة لكل ما يخدم تاريخه العظيم، حيث أن مجموعة معابد الكرنك تعتبر من المعابد الهامة التى ارتبطت توجهاتها فلكيًا ومعماريًا بفصول العام، خاصة المعبد الرئيسى للإله آمون رع الذى يعد مرصدًا لتحديد بداية فصلى الشتاء والصيف، حيث تشرق الشمس على محور المعبد شتاء وتكون مؤشرا لبداية فصل جديد وهو الشتاء فى 21 ديسمبر من كل عام، وكذلك تغرب الشمس على محور المعبد غربا بين بواباته العملاقة لتكون مؤشرا لبداية فصل الصيف 21 يونيو من كل عام.