سوهاج محمود مقبول
الإثنين، 02 ديسمبر 2024 04:00 صالشيخ محمد أحمد عمران أحد أبرز أعلام محافظة سوهاج، بل وأحد الأسماء اللامعة في مجال التلاوة والابتهالات الدينية في مصر والعالم العربي وُلد في 10 أكتوبر 1944 في مركز طهطا شمال محافظة سوهاج، حيث نشأ في بيئة دينية ساعدته على اكتشاف موهبته الفطرية في حفظ القرآن الكريم سرعان ما أصبح الشيخ عمران من أشهر المبتهلين في مصر، حيث جمع بين تلاوة القرآن الكريم والإنشاد الديني، وأصبح له صوتٌ مميز يلامس القلوب، محققًا شهرة واسعة في مجال التلاوة الدينية والمناسبات الدينية.
عُرف الشيخ عمران بقدرته الفائقة على أداء الابتهالات التي تحمل بين طياتها مشاعر الإيمان والتقوى، وكان له حضور قوي في المناسبات الدينية على مختلف المستويات، سواء عبر الإذاعة أو التلفزيون أو في الحفلات الخاصة في دار الأوبرا وبرع أيضًا في أداء الموشحات الدينية بألحان متنوعة، ما جعله أحد أبرز الأسماء في مجاله، وارتبط اسمه بألحان كبار الموسيقيين مثل حلمي أمين وسيد مكاوي وقد لاقى تقديرًا من العديد من الفنانين الكبار، وكان له شراكة فنية مع الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان معجبًا بصوته، وسجل معه بعض الابتهالات الدينية.
بدأ الشيخ عمران مسيرته في عالم التلاوة في سن مبكرة، حيث حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره على يد الشيخ محمود المصري في مسقط رأسه في طهطا وفي سن الحادية عشرة، انتقل إلى القاهرة، حيث التحق بمعهد المكفوفين للموسيقى، ليتلقى دروسًا متقدمة في الإنشاد والموشحات الدينية على يد الشيخ سيد موسى. وعلى الرغم من التحديات التي واجهته بسبب إعاقته البصرية، إلا أنه استطاع أن يثبت نفسه في هذا المجال بفضل عزيمته وإرادته القوية.
ومن أبرز ما أبتهل الشيخ " سبحان من عنت الوجوه لوجهه فهو الكريم يجيب من ناداه ..هو أول هو آخر هو ظاهر هو باطن ليس العيون تراه ..أطلب بطاعته رضاه فإنه بالجود يرضي طالبين رضاه .. صلى الإله على النبي وآله والمقتديين به و من والاه.. إبتهال يحفظه الجميع عن ظهر قلب للمبتهل.
لقد أسهم الشيخ عمران بشكل كبير في تقديم ألوان متعددة من الابتهالات والموشحات الدينية التي امتزجت بروح القرآن الكريم وألحانه وكان لآدائه أثر بالغ في نفوس مستمعيه، إذ تميز بصوتٍ رقيق، وأسلوبٍ عذب يجذب إليه المستمعين من كل مكان شارك في العديد من المناسبات الدينية الكبرى، وكان له دور بارز في إحياء ذكرى بعض الفنانين الراحلين، مثل عبد الحليم حافظ، عبد الوهاب، وبليغ حمدي، حيث كان هو القارئ الرسمي في عزائهم، ما يدل على المكانة الكبيرة التي كان يتمتع بها في الأوساط الفنية والدينية.
على الصعيد الشخصي، كان الشيخ عمران محبًا وعاشقًا لنادي الزمالك، بل كان يحمل عضوية فخرية للنادي، وكانت علاقته بالرياضة واهتماماته الحياتية تضيف بُعدًا آخر لشخصيته. وكان دائمًا ما يعبر عن تعصبه وحبه لهذا النادي في مناسبات عديدة، بل وصل الأمر إلى أن سمح لنجله بمشاهدة مباراة بين الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر، مُعبرًا عن حبه لهذا الفريق إلى حدٍ بعيد.
توفي الشيخ عمران في 6 أكتوبر 1994، بعد معاناة طويلة مع مرض الكبد ورغم رحيله المبكر عن عالمنا، إلا أن إرثه الفني والديني ما زال حيًا في قلوب محبيه وفي الساحة الفنية وقد حضر عزاءه كبار القراء والمبتهلين في مصر، ومن بينهم الشيخ الطبلاوي والشيخ نعينع، مما يعكس مكانته الكبيرة بين قراء مصر وُري جثمانه في المدافن المجاورة لمسجد عمرو بن العاص، ليظل اسمه خالدًا في ذاكرة محبي التلاوة والابتهالات الدينية في مصر والعالم الإسلامي.
مع المسيقار محمد عبدالوهاب
الشيخ عمران احد العمالقة أبن طهطا سوهاج
الشيح عمران بإحدى الحفلات
الشيخ محمد أحمد عمران أبن طهطا سوهاج
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.