لقد أصبحت ظواهر الطقس القاسية والأحداث الطبيعية المدهشة جزءًا ملحوظًا من حياة كوكب الأرض، مما أثار مخاوف وقلقًا واسعًا في صفوف سكان المناطق الساحلية،في السنوات الأخيرة، يتزايد حدوث الكوارث الطبيعية، ويتجه الانتباه بشكل خاص نحو إمكانية حدوث تسونامي،ظهرت شائعات تدور حول تعرض مدينة إسكندرية لموجات تسونامي بعد غير مسبوقة في ارتفاع أمواج البحر المتوسط،لهذا، تلقي هذه المقالة الضوء على الحقيقة المتعلقة بهذه الشائعات، وتداعيات النشاط البركاني على مصر، كما تستند إلى معلومات موثوقة من خبراء الأرصاد الجوية.

حقيقة تعرض الإسكندرية لتسونامي

في الساعات الأخيرة، انتشر عبر وسائل الإعلام المحلية وبعض منصات التواصل الاجتماعي أخبارًا تفيد بتعرض مدينة إسكندرية لموجات تسونامي، تزامنًا مع ارتفاع مفاجئ في مستوى الأمواج على سواحل المدينة،وقد حسمت الدكتورة إيمان شاكر، مديرة مركز الاستشعار عن بُعد في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، الجدل عبر تصريحاتها في إحدى القنوات الفضائية، حيث أوضحت أنه لا يوجد أي أساس علمي لهذه الادعاءات،مجمل القول هو أن ما حدث ليس موجات تسونامي بالمعنى الدقيق، بل كان مجرد ارتفاع طبيعي في الأمواج بسبب وجود منخفض جوي.

ما هو التسونامي

التسونامي هو عبارة عن سلسلة من الأمواج القوية والعاتية الناتجة عن كوارث طبيعية مثل الزلازل تحت الماء أو الانفجارات البركانية،تنجم هذه الأمواج عن انزلاق طبقات الأرض، مما يؤدي إلى حدوث ارتفاع مفاجئ في مستويات المياه،توضح هيئة الأرصاد الجوية أن مصر لم تشهد أي نشاط زلزالي في البحر المتوسط في الآونة الأخيرة، مما ينفي وقوع تسونامي سواءً في الإسكندرية أو في أي من المناطق الساحلية الأخرى.

سبب ارتفاع الأمواج في البحر المتوسط

بالنسبة للارتفاع الملحوظ في الأمواج في البحر المتوسط، والذي بلغ حوالي 6 أمتار، توضح الدكتورة إيمان شاكر أن السبب يعود إلى تأثير منخفض جوي قوي حفز سرعات رياح عالية تصل إلى 80 كم/ساعة فوق البحر،هذه الظروف الجوية أدت إلى تفجر الأمواج وارتفاعها، وهو سلوك طبيعي في مثل هذه الأحوال المناخية، ولا علاقة له بالتسونامي بأي حال من الأحوال.

تأثيرات النشاط البركاني على مصر

في إطار الحديث عن المخاطر الطبيعية، أشار الخبراء إلى تأثيرات نشاط بركان إتنا في جزيرة صقلية وبركان سترومبولي في إيطاليا،هذه النشاطات البركانية أدت إلى انبعاثات وصلت إلى شمال إفريقيا، بما في ذلك بعض المناطق القريبة من حدود مصر الشمالية الغربية،على الرغم من أن هذه الانبعاثات أثرت على جودة الهواء في بعض المناطق، إلا أنها لا تشكل خطرًا جسيمًا على المناطق الساحلية المصرية.

توجيهات الأرصاد للمواطنين

مع القلق بين العامة بشأن هذه الظواهر الطبيعية، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية رسالة تطمينية، توضح أن الأحداث الراهنة هي جزء من الطقس المعتاد،أكدت أيضًا أن هذه الظواهر ليست خارجة عن السيطرة، مشددة على أهمية متابعة المواطنين لتحديثات الأرصاد الجوية وضرورة الابتعاد عن المناطق الساحلية في حالات العواصف الشديدة أو الظروف المناخية القاسية.