منوعات / انا اصدق العلم

دراسة تثبت أن الرجال لا يتعلمون الذكورية السامة من آبائهم

تقترح الأبحاث الجديدة أن قلة صداقات الرجل ترتبط بقبوله الذكورية السامة، في حين لا يرتبط وجود -أو غياب- نموذج ذكري يحتذى به في طفولته بأي تأثير ملحوظ.

يشير مصطلح الذكورية المسيطرة إلى مجموعة من المعتقدات والسلوكيات الاجتماعية السلبية التي ترتبط بالمعايير المثالية للذكورة. صاغ علماء الاجتماع هذا المصطلح لأول مرة لوصف نوع من الذكورة التي تتعارض مباشرة مع الأشكال الأخرى المتعارف عليها، التي يُنظر إليها أنها أدنى. بناءً على هذا التصور، يوصف الرجل (الحقيقي) بصفات مثل الحزم والشجاعة والمنافسة، لكنه غالبًا ما يتصف بكراهية النساء والعدوانية الجنسية، ويعد نفسه في مكانة اجتماعية مهيمنة، في حين يضع الآخرين، مثل النساء والرجال المثليين في مرتبة اجتماعية أدنى.

درس الباحثون أصول الذكورية المهيمنة في سياق دراسة منشورة، في محاولة لفهم تأثير العلاقة بين الرجل ووالده على تبني الذكورية المهيمنة في حياته لاحقًا.

صرح فان دورن، المؤلف الرئيسي للدراسة: توجد سرديات شائعة عن دور الرجال والآباء، إذ يُعدون جزءًا أساسيًا في طفولة ونشأة أبنائهم. لكن في كثير من الأحيان، لا تتبع هذه الدراسات الأطفال حتى مرحلة البلوغ، فلا تُكتشف التأثيرات طويلة الأمد التي يخلفها وجود الآباء علميًا. لقد اختبرنا ذلك، وكانت النتائج غير متوقعة.

استطلع الباحثون 188 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و62 عامًا، معظمهم من أستراليا. قيّم الاستطلاع المكون من ثلاثة أجزاء جوانب مختلفة من تجارب حياة المشاركين ومعتقداتهم. إذ ركز أحد الأجزاء على نوعية الحياة الاجتماعية للمشاركين، خاصةً علاقاتهم بالأسرة والأصدقاء. قيّم جزء آخر تجارب الطفولة السيئة، مع التركيز على الاضطرابات المنزلية والعنف. الجزء المتبقي من الاستطلاع، الذي شمل 29 حالة، يهدف إلى قياس مدى التزام المشاركين بالمعايير الذكورية المهيمنة، إذ كان على المشاركين تقييم مدى اتفاقهم أو عدم اتفاقهم مع جمل تمثل إيديولوجية الذكورة المهيمنة، مثل الاستهتار، الاعتماد على الذات، السيطرة على المشاعر، الفوز، الضعف، تقديم الذات بين الجنسين، المخاطرة، والسلطة على النساء.

بعد تحليل النتائج، لم يجد الباحثون أي صلة بين العلاقة بين الرجل ووالده والالتزام بمعايير الذكورة. أيضًا فإن العلاقة بين الأم والابن وتجارب الطفولة السيئة لم تساهم في توقع تبني الرجل الذكورية المهيمنة. مع ذلك، ظهرت علاقة واحدة تبدو مرتبطة بالذكورية المهيمنة: جودة علاقات الرجل مع أصدقائه. كلما زادت الذكورية المهيمنة، انخفض عدد ودرجة جودة الصداقات بشكل ملحوظ. مع ذلك، كانت الدراسة ارتباطية، ما يعني أنها لم تتمكن من تحديد كون نقص الصداقات الوثيقة هو سبب هذه المعتقدات، أم أن هذه المعتقدات هي التي منعت تكوين أو الحفاظ على صداقات وثيقة. كانت العلاقة قوية، في هذه الدراسة، لم يقترب أي عامل آخر من التنبؤ بالنزعات المهيمنة.

الإيمان بالذكورية المهيمنة على الأرجح ينبع من دوائرنا الاجتماعية في أثناء نشأتنا، خاصةً في البيئات التي تفصل بين الجنسين مثل الفرق الرياضية أو الجمعيات الأخوية، التي تعزز الصور النمطية حول معنى أن يكون الرجل (حقيقيًا).

أما سبب أن الرجال الذين يحملون هذه المعتقدات يميلون إلى وجود عدد أقل من الأصدقاء مقارنة بالآخرين، فيرجع على الأرجح إلى طبيعة هذه المعتقدات نفسها. تلك الصفات، مثل التنافسية أو عدم الرغبة في إظهار المشاعر، هي من النوع الذي يمنعك من تكوين علاقات قوية منذ البداية. بذلك، تتحول الذكورية المهيمنة إلى شكل من أشكال إيذاء الذات، إذ يعزل الرجال الذين يؤمنون بهذه القيم أنفسهم.

يصرف النظر عن السبب، يبدو أن تكوين الأسرة ليس له تأثير، إذا نشأت مع جدتك، أو خالتك، أو رجلين، أو امرأتين، فهذا لا يهم في هذه الحالة. تُعد العلاقة بين الأب والابن بلا شك مهمة في نمو الطفل، لكن وجود علاقة سيئة معه أو عدم وجود علاقة على الإطلاق، لا يعني بالضرورة أن الطفل سيسلك طريقًا معينًا.

اقرأ أيضًا:

خبر سيئ للرجال: الذكورية تضر بصحتك الجسدية والنفسية

هل يمنع هرمون التستوستيرون البكاء؟

ترجمة: آية عبد الفتاح

تدقيق: وسام صايفي

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا