تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مساء غد الاثنين، بقداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة،يشهد هذا الاحتفال ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية هذه المناسبة العظيمة،تأتي هذه الاحتفالات في إطار روح المشاركة والوحدة بين المصريين بمختلف انتماءاتهم الدينية، مما يجعل عيد الميلاد مناسبة خاصة تتجاوز الحدود التقليدية.

التلاحم الوطني بين المسلمين والمسيحيين في مصر

يشارك في الاحتفال عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب شخصيات عامة وكُتّاب وصحفيين، فضلاً عن قيادات الكنيسة والأقباط من مختلف المحافظات،وقد قام فريق كشاف الكنيسة بتنظيم هذه المناسبة، مما يعكس التكاتف بين فئات المجتمع المصري،سعى الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال فترة ولايته إلى تعزيز مفهوم التلاحم الوطني بين المسلمين والمسيحيين، حيث يُبرز حواره مع الأديان أهمية هذا التلاحم،زار السيسي مقر الكنيسة لتقديم التهنئة للأقباط بمناسبة عيد الميلاد، مما يعكس حرصه على تحقيق التعاطف والتضامن بين جميع المصريين، بالإضافة إلى استقباله العديد من الرموز المسيحية العالمية، من بينهم بابا الفاتيكان.

مبادرات الرئيس السيسي لتعزيز الوحدة الوطنية

على مدى فترة حكمه، حرص الرئيس السيسي على ترسيخ مبدأ المواطنة، مع التأكيد على الوحدة الوطنية التي تجمع بين جميع المصريين،من خلال إصداره للقوانين والنصوص المتعلقة ببناء الكنائس، بالإضافة إلى قرارات جمهورية مُنحت بمقتضاها هيئة الأوقاف الكاثوليكية والإنجيلية الصلاحيات اللازمة،يسعى السيسي إلى تحقيق المزيد من التعايش السلمي وتعزيز العلاقات الطيبة بين مختلف الأديان، مما يُعتبر خطوة مهمة نحو بناء مجتمع مستقر ومتعاون.

السيسي يتفوق في حرصه على الاحتفال بعيد الميلاد

يعتبر الرئيس السيسي أول رئيس مصري يحضر احتفالات عيد الميلاد بشكل منتظم ويعبر عن اهتمامه بالمشاركة في هذه المناسبات الدينية،فهو يسعى إلى دعم بناء الكنائس في المدن الجديدة، ويعمل على تقنين أوضاع الكنائس في مختلف المحافظات، مُعالجًا الآثار التي نجمت عن الهجمات الإرهابية التي وقعت في أعقاب أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة،قد زار الرئيس السيسي الكنيسة 11 مرة، مُهنئًا الأقباط وناشرًا رسالة السلام والمحبة.

التعايش السلمي وقيم المواطنة في مصر

يؤكد السيسي أن هوية المواطن لا ينبغي أن تقف عائقًا أمام حقوقه وواجباته، حيث يُعتبر انتماء الفرد إلى وطنه أساسًا لتمتعه بالحقوق والحريات،يدعو الرئيس إلى ضرورة تعزيز القيم الإنسانية التي تجسد التعايش السلمي وقبول الآخر، والتي تعتبر ركيزة أساسية في المجتمعات العصرية،يُظهر المجتمع المصري بقيمه المتنوعة نموذجًا يُحتذى به للتعاون بين الأديان، مما يعكس التاريخ الطويل والتعددي الذي يميز مصر.

ختامًا، يُمثل الاحتفال بعيد الميلاد فرصة لتعزيز أواصر الوحدة والتعاون بين المصريين من مختلف الأديان،يأتي هذا في إطار جهود الرئيس السيسي التي تهدف إلى ترسيخ قيم المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين،إن مشاركة القيادات والمسؤولين في مثل هذه المناسبات تعكس التفاؤل بالمستقبل وتأكيدًا للرسالة الأساسية للتعايش السلمي والمحب بين الفئات المختلفة،يستمر التاريخ المصري في تقديم دروس في التنوع والاحترام المتبادل، مما يساهم في بناء مجتمع مُترابط وقوي.