القاهرة: «الخليج»
يطل معهد الموسيقى العربية على شارع رمسيس وسط القاهرة، مثل قطعة فنية فريدة، يروي ببنائه، وما يضمه بين جنباته من مقتنيات نادرة، حكايات عتيقة عن تاريخ الغناء في مصر على مر العصور، ليتحول إلى متحف في مرحلة لاحقة.
يرجع تاريخ بناء المعهد إلى بدايات القرن الماضي، في محاولة جادة لحفظ تراث الموسيقى العربية، في وقت شهدت فيه الحركة الفنية في مصر، موجات من التغريب أدت إلى هبوط مستواها بصورة ملحوظة، ليتحول إلى معهد متخصص، بدعم كامل من الملك فؤاد الأول، وقد أطلق عليه حينذاك اسم المعهد الملكي للموسيقى العربية.
زيادة الإقبال
يقول محمود عفيفي، مدير المعهد: «بدأ في دار صغيرة بشارع محمد علي، كان إيجارها الشهري لا يزيد على ثلاثة جنيهات، قبل أن ينتقل إلى دار كبيرة في شارع البوستة القديمة، بسبب زيادة الإقبال عليه من الموسيقيين المصريين، ما دفع أعضاءه إلى التفكير جدياً في إنشاء مدرسة نظامية للموسيقى، ففكروا في بناء دار على نمط عربي بديع، تكون مقراً لأول معهد للموسيقى في الشرق». وتابع: «الفكرة لاقت ارتياحاً كبيراً لدى كثير من المسؤولين، انتهى إلى تخصيص الحكومة قطعة أرض من أملاكها في شارع رمسيس، وعمل المعهد منذ بدايته على النهوض بتراث الموسيقى العربية، فاستقبل عشرات الموهوبين والراغبين في تعلم النظريات والنوت الموسيقية العربية، قبل أن ينجح مع بداية الثلاثينات في عقد أول مؤتمر، ضم موسيقيين من أنحاء العالم العربي».
وأشار إلى أن المعهد أدى على امتداد تاريخه دوراً كبيراً في تخريج عدد كبير من نجوم الموسيقى والغناء في مصر، من بينهم الموسيقار الكبير الراحل محمد عبد الوهاب، وغيره من نجوم الموسيقي والطرب في مصر».
طراز معماري
يتميز المعهد ببنائه الفريد، على طرز العمارة المملوكية، بتصميم المهندس الإيطالي أرنستو فيروشي، ما يتجلى في واجهة المبنى التي تضم الهلال والثلاث نجوم تتصدر القبة الرئيسية، والتي كانت ترمز إلى المملكة المصرية في ذلك الوقت.
افتتح المبنى في عام 1923، في حفل كبير حضره الملك فؤاد، وأحياه محمد عبد الوهاب الذي أصبح في ما بعد أحد أبرز خريجيه.
«الكونسرفتوار»
يواصل المعهد دوره على مدار عقود، قبل أن ينقل في سبتمبر عام 1977 إلى أكاديمية الفنون بضاحية الهرم، تحت اسم المعهد العالي للموسيقى «الكونسرفتوار»، وتحويل المبنى القديم في شارع رمسيس إلى متحف، بعد عمليات ترميم شاملة تضمنت إصلاح الأثاث وتبديل التالف منه، وترميم زخارفه، وإعادة المبنى إلى شكله القديم، ورفد مسرحه العتيق بأنواع التكنولوجيا الحديثة التي تشمل نظم الصوت والإضاءة والتجهيزات الفنية الأخرى.
مخطوطات نادرة
يضم المتحف حالياً مكتبة موسيقية فريدة، تضم العديد من الكتب والمخطوطات النادرة المتعلقة بفن الموسيقى، إلى جانب تسجيلات نادرة لأساطين الطرب في مصر منذ مطلع القرن الماضي، إلى جانب قسم خاص للموسيقار الكبير الراحل محمد عبد الوهاب، يلقي الضوء على جوانب من حياة الموسيقار الأشهر في مصر خلال القرن الماضي، بداية من طفولته ونشأته وخطواته الأولى إلى عالم الموسيقى، والجوائز التي حصل عليها خلال مشوار حياته، إلى جانب بعض مقتنياته الخاصة مثل غرفة نومه ومكتبه الخاص، وأرشيف كامل لأعماله الفنية.
تطور الآلات
يقدم المتحف للزائر عبر قاعة الآلات الموسيقية، موجزاً لتطور آلات العزف في مصر، بدءاً من الوتريات وآلات النفخ، وانتهاءً بآلات العزف الحديثة، إضافة إلى بعض آلات الموسيقى الغربية، مثل الكوتو اليابانية والسيتار الهندية، والسانتور التركية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.