القاهرة: «الخليج»
قال د.جمال شعبان، استشاري القلب، والعميد السابق لمعهد القلب القومي، إن الإصابة بمتلازمة «القلب المكسور» تنتج عادة عن إعصار هرموني يحدث نتيجة التعرض لصدمة حزن شديد.
وأوضح أنه ثبت طبياً أن الحزن من الممكن أن يتسبب في مشكلات صحية عديدة، بدءاً من ضغط الدم المرتفع، والإصابة بالسكر من النوع الثاني، والقولون العصبي، والمياه البيضاء في العين، والإصابة بالسرطان.
وأضاف أن أخطر أنواع الحزن هو العميق والصامت، الذي لا يقوم فيه الإنسان بالبوح والفضفضة، ناصحاً بضرورة تفريغ شحنة الحزن حتى ولو بالبكاء والدموع.
وحذر، في لقاء مع فضائية مصرية، من أن الحزن الصامت أو الكظيم هو أكثر ما يتسبب في حدوث متلازمة القلب المكسور، لأنه يكسر القلب فعلاً من الداخل، وخاصة عند تراكم الحزن، وحبسه في داخل النفس مراراً وتكراراً، خوفاً من البوح والشكوى.
وأوضح د.جمال شعبان أن حالة القلب المكسور، لا تنشأ عن حدوث جلطة، كما كان البعض يعتقد، ولكنها تنشأ، من الناحية الطبية، نتيجة حدوث انغلاق مفاجئ في الشريان، مشيراً إلى معظم الحالات التي يتم نقلها إلى المستشفى، بعد التعرض لصدمة شديدة، تفاجئ الأطباء بعدم وجود أي جلطات بها، ثم يتبين أن المشكلة تكمن في ترهل عضلة القلب.
وقال د.شعبان إن مشكلة القلب المكسور تنشأ عن مشاعر الحزن العميق الناجم عن صدمة شديدة، لأن الإنسان يتعرض في هذه الحالة لحدوث إعصار عارم ومفاجئ من إفرازات هرمون الأدرينالين، والنورأدرينالين، وهذا ما يحدث أيضاً في حالة الفرح الشديد المفاجئ، حيث يطلق الجسم إعصاراً عارماً من هرمونات الإندورفين، والسيروتونين، موضحاً أن هذا الإعصار الهرموني يسرع من نبضات القلب بشدة، ويؤدي إلى حدوث تقلص في الشرايين التاجية، وشلل في عضلة القلب.
وأشار إلى أن تعرض الإنسان لصدمة عاطفية أو لموقف صادم شديد، يؤدي به إلى الحزن العميق، يسبب له مباشرة وجعاً في الصدر، وهو ما قد يتم تشخيصه في البداية بالذبحة الصدرية، أو جلطة في الشريان التاجي، وذلك بسبب عدم ظهور المشكلة الحقيقية، وهي مشكلة القلب المكسور، في رسم القلب، حيث يكون الرسم خادعاً، مما يؤثر في دقة التشخيص.
وأشار إلى أن الطبيب عندما يعالج مثل هذه الحالات بإجراء قسطرة للشريان، يفاجأ بأن الشريان مفتوح، وليس فيه أي انسداد أو جلطة، وذلك لأن المشكلة الحقيقية تكون في عضلة القلب، وليس في الشريان.
وأوضح د.شعبان أن هذه الحالة تعني طبياً أن يكون جزء من القلب في حالة عمل طبيعية، بينما يكون الجزء الآخر، في حالة ترهل وانكسار، بتأثير الحزن والصدمة.
وهنا يظهر القلب في شكل البالونة، فجزء منه له عنق، وجزء آخر مترهل، تعبيراً عن الانكسار.
وأكد أن من نعمة الله أن بعض الحالات تتعافى وتشفى، لكن المشكلة أن حالات أخرى قد لا تنجو من هذه الحالة بسبب شدة الصدمة.
وأوضح أن الحزن أمر طبيعي في حياة الإنسان، فهو ليس آلة أو روبوتاً، ومن الطبيعي أن تنتاب الإنسان في بعض الأحيان مشاعر غضب أو حزن، لكن يجب على الإنسان أن يدرب نفسه على التعامل مع هذه الحالات، ناصحاً بضرورة تفريغ الحزن بهدف التخفيف والتخلص منه، مستشهداً بما قاله الدكتور مجدي يعقوب بأن أفضل طريقة للتعامل مع الحزن، تكون بتحويله إلى طاقة إيجابية بناءة عبر أعمال الخير، لاستكمال مسيرة الحياة، بدلاً من السقوط في براثن الحزن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.