دبي: مها عادل
استهلت دبي للثقافة فعاليات الموسم الثقافي الثالث بتنظيم جلسة حوارية جمعت بين نورة الكعبي وزيرة دولة، والكاتبة دبي أبو الهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة فكر، حيث تناولت الجلسة عدة محاور رئيسية تضمنت فلسفة القيادة والإرث والتأثير الثقافي للدولة ومؤسساتها ومبدعيها، بمسرح متحف الاتحاد.
استهلت نورة الكعبي حديثها بمشاركة الحضور عن مصادر إلهامها في الحياة، وقالت: «الإلهام يأتي من عدة مصادر، وفي كل يوم نستخلص الإلهام من كل شيء من حولنا، من قطعة موسيقية، من بيت شعر، أو من الإنجازات والنجاحات التي نشهدها ببلدنا في كل يوم، مصادر الإلهام لا نهاية لها، ولكن الأساس ثابت وأصيل ومستمد من هويتنا وتاريخنا والقيم التي تحيا بها بلادنا، فنحن أمة تتطلع إلى المستقبل برؤية عصرية وحديثة، مع الحفاظ على هويتنا وأصالتنا.
وعن أهمية الدور الذي تقوم به الدبلوماسية العامة، قالت:
بالفعل نقوم بدور بناء في هذا الإطار على سبيل المثال دورنا في مجلس الأمن، حيث تحدثنا في وقت فضلت فيه كثير من الدول عدم الانخراط، والدبلوماسية العامة مهمة ومؤثرة للغاية كمثال المشاريع التي تدعم الثقافة والإنسانية، مثل ما نقوم به في إفريقيا من توفير خدمات لتحسين حياة البشر، وهذه المشاريع تشكل إرثاً مهماً وصورة ذهنية عن إنسانية الدولة وحضارتها.
وبسؤالها عن تصورها لمستقبل الإمارات والإرث الإماراتي بعد 50 عاماً من الآن قالت: «نحن نبني تاريخ الإمارات كل يوم، فقد تعلمنا من آبائنا المؤسسين وقادتنا الذين حفروا أسماءهم على الكثير من المشاريع الرائدة التي ألهمت وأسهمت في خدمة الإنسانية حول العالم».
وتابعت: «بناء الإرث للمستقبل داخلياً نراه متمثلاً في مشروع مثل إكسبو 2020، على سبيل المثال، فهو ليس مجرد بناء، ولكنه فكرة تحمل الكثير من المعاني من الابتكار والتقدم والتكنولوجيا والإبداع، ويوجد لدينا الكثير من النماذج من الفنانين والمثقفين الذين وضعوا بصمات ملهمة من شأنها أن تحافظ على إرث وحضارة الدولة والحفاظ عليها للسنوات المقبلة، وكل هذه الجهود مجتمعة تصنع قصة الإمارات الملهمة، سواء في المتاحف أو المعارض الفنية والثقافية داخلياً وخارجياً ودورنا هو دعم هذه الجهود».
وعن كيفية بناء قادة المستقبل، قالت: «الجيل الجديد لديه إمكانات متميزة ويتمتع بقدرات لم نتمتع بها نحن سابقاً، ولكن لا بد أن أنصحهم بالاستنارة بإرث الأجداد والآباء المؤسسين، والتطلع إلى المستقبل مع الحفاظ على هويتنا وثقافتنا، وأنصحهم بأنه لا بد من أن نحافظ على إنسانيتنا أثناء السعي لتحقيق طموحاتنا، فهذه هي القيم التي تؤسس دولة عظيمة كدولتنا».
وعن آليات الحفاظ على هويتنا، قالت: «نحن نحافظ على قيم عائلاتنا وجماليات ثقافتنا التراثية والدينية، ولا بد أن نزيد الاهتمام بلغتنا العربية وتحفيز الطلاب على تطويرها وإتقانها».
ورداً على سؤال حول رؤيتها لتأثير الذكاء الاصطناعي (AI) في مجال المحتوى الإبداعي، وهل يمثل تهديداً، تقول: «أنا لا أعتبره تهديداً للقدرة الإبداعية للمثقفين والمبدعين، ولكن لكل جيل أدواته في التعبير والتواصل».