منوعات / بالبلدي

العلماء.. كنز الحقيقى

  • 1/7
  • 2/7
  • 3/7
  • 4/7
  • 5/7
  • 6/7
  • 7/7

belbalady.net على أرض العديد من العلماء فى مختلف المجالات، فمصر دائما ولّادة، وهذا القول ينطبق بالفعل على الباحثين والعلماء المصريين فى الجامعات والكليات العلمية والأدبية المتعددة.

وخير دليل على ذلك أن تصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية لهذا العام شهد تواجد عدد كبير من العلماء المصريين ضمن قائمة أفضل 2% من علماء العالم، فى التخصصات المختلفة سواء العلوم أو الطب أو التربية وغيرها.

وتصدر المركز القومى للبحوث القائمة بعدد 100 باحث، ثم جامعة القاهرة بـ76 باحثًا، وجامعة المنصورة بـ60 باحثًا، تلتها جامعة عين شمس بـ58 باحثًا، ثم جامعتا المنصورة والزقازيق بـ51 باحثًا، وجامعة طنطا بـ48 باحثًا، ثم جامعة الأزهر بـ43 باحثًا، وعدد آخر من الجامعات.

فى هذا الملف «الوفد» حاورت مجموعة من العلماء المصريين المتواجدين فى هذا التصنيف لمعرفة كيف وصلوا إلى العالمية وأهمية تصنيف ستانفورد، ورؤيتهم حول البحث العلمى فى مصر، والمطلوب لإحداث نهضة حقيقية فى هذا المجال.

الدكتور عبدالله سامى.. الأستاذ المساعد بمركز أبحاث كلية الطب جامعة عين شمس

واضع أول خريطة لأمراض الزيكا والمايستوما فى العالم

حصل على جائزة شباب الباحثين من الجمعية الأمريكية لطب المناطق الاستوائية والعناية الصحية

205 أبحاث وصلت به إلى العالمية والتواجد فى تصنيف ستانفورد لأفضل 2% من علماء العالم

من قلب جامعة عين شمس وبالتحديد كلية العلوم، خرج علينا أحد الباحثين الشباب ليصل إلى العالمية ويحصل على جائزة شباب الباحثين من الجمعية الأمريكية لطب المناطق الاستوائية والعناية الصحية، ويتواجد بعدها فى تصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية لأفضل 2% من علماء العالم، إنه الدكتور عبدالله سامى الأستاذ المساعد بمركز أبحاث كلية الطب بجامعة عين شمس.

الدكتور عبدالله سامى، بدأ حياته العلمية فى 2001 مع التحاقه بكلية العلوم جامعة عين شمس، وانصب اهتمامه فى ذلك الوقت على دراسة العلوم الطبية بشكل خاص والعلوم الأساسية بشكل عام، وكانت أمنيته أن يكون باحثا ذا مكانة علمية مرموقة على المستوى المحلى والدولى.

بدأ اهتمامه البحثى فى الفرقة الرابعة بكلية العلوم بمقالة علمية تتناول دراسة مقارنة للجهاز المناعى بين الكائنات الفقارية واللافقارية، ثم انتقل لدراسة انتشار الأمراض وما يتعلق بها من مخاطر وعوامل تؤثر على انتشارها.

التحق منذ تخرجه وحصوله على درجة البكالوريوس بوحدة الليشمانيا بمركز الأبحاث والدراسات والتدريب لناقلات الأمراض، وانضم خلال هذه الفترة لفريق علمى متميز أغلبهم درس وتتلمذ على يد أساتذة عالميين فى مجال فحص ومكافحة مرض الليشمانيا.

خلال هذه الفترة، شارك فى العديد من الأبحاث العلمية والتى تم نشر أولها فى إحدى المجلات العلمية المرموقة وهى مجلة الجمعية الأمريكية لطب المناطق الاستوائية والعناية الصحية.

مجال هذا البحث كان تشخيص مرض الليشمانيا فى مصر، وكان عمل متواصل فى أحد المراكز والمنارات العلمية المتميزة داخل جامعة عين شمس، تمكن خلالها الفريق من تعريف طفيل الليشمانيا المدارية لأول مرة فى مصر.

بعدها حصل دكتور عبدالله، على الماجستير فى 2009، وشارك فى العديد من ورش العمل للتدريب بتمويل من جامعة أكسفورد، كما حصل على منحة لدراسة الدكتوراه فى الولايات المتحدة الأمريكية مقدمة من هيئة الفولبرايت لاستكمال دراسته الأكاديمية بجامعة كانساس الأمريكية، ومن خلال هذه المنحة درس مجال نمذجة الأمراض المعدية، وديناميكية انتشار الأمراض المعدية فى العالم سواء أماكن الانتشار أو التوقيت الزمنى لانتشارها.

خلال تواجده فى الولايات المتحدة الأمريكية كان مهتما بحضور المؤتمرات العلمية، ومن ضمنها المؤتمر السنوى للجمعية الأمريكية لطب المناطق الاستوائية والعناية الصحية، والذى كان بمثابة فرصة جيدة لبناء الشخصية الأكاديمية له، حيث تقابل خلالها مع مجموعة من الباحثين من أفريقيا والعالم، وتم خلال هذه الفترة تكوين مجموعات بحثية لدراسة مرض المايستوما وهو مرض فطرى ينتشر فى السودان بشكل كبير وأماكن اخرى متفرقة من العالم، ومن الأمراض الوبائية المهملة والتى اعتبرتها منظمة الصحة العالمية ذات أهمية كبيرة مؤخرا، وساهم مع فريق بحثى تحت قيادته فى وضع أول خريطة لانتشار هذا المرض فى 2013.

بعدها تقدم د. عبدالله لجائزة شباب الباحثين فى الطب التى تطلقها الجمعية الأمريكية لطب المناطق الاستوائية والعناية الصحية، وحصل عليها عن هذا البحث وقام بتسليم الجائزة رجل الأعمال الأمريكى بيل جيتس، والذى كان المتحدث الأساسى بهذا المؤتمر العلمى فى نفس العام.

وعقب ذلك حصل على درجة الدكتوراه وعاد إلى مصر لتأسيس فريق علمى متخصص فى مجال ناقلات الأمراض والصحة الدولية بالتعاون مع جامعات دولية، وقد كان مهتما خلال هذه الفترة بالتعاون مع الجامعات الأفريقية وزيارتها لإلقاء المحاضرات أو كمتحدث فى المؤتمرات العلمية.

وخلال الفترة الأخيرة نشر أبحاثه العلمية فى مجلات متعددة، ويعمل حاليا مع طلاب مصريين ودوليين فى نفس المجال للتنبؤ بالأمراض، لمساعدة المجتمعات الدولية فى التعامل مع هذه الأمراض فى ظل تأثير التغيرات المناخية عالميا.

من أبرز الأبحاث التى أجراها كان بحثا للكشف عن انتشار فيروس الزيكا فى البرازيل وفى العالم أثناء فترة الوباء الذى انتشر بشكل كبير فى ذلك الوقت، وكان لابد من دراسة أسباب ذلك والعوامل التى تؤثر عليه، وبناء على ذلك تم تكوين فريق بحثى قدم أول خريطة عالمية لانتشار فيروس الزيكا فى العالم، يتنبأ بالأماكن المناسبة والمحتملة لانتشاره عالميا، وكان له صدى إعلامى كبير فى العالم، لأنه يقدم حلول لقضايا وطنية ودولية قائمة تبين مدى مشاركة البحث العلمى فى المجتمع.

وعن أوضاع البحث العلمى فى مصر، قال الدكتور عبدالله سامى، إنه تطور خلال الآونة الأخيرة بشكل كبير، وأصبح هناك اهتمام من الدولة بتمويل البحث العلمى، وبدأت القيادة السياسية فى الاهتمام بإنشاء الجامعات الأهلية والتى بدورها ستساهم فى زيادة مخرجات البحث العلمى بما يوجد فيها من إمكانيات ومعامل وطلبة سيتم إعدادهم بأعلى كفاءة تسمح بممارستهم للبحث العلمى.

وأضاف: «هناك أيضا تمويل بمبالغ كبيرة بدأ يتم إنفاقه على الأبحاث العلمية فى مصر من خلال هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ما يعكس اهتمام الدولة بالبحث العلمى وأهميته للمجتمع المصرى».

وأكد سامى على ضرورة وجود رؤية لتطوير التعليم والبحث العلمى فى مصر من خلال التعاون بشكل أكبر مع الجامعات الدولية والأفريقية، لأن مصر تمثل مركزا غنيا بالعلماء ومنارة للبحث العلمى، وهذا التعاون يسمح بتبادل طلابى بين أفريقيا ومصر، يرسخ مكانة مصر فى أفريقيا والقيام بدورها فى تطوير البحث العلمى فى أفريقيا.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك تحكيم دولى للرسائل العلمية ونشرها فى مجلات علمية مرموقة، وزيادة الدعم المقدم للأبحاث العلمية، والاتجاه نحو الأبحاث الهامة على المستوى الدولى والتى تشغل اهتمام العالم وذات تأثير أكبر على المجتمع.

واختتم سامى تصريحاته بقوله «حصلت على العديد من الجوائز من مصر وأمريكا وألمانيا أبرزها جائزة شباب الباحثين من الجمعية الأمريكية فى طب المناطق الاستوائية والعناية الصحية، كما وصل عدد الأبحاث التى أجريتها إلى 205 أبحاث».

 

99.jpg

أشرف نبهان: 200 دولى عن حماية الحوامل والأجنة

للمرة الخامسة على التوالى اختارت جامعة ستانفورد الأمريكية الدكتور أشرف نبهان، أستاذ ورئيس الوحدة السادسة بطب النساء والتوليد بجامعة عين شمس، ضمن قائمة 2% من أفضل علماء العالم لعام 2024؛ حيث كانت أول مرة عام 2020، وتوالى اختياره منذ ذلك التاريخ حتى الآن، بما يعكس الريادة المصرية فى المجالات العلمية ليس بالقارة الأفريقية فقط بل بالعالم أجمع.

وقال الدكتور «نبهان» إن تصنيف ستانفورد يُعتبر الأكثر شهرة فى العالم، فهو يعتمد على المعلومات الببليومترية التى تستخدم الطرق الإحصائية والأساليب الرياضية فى تحليل البيانات المتعلقة بالوثائق الواردة فى قاعدة بيانات Scopus، حيث قامت «ستانفورد»، بإنشاء مركز Metrics، يقوم من خلاله تصنيف واختيار الباحثين فى مجال الطب، وتقسيمهم شرائح حسب كل تخصص، مما يساعد فى ترتيب الباحثين بشكل أدق وأكثر تخصصا، بخلاف كل المجالات.

101.jpg

وأضاف أن الجائزة لا يتم الترشيح لها، فهناك قاعدة بيانات دقيقة تتم بواسطة ستانفورد، وهى من تقوم بجمع بيانات لجميع الباحثين حول العالم، منهم الأطباء، وهذه البيانات تكون دقيقة بشكل كبير جدا ولا تعتمد على الواسطة أو المحسوبية، ولا يوجد بها أى تدخل من أى جامعة أو كلية أو أى فرد فى العالم، كما أن الطريقة التى يتم جمع البيانات بها هى طريقة شفافة، ولا يمكن التشكيك بهذا التصنيف مطلقا، وتكون قاعدة البيانات عالمية متاحة أمام كل العالم من خلال معايير دقيقة جدا ليتم اختيار الـ2% فى العالم.

وتابع أنه نشر ما يقرب من 200 بحث دولى، فى مجلات مختلفة، وكان آخرها بحث قام بنشره عن إرشادات تنظيم الأسرة للسيدات للحالات ما بعد الولادة مباشرة، الأمر الذى عمل على كثرة السيدات الحوامل بصورة كبيرة، مشيرا إلى أنه يعمل حاليا عن أبحاث للتوصل إلى حل مشكلة كثرة حالات النزيف ما بعد الولادة والتسمم، والتى تسببت فى تعدد حالات الوفاة للسيدات أثناء الولادة.

وذكر أن أول مشروع بحثى قام بإرساله لنشره بإحدى المجلات العلمية تم رفضه بسبب الأخطاء وكتابتها بطريقة غير صحيحة، وذلك لاقتباسى من أحد الأبحاث، أما عن أول بحث قمت بتقديمه فى الكلية كان عام 1990 ويتحدث عن تشوهات الأجنة.

وأكد الدكتور أشرف نبهان، أنه التحق بطب جامعة عين شمس عام 1982، وتخرج عام 1988، وحصل على درجة الماجستير فى أمراض النساء والتوليد من الجامعة بتقدير ممتاز عام 1992، ثم نال درجة الدكتوراه فى 1996، وحصل على الاستاذية عام 2009.

 

0d0f9ecf1e.jpg

وأوضح «نبهان» أن هناك خطوات جادة وجيدة من قبل الدولة لمساعدة العلماء، ولكن لا بد أن يكون هناك دعم مادى أيضًا لمساعدة العلماء على تقديم أبحاث، فالجامعات ومراكز الأبحاث بها كم من المعلومات والخبرات لا مثيل لها، ولكن الإمكانات بكل تأكيد لها دور كبير، كما أرى أن الباحثين والعلماء المصريين هم من أمهر علماء بالعالم، ومقتنع أن المعدن والفكر والذكاء والعقلية للطبيب المصرى تجعله من أفضل أطباء العالم، فالطبيب المصرى يستطيع أن يعمل تحت ضغط ولديه قدرة على تحمل العمل الشاق، لذلك فإن تواجده مع إمكانات مادية وطبية تجعله متفوقا، والمصرى مخلص فى عمله.

 وأشار إلى أن البحث العلمى فى مصر تغير كثيرًا خلال السنوات الماضية، وأصبحت هناك طفرة حدثت واهتمام كبير من الدولة به لتنشيط الحياة العلمية، ولكن يمكن تطويره من خلال عقد شراكات واتفاقيات مع جامعات عالمية، بجانب ربطه بالمؤسسات والشركات العملية.

ولفت أنه فى مصر نحتاج إلى زيادة عمق المعرفة فى منهج البحث العلمى من خلال توعية وتدريب الباحثين، فنحن نحتاج لعمق البحث العلمى، ويمكن أن يسبب قصور بعض الإمكانات عائقا ومشكلة فى بعض الأحيان، ولكن ما نحتاجه تطوير وتحسين المعامل فى الجامعات المصرية لمساعدة العلماء والباحثين فى تقديم الأفضل وفى المساهمة للنهوض للبلد.

هبة الله هاشم: قهرت بـ«العسل»

كلية البنات جامعة عين شمس، كان لها نصيب فى قائمة أفضل 2% من علماء العالم لتصنيف ستانفورد، من خلال الدكتورة هبة الله عزت هاشم، التى وصلت للأستاذية فى أوائل الثلاثينات من عمرها.

تخرجت «هبة الله» من كلية البنات شعبة العلوم قسم الكيمياء العضوية عام 2010 بتقدير ممتاز، ثم عينت معيدة بالكلية عام 2011، وحصلت على درجة الماجستير عام 2014، ومن ثم حصلت على درجة الدكتوراه عام 2017، واستكملت مشوارها فى البحث العلمى حتى وصلت للعالمية.

قالت الدكتورة هبة الله عزت هاشم، إن تواصلها مع زملائها بالجامعات خارج مصر كان له دور كبير فى تصنيفها والاستشهاد بأبحاثها دوليا، كما أنها عملت فى أبحاث مجالات متعددة فى الكيمياء العضوية، ولكن «علم الأدوية» الأكثر تعمقا واهتماما بالنسبة لها، حيث أنها شاركت فى العديد من مشاريع البحث الخاصة بفيروس كورونا «كوفيد -19»، وضمن هذه المشاريع توصلت إلى أن هناك مادة فعالة فى العسل ضد «كوفيد -19».

وأضافت أن البحث التى أجرته عن كوفيد -19، تم نشره فى مجلات علمية دولية مرموقة خارج مصر، وتوصل إلى أن العسل لديه بعض المركبات لها تأثير على فيروس كورونا، ولكن كان هذا البحث «نظريا» لم تتم ترجمته عمليا حتى الآن، كما أنه حصل على استشهادات عالمية، وساهم فى دخولها تصنيف قائمة الأفضل لـ2% من علماء العالم ضمن تصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية.

وأشارت الدكتورة هبة الله هاشم، إلى أنه تم تكريمها من عمادة كلية البنات وجامعة عين شمس عدة مرات بسبب أعمالها التى تم نشرها فى المجلات العلمية الدولية، لافتة إلى دخولها تصنيف ستافورد كان الأول لها هذا العام، وأعطاها دفعة قوية لاستكمال مشوارها فى البحث العلمى، كما أنها شعرت بتقدير معنوى كبير لمجهودها وأدركت أن «مفيش حاجة مستحيلة»، معربة عن سعادتها بكونها حققت والدها، حيث توفاه الله بعد حصولها على الماجستير.

وأوضحت أن جامعة ستانفورد تهتم بجودة البحث العلمى المنشور وليس الكم، بجانب مدى تأثيره محليا ودوليا، مشيرة إلى أن الكيف أهم من الكم فى عملية البحث، حيث أن هناك العديد من الأبحاث المنشورة فى المجلات العلمية لكنها لم تخرج إلى النور ولم يتم الاستشهاد بها.

وذكرت أن البحث العلمى فى مصر لم يحظ بالدعم المادى الكافى الذى يساعد الباحث فى التوصل إلى نتائج علمية ملموسة فى المجال العملى وإخراجه من الإطار النظرى للتطبيقى، مما يؤكد ذلك ضرورة وحتمية ربط المؤسسات والشركات بالجامعات والأكاديميات ومراكز وجهات البحث العلمى.

ولفتت إلى أن معظم الباحثين يلجأون فى بعض الأحيان إلى التكلفة الذاتية على أبحاثهم لتخرج إلى النور وعدم ضياع مجهوداتهم، ولكن تكرار ذلك يفقده شغفه، وينتابه اليأس والإحباط.

وشددت الدكتورة "هبة الله" على أن تقدير البحث العلمى وجهود الباحث هما السبب الأول لميوله ودفعه لاستكمال مشواره خارج مصر، كما أكدت أن تصنيف جامعة ستانفورد ليس مجرد لوحة شرفية فحسب، وإنما يؤكد حتمية التعاون مع الجامعة للاستفادة واكتساب الخبرة لرفع جودة الأبحاث العلمية فى مصر وعالميا.

109.jpg

نبيل الضبع: الباحث المصرى الأفضل فى العالم

الدكتور نبيل توفيق الضبع، واحد من علماء مصر الذين تم اختيارهم ضمن قائمة أفضل 2% من علماء الأرض حسب تصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية.

 أعرب «الضبع» عن كامل سعادته بهذا التكريم، لوجوده وسط قائمة تضم كوكبة من العلماء الأبرز والأفضل حول العالم فى مجال الرياضيات التطبيقية، وتحديدا «ميكانيكا الموائع».

وقال الدكتور نبيل الضبع، إنه ولد فى «الأربعينيات» بإحدى قرى مركز جهينة بمحافظة سوهاج، تتلمذ على يد والده الشيخ محمد الضبع، وتخرج من كلية التربية قسم الرياضيات، وعين معيدا بها، حصل على درجة الدكتوراه بالكلية سنة 1980، ونال درجة الأستاذية عام 1990، أشرف على عديد من الرسائل العلمية، وشارك فى مناقشة المئات من رسائل الدكتوراه، حتى تم اختياره ضمن اللجنة الدائمة لترقية أعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس.

وأضاف «الضبع» أنه له باع كبير فى البحث العلمى بمجال الرياضيات التطبيقية، حتى تم اختياره ضمن قائمة أفضل 2% من العلماء حول العالم حسب تصنيف جامعة ستانفورد، وهى الجائزة التى يتم من خلالها اختيار الباحثين حسب جودة أبحاثهم «دون التقدم إليها»، حيث هناك معايير معينة ومعادلات ومعاملات تقوم عليها الجامعة لتصنيف النخبة حول العالم.

وتابع أنه تقلد مناصب عديد، وترأس أقسام الرياضيات لعدة مرات، ودرس فى الكليات العسكرية وجامعة الأزهر، كما حصل على العديد من الجوائز التقديرية، من بينها جائزة الدولة التشجيعية «أمين لطفى»، وجائزة جامعة عين شمس التقديرية، وغيرها من الجوائز، والتى كانت أخرها وجودة ضمن قائمة الـ«2%» الأفضل حول العالم، حيث أنه من أوائل العلماء المصريين الذين تم تقليدهم بهذه الجائزة سنة 2021، وتم اختياره للعام الرابع على التوالى ضمن قائمة الأفضل حسب تصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية.

وذكر الدكتور الضبع أنه له مدرسة متفردة فى مجال الرياضيات التطبيقية، تخرج منها العديد من المسئولين والمشاهير، ووزراء فى التربية والتعليم، مشيرا إلى أن تلامذته يتفاخرون به مع كل إنجاز علمى يحققه، ودائما يسعدون عندما يرونه، لافتا أن البحث العلمى قبل ظهور الثورة التكنولوجية كان صعبا، ونبذل مجهودا كبيرا حتى نحصل على مجلد علمى كمرجع لأبحاثنا، بخلاف الأيام الحالية، التى أتاحت التكنولوجيا ملايين الأبحاث والمراجع التى تساعد الباحث فى إنجاز بحثه والاقتباس منه، موجها شباب الباحثين بالالتزام بالأمانة العلمية، وسط تزاحم تلك الأبحاث والمعلومات على شبكة الإنترنت.

وأكد أن «الأمانة العلمية، وفضل ربنا» هما السبب فى أى نجاح أو إنجاز بحثى يحققه، هذا بجانب مساعدة صغار الباحثين وزملائه وتسهيل المهمة عليه دون بخل فى استخراج المعلومة والمعرفة.

وشدد على ضرورة ربط الجهات البحثية والأكاديمية، بالمؤسسات والشركات، حتى يتم تطبيقها عمليا ويتم النفع بها، لافتا أن القائمين على البحث العلمى فى مصر حريصون على دعم الباحثين، ولكن الأبحاث الذين نقوم بإجرائها قائمة على الجانب النظرى ولا يتم تطبيقها عمليا لعدم توفير الأجهزة والإمكانيات اللازمة فى الجهات الأكاديمية التى ننجز من خلالها البحث العلمى، وأنه عندما يرسل أبحاثه خارج مصر، يطلبون توثيقه «عمليا» وهذا ما يعجزنا فى مصر لعدم توافر الإمكانات.

وأكد العالم الدكتور الضبع أنه لا يوجد أفضل من الباحث المصرى حول العالم، ودائما متفوق على الباحث الغربى، ولكن ما يميزنا عنهم الدعم المادى، بجانب جاهزية المعامل على أكمل وجه، مستشهدا بالعالم أحمد زويل وغيره من علماء مصر الذين حققوا إنجازات علمية كبيرة بالخارج، مؤكدا ضرورة تكثيف جهود الدولة لدعم البحث العلمى بتوفير الأجهزة التى تساعده فى تطبيق النظريات العلمية «عمليا» والقضاء على ما تفتقره مصر فى مجال البحث العلمى.

 

112.jpg

الدكتور وليد توفيق رئيس قسم الليزر

مسيرة علمية حافلة.. ونتائج أبحاثه ثورة فى علاج السرطان

العلاج يمكنه القضاء على الخلايا السرطانية فى أسبوعين.. والتطبيق يحتاج موافقة

أكثر من 100 بحث وصل بها إلى العالمية والتواجد فى تصنيف ستانفورد للمرة الرابعة على التوالى

البحث العلمى يحتاج إلى ثورة حقيقية وتوجيه الباحثين لإجراء دراسات تخدم المجتمع مباشرة

من بين أروقة معهد الليزر بجامعة القاهرة، يخرج علينا دائما علماء أفذاذ، يساهمون بأبحاثهم العلمية فى خدمة المجتمع، والوصول بمصر إلى العالمية.

من ضمن هؤلاء العلماء الدكتور وليد توفيق، رئيس قسم تطبيقات الليزر بمعهد الليزر، الذى يتواجد للمرة الرابعة على التوالى فى تصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية لأفضل 2% من علماء العالم، ويقود حاليا ثورة علمية تكنولوجية ضد مرض السرطان.

بدأ الدكتور وليد رحلته مع العلم فى 1992 عندما تخرج من قسم الفيزياء بكلية العلوم، جامعة القاهرة، وكان شغفه بالعلم لا يعرف حدودًا.

واصل دراساته العليا ليحصل على الماجستير عام 1996، لكن الإنجاز الأبرز كان فى عام 2000 حين نال درجة الدكتوراه فى تخصص علوم الليزر وتطبيقاتها من خلال مشروع مشترك بين جامعة تكنولوجية ألمانية وجامعة القاهرة.

بعد الحصول على الدكتوراه عاد إلى مصر متحمسًا لتطبيق ما تعلمه، لكن الإمكانيات كانت محدودة، وهذا الواقع دفعه للسفر مجددًا، ليبدأ رحلة علمية استمرت 15 عامًا، تنقل خلالها بين 10 دول، منها كوريا الجنوبية واليابان وأمريكا وكندا وألمانيا، كان يعمل فيها أستاذا باحثا فى مجموعات بحثية مشتركة، ليحصل منهم على خبراتهم ويضيف إليها أيضا.

عقب هذه الأعوام الطويلة، عاد مرة أخرى إلى مصر لخدمة وطنه ونقل خبراته إلى الباحثين والطلاب المصريين، وإنشاء مدارس بحثية تخدم المجتمع، وبالفعل نجح فى تأسيس مدرستين بحثيتين رائدتين فى مصر.

المدرسة البحثية الأولى، تعمل منذ 9 سنوات، وتركز على مرض السرطان، بالتعاون مع الدكتور مصطفى السيد فى جامعة جورجيا بالولايات المتحدة، واستخدمت تكنولوجيا الليزر والنانو تكنولوجى لتطوير علاج ثورى للسرطان.

وبالفعل كانت النتائج مذهلة، حيث توصلت المدرسة البحثية إلى تقنية تستطيع القضاء تمامًا على الخلايا السرطانية خلال أسبوعين فقط، دون أى آثار جانبية على الخلايا السليمة، وقد تم تطبيق هذا الإنجاز العلمى الهائل بنجاح فى المعامل على سرطانات الثدى والكبد والكلى والرئة.

وعن ذلك يقول الدكتور وليد، «نأمل أن تتبنى وزارة الصحة هذه التقنية كبروتوكول طبى لعلاج السرطان فى مصر، فهى ليست فقط أكثر فعالية من العلاج الكيميائى التقليدى، بل ستوفر أيضًا مليارات الجنيهات على الدولة سنويًا».

وأضاف «رغم أن تكلفة هذا العلاج ليست مرتفعة نسبيًا، إذ تقتصر على ثمن الجهاز المستخدم، إلا أن تطبيقه على نطاق واسع يتطلب إجراءات حكومية قد تستغرق بعض الوقت».

أما المدرسة البحثية الثانية التى أسسها الدكتور وليد، تركز اهتمامها على البحث عن أسباب السرطان فى مصر، وأظهرت نتائجها أن التلوث بأنواعه المختلفة هو أحد أهم أسباب انتشار السرطان فى بلادنا.

وهنا يقول «وجدنا أن التلوث يشمل المواد الغذائية، ومياه الرى الزراعى، والتربة، والسبب الرئيسى هو التداخل بين الرقعة الزراعية والمناطق الصناعية مع التوسع العمرانى، خاصة فى مناطق مصانع الأسمدة ومواد البناء».

وعلى مدى 15 عامًا، أجرى الفريق البحثى دراسات مكثفة أثبتت وجود آثار سلبية خطيرة لتواجد المصانع قرب الأراضى الزراعية، وتم إجراء تحاليل شاملة للمياه والهواء والتربة والنباتات، والنتائج كانت صادمة حيث تتعرض الأراضى الزراعية لاعتداء بيئى مستمر من المصانع المحيطة.

لكن الدكتور وليد وفريقه لم يكتفوا بتشخيص المشكلة، وبعد دراسات مستفيضة توصلوا إلى حلول مبتكرة لها، تتمثل فى أن القضية الأساسية هى تحديد نوع التلوث فى كل منطقة، ثم زراعة النباتات المقاومة للعناصر الملوثة الموجودة فى تلك التربة.

وضرب مثالاً على ذلك بقوله، «فى بعض المناطق الملوثة بالحديد، نزرع البصل لأنه مقاوم لهذا العنصر، وفى حالات التلوث السطحى للتربة، نزرع أشجارا مثمرة، أما فى الأراضى الملوثة لعمق متر أو مترين، فنتجنب زراعة الأشجار المثمرة ونركز على النباتات ذات الجذور القصيرة».

ورغم أن عدد أبحاثه يقترب من 100 بحث فقط، إلا أن تأثيرها كان قويًا وملموسًا، وتم تكريمه أكثر من مرة من جامعة القاهرة، بالإضافة إلى تكريمات من 10 جامعات مصرية أخرى، لكن الإنجاز الأبرز هو تواجده للعام الرابع على التوالى فى تصنيف جامعة ستانفورد العالمى، كأحد أفضل الباحثين على مستوى العالم فى تخصص الفوتونيات «علوم تطبيقات الليزر».

وأوضح توفيق أن أهمية هذا التصنيف تتمثل فى أنه يعتمد على معايير صارمة، أهمها نشر الأبحاث فى مجلات علمية موثوقة ذات معامل تأثير عال، وعدد المرات التى يُستشهد فيها بأبحاث العالم كمرجع من قبل علماء آخرين، والأخذ فى الاعتبار السيرة الذاتية للباحث، وأنشطته العلمية، واستمرارية إنتاجه البحثى على مدى سنوات طويلة.

وعن أوضاع البحث العلمى فى مصر، قال الدكتور وليد توفيق إننا نحتاج إلى ثورة علمية حقيقية، وتوجيه الباحثين لإجراء أبحاث تخدم المجتمع مباشرة، وليست مجرد أبحاث أكاديمية، والتركيز على حل المشاكل الحقيقية التى تواجه مجتمعنا فى مجالات مثل الصحة والتعليم والذكاء الاصطناعى والطب وغيرها، مع ضرورة ربط البحث العلمى بالأهداف الاستراتيجية للدولة.

ويشير إلى أن أبحاثه فى مجال علاج السرطان ومكافحة التلوث تأتى فى صميم هذه الرؤية، لأننا عندما نطور علاجات جديدة للسرطان أو نبتكر حلولًا للتلوث البيئى، فنحن بذلك نساهم مباشرة فى تحسين صحة المواطنين وجودة ، وهما من الركائز الأساسية للتنمية المستدامة التى تنشدها الدولة.

 

022a3df095.jpg

 

 

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بالبلدي ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بالبلدي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا