كتبت رباب فتحى
الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 10:20 مقال السفير التركى فى مصر، صالح موطلو شن، إن مصر تشكل العمود الفقرى للاستقرار الإقليمى، وستواصل تركيا ومصر تطوير التعاون من أجل السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
وأضاف فى تصريحات للصحفيين المصريين أنه تم إحراز تقدم تاريخي في العلاقات التركية المصرية خلال آخر 2024 عامًا، موضحا أن الرئيس رجب طيب أردوغان قام بزيارة تاريخية إلى القاهرة فى 14 فبراير، كما قام الرئيس السيسي بزيارة تاريخية إلى أنقرة في 4 سبتمبر، وأخيرا، في 19 ديسمبر، قام الرئيس رجب طيب أردوغان بزيارة تاريخية إلى القاهرة، و زار العاصمة الإدارية الجديدة في وقت حرج بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الثمانى.
وقال ان رؤساء الدول والحكومات ووفودهم الذين حضروا مجموعة الثماني اثنوا واحتفوا بالقصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح السفير صالح موطلو شن أنه خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان يوم 14 فبراير، تم إنشاء مجلس التعاون الاستراتيجي بين تركيا ومصر، وعقد الرئيس السيسي الاجتماع الأول لهذا المجلس فى 4 سبتمبر بمشاركة العديد من الوزراء.
وذكر السفير صالح موطلو شن أنه تم التوقيع على 17 اتفاقية في اجتماع المجلس في أنقرة، وقال إن معظم هذه الاتفاقيات كانت حول العلاقات التجارية والاقتصادية والأنشطة التنموية المشتركة. و صرح السفير صالح موطلو شن أن الرئيس رجب طيب أردوغان زار دولة واحدة فقط مرتين في عام 2024، وهي مصر. وقال إن هذا الموقف وحده يكشف الأهمية الكبيرة التي توليها تركيا لمصر.
وأضاف أن مشاركة الرئيس أردوغان في قمة مجموعة الثماني ترجع أيضًا بشكل مباشر إلى حواره الوثيق مع الرئيس السيسى، و مرتبط بالأهمية التى يوليها له واهتمامه بمصر، واعتبر أنها هى خطوة مهمة ترتبط بتطوير العلاقات الثنائية.
وذكر أن كون هذه الزيارة جاءت بعد الأزمة السورية أتاحت الفرصة لتبادل وجهات النظر بشكل متعمق بين البلدين حول القضايا الإقليمية. وعقدت خلال القمة لقاءات بين الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس السيسى، وبين وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الخارجية د. بدر عبد العاطي.
وقال إنه جرت لقاءات ثنائية واستمرت اللقاءات كلا على حدا لما يقرب من ساعة، مما يدل على مدى الأهمية التي تحظى بها التشاور والتنسيق المتعمق بشأن القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار إلى أن تركيا تهتم بوجهات نظر مصر ومواقفها بشأن القضايا الإقليمية، وأنها تتشاور مع مصر في كل قضية إقليمية، وتولي أهمية لأخذ موقف مصر فى الاعتبار.
وأشار السفير صالح موطلو شن إلى أن مصر من أهم المراكز الدبلوماسية في العالم، لافتا انه إنه قد يكون من الصعب أحيانًا على الدبلوماسيين متابعة الاجتماعات والزيارات والمفاوضات والتطورات السياسية والدبلوماسية في القاهرة بسبب هذه السرعة والكثافة.
وفي هذا السياق، قال إنه خلال قمة مجموعة الثماني، أتيحت الفرصة للعديد من الدول لتبادل وجهات النظر بشأن سوريا في مصر، مستفيدة من هذه الفرص المتنوعة.
قال إن تركيا تدعم بشكل كامل أمن واستقرار وتنمية مصر تحت قيادة الرئيس السيسي، فتركيا ومصر تحت قيادة الرئيس السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان، تتلاحمان وسوف يسيرا إلى المستقبل سويا.
وذكر السفير صالح موطلو شن أن الحرب في غزة مستمرة للأسف في عام 2024، وذكر أن تركيا، بالتعاون مع السلطات المصرية، واصلت إرسال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع حتى شهر مايو، أي حتى الهجوم الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي. لكن إسرائيل أغلقت المعبر، وقال إن هذه المساعدات توقفت إلى حد كبير نتيجة احتلال وتدمير المعبر على يد القوات المسلحة الإسرائيلية.
وقال السفير صالح موطلو شن إنه لا يوجد بديل لمسار مصر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والتعافي وإعادة الإعمار، لذا على إسرائيل تسليم المعبر للفلسطينيين و الانسحاب من معبر رفح الحدودي، والانسحاب من ممر فيلادلفيا، وبدء المساعدات الإنسانية والمعابر البشرية تحت السيطرة الفلسطينية على حدود معبر رفح في أقرب وقت ممكن.
وأكد أن تركيا تدعم موقف مصر بشكل كامل بشأن كل من معبر رفح الحدودى وممر فيلادلفيا، من ناحية أخرى، أشار السفير صالح موطلو شن إلى أن مصر في الطليعة و تبذل بكل صدق جهود وقف إطلاق النار بالتعاون مع قطر في عام 2024، وقال إن الإدارة الإسرائيلية، وخاصة رئيس الوزراء نتنياهو، تضع شروط جديدة عندما تتقدم المفاواضات وذلك سعيا منها لمواصلة الحرب، وبسبب هذا لم تحرز أى نتيجة في المفاوضات. ومع هذا فمصر وقطر تواصلان جهودهما بكل عزم.
وقال إن تركيا قدمت المقترحات والتوصيات اللازمة لجميع الأطراف فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وتأمل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.
وقال إنه يتعين على إسرائيل الانسحاب بشكل كامل من غزة، وليس فقط من معبر رفح الحدودي وممر فيلادلفيا، ولكن يجب أيضًا على المجتمع الدولي جمع المساعدات الإنسانية على الفور والبدء في أنشطة التعافي و إعادة والبناء.
وذكر أنهم يدركون جيدا أن نية إسرائيل الحقيقية هي جعل غزة "غير صالحة للحياة" وإجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية. وأشار إلى أن هذا أمر معروف لدى السلطات المصرية. وذكر أنه لا ينبغي لتركيا ومصر والمجتمع الدولي السماح للفلسطينيين بالهجرة الجماعية من خلال جعل غزة "غير صالحة للحياة " وعدم السماح بإعادة إعمار غزة.
وقال السفير صالح موطلو شن أن تركيا شاركت في مؤتمر المساعدات الإنسانية لغزة الذي نظمته مصر في شهر نوفمبر بوفد كبير وأن هذه المبادرة المصرية جاءت في الوقت المناسب للغاية. و ذكر أنه من أجل نجاح الاستعدادات لهذه المساعدات الإنسانية والإنعاش وأعمال البناء الجديدة، من الضروري الضغط على إسرائيل وجميع الأطراف لضمان وقف إطلاق النار غير المشروط في أقرب وقت ممكن.
وقال السفير صالح موطلو شن، إن تركيا ترسل المساعدات الإنسانية بشكل أساسي إلى غزة وسوريا ثم الصومال والسودان. وذكر أنه تم إرسال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية للسودان في الفترة الماضية إلى بورتسودان، وذكر أن منظمات الإغاثة الإنسانية التركية ومنظمات المساعدة الفنية بدأت بالفعل أنشطتها في سوريا. وأكد أن تركيا استضافت ما يقرب من 4 ملايين سوري لمدة 10 سنوات وأن مساعداتها لسوريا والسوريين جعلت تركيا واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال المساعدات الإنسانية. وعندما يعود اللاجئون السوريون بشكل طوعي ومشرف إلى بلادهم، لن تتركهم تركيا وحدهم. وأشار إلى أن مليون سوري يعيشون فى مصر.
وفي هذا السياق، أفاد السفير صالح موطلو شن أنه ينبغى على تركيا وجميع الدول العربية، بما فيها مصر والأردن والعراق والسعودية والإمارات وقطر، مساعدة الإدارة الانتقالية المقامة في سوريا، وتحسسن الظروف المعيشية لإخواننا السوريين الذين سيعودون الى بلادهم من تركيا، الأردن ولبنان ومصر والعراق.
وتابع السفير صالح موطلو شن انه على كافة دول المنطقة ان يتخذ نهجا بناء في الفترة الانتقالية ونحو تشكيل حكومة شاملة تضم جميع شرائح البلاد، بما في ذلك العرب والعلويين والأكراد والتركمان واليزيديين والدروز والمسيحيين، دون النظر الى اللغة والدين والعرق والانتماء العرقي والهوية و ضرورة التعامل مع إدارة المرحلة الانتقالية.
ونوه السفير صالح موطلو شن إلى أن الشعب السوري عانى بما فيه الكفاية، لدرجة أنه أصبح فقيرا وتشرد من دياره واضطر للهجرة إلى الخارج، وأنه من الآن فصاعدا لن تتحمل سوريا أى صراع وعدم استقرار جديد، وبالتالي الجميع وينبغي أن ينتهزوا فرصة هذا العصر الجديد.
وصرح السفير صالح موطلو شن أيضًا أنه لا ينبغي لأى منظمة إرهابية، بما في ذلك داعش ومنظمة YPG , PKK، ان تجد لنفسها ملجأ في الأراضي السورية، ولا ينبغي لها أن تخلق الإرهاب ضد أي بلد في المنطقة وجيران سوريا، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تسبب عدم الاستقرار فى أى دولة اخرى.
وفى هذا السياق، أكد أيضاً أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها وطابعها كدولة عربية تشكل خطوطاً حمراء بالنسبة لتركيا.
وأشار إلى أن ثلاثة ثلثي الأراضي السورية تحتلها عناصر منظمة PKK وYPG الانفصالية التى بيد الإرهابيين الأجانب.
و أدلى السفير صالح موطلو شن بتصريحات بخصوص عام 2025، وذكر أن عام 2025 سيُعتبر الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا الحديثة ومصر الحديثة. وذكر أنهم، كسفارة، يخططون للقيام بأنشطة دينية وأكاديمية للعديد من الثقافات في الذكرى المئوية. وفي ختام حديثه، أكد السفير صالح موطلو شن، أن تركيا ومصر، البلدين الشقيقين، ستواصلان العمل جنبًا إلى جنب ويدًا بيد على طريق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في الفترة المقبلة.
السفير التركى فى مصر خلال اللقاء
جانب من اللقاء
السفير التركى فى مصر خلال لقائه مع الصحفيين المصريين
السفير التركى فى مصر
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.