ارتبط اسم المصممة العالمية جوديث ليبر بالفخامة والرفاهية، وذلك بسبب حقائبها الشهيرة المرصعة بالمجوهرات، حتى أصبحت أيقونة في عالم الموضة.

أتقنت جوديث ليبير صناعة الحقائب بعناية فائقة، واستغرق بعض الحقائب منها عامين للانتهاء من رسمها وتنفيذها وترصيعها بالكريستالات اللامعة، واستمر ذلك حتى وفاتها في 2018.

وفي ذكرى ميلادها، إليك محطات هامة في مسيرتها وأبرز تصميمات الحقائب التي ظهرت بها النجمات، واشتهرت بها جوديث ليبر

بدايات جوديث ليبر من بودابست إلى قمة الفن

وُلدت جوديث في بودابست، هنغاريا، حيث أرسلها والدها إلى لندن لدراسة الكيمياء على أمل أن تكون بعيدة عن أهوال الحرب العالمية الثانية. لكنها عادت إلى هنغاريا قبل اندلاع الحرب، وبدأت مسيرتها المهنية في تصميم الحقائب النسائية في شركة محلية.

أثناء الحرب، هربت مع عائلتها إلى سويسرا، وهناك التقت بالضابط الأمريكي غارسون ليبير، الذي كان أيضاً رساماً موهوباً. تزوجا لاحقاً وانتقلا إلى الولايات المتحدة، حيث بدأت جوديث مشوارها الفريد في تصميم الحقائب.

في أمريكا، اشتهرت جوديث بتصميم حقائب تحمل أشكالاً مميزة كالأصداف، الحيوانات، الفواكه، والحلوى، جميعها مرصعة بأحجار نصف كريمة ملونة ولامعة، وسرعان ما لفتت تصاميمها الأنظار، وأصبحت تُباع في أرقى المتاجر.

ومن بين أوائل من تبنوا إبداعاتها كانت السيدة الأولى مامي أيزنهاور، التي ارتدت إحدى حقائبها، تبعتها باربرا بوش وهيلاري كلينتون. أما في هوليوود، فقد أصبحت حقائبها الخيار الأول للنجمات على السجادة الحمراء. من بين أشهر مقتنيي حقائبها، سيدة الأعمال بيرنيس نورمان التي تمتلك مجموعة تضم 300 حقيبة مينوديير مرصعة بالمجوهرات.

جوائز وتكريمات مستحقة للمصممة جوديث ليبر

حظيت جوديث ليبير بتقدير واسع خلال مسيرتها، وفي عام 1992، نالت جائزة الأكاديمية الأمريكية للإنجازات، وفي عام 1994 منحها مجلس نقابة الموضة الأمريكية جائزة تكريمية لمسيرتها الفنية.

أعلنت اعتزالها التصميم في عام 1998، لكنها استمرت في تلقي التكريمات، ومنها تكريم مؤسسة نيويورك للرفاهية في عام 2008، والتي منحتها لقب أفضل مصممة حقائب مجوهرة. وفي عام 2010، كُرمت بوصفها سيدة مبدعة ذات رؤية ناجحة.

وداع هادئ للمصممة جوديث ليبير

في عام 2018، رحلت جوديث ليبير بهدوء بعد ساعات قليلة من وفاة زوجها غارسون ليبير، تاركة وراءها إرثاً غنياً وإمبراطورية من الفخامة والإبداع في عالم الحقائب.

تصاميمها لا تزال محط إعجاب واقتناء من قبل عشاق الفن والجمال، مُحافظةً على هوية الدار التي أسستها، والتي تظل رمزاً للأناقة والترف.

أجمل  تصاميم حقائب نفذتها دار جوديث ليبير

كشفت دار جوديث ليبير عن مجموعة من أروع تصاميم الحقائب التي تمثل تحفاً فنية فريدة، والتي تأسر الأنظار بتفاصيلها الدقيقة وترصيعها البديع. إحدى أبرز هذه الحقائب هي حقيبة الفطر التي صُممت بناءً على طلب خاص من النجمة كاتي بيري، حيث تمثل نبتة الفطر بأحجار كريستالية حمراء وذهبية وبيج، ومطعمة باللؤلؤ المستدير.

حقيبة الفيونكة تعد إحدى أشهر تصاميم الدار، حيث تتميز بترصيع متدرج مستوحى من ألوان قوس قزح، ومزودة بسلسال قابل للنزع ليتيح خيارات متعددة للتنسيق. ومن بين التصاميم اللافتة، حقيبة سمكة كوي اليابانية التي تتميز بألوانها الساحرة، وترصيعها بأحجار كريستالية أسترالية المنشأ، وتم تنفيذها بعناية في إيطاليا.

ومن بين الابتكارات المميزة حقيبة المنطاد التي تجسد المنطاد الحراري بألوان مستوحاة من قوس قزح، ومزودة بقاعدة معدنية مطعمة بالذهب. أما حقيبة البوظة، فهي تحمل طابعاً مرحاً بتصميمها الذي يمثل البوظة بشكل مقلوب، وترصيعها بأحجار الكريستال الملون، وهي مزودة بسلسال شفاف مزخرف.

تصميم آخر يلفت الأنظار هو حقيبة أحمر الشفاه التي تأتي بقطع كريستال الباغيت اللامعة، وتجسد شكل أحمر الشفاه بأسلوب أنيق يتسع لبطاقة الائتمان ومفتاح السيارة. وفي السياق ذاته، برزت حقيبة الفراشة ضمن مجموعة تحمل لمسات فنية، حيث صنعت من المعدن الذهبي والجلد، ورُصعت بأحجار كريستالية ملونة.

لم تغفل الدار التفاصيل الطريفة في تصميم حقيبة علبة البطاطا التي تجمع بين أحجار الكريستال الذهبي والملون وزخارف بألوان قوس قزح. أما حقيبة الصدف، فهي تعكس أجواء الطبيعة من خلال تصميمها الذي يتألق بأحجار كريستالية بألوان حيادية مثل البيج والعسلي والترابي، مما يجعلها ملائمة للتنسيق مع مختلف الأزياء.