مرصد مينا
يعاني السكان في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، من أزمات متفاقمة أدت إلى تدهور أوضاعهم الإنسانية بشكل مأساوي.
ويعيش الآلاف من النازحين في معسكرات ومناطق نائية في ظروف قاسية، حيث يتمزق الجوع أجساد الأطفال وكبار السن، بينما يعجز المرض عن التفريق بين ضحاياه، متسبباً في وفاة الكثيرين.
في هذا الوضع الكارثي، تحكي حواء، إحدى النازحات، عن معاناة ابنتها فاطمة ذات الثلاث سنوات، التي فقدت قدرتها على الحركة بسبب الجوع الشديد.
تقول الأم:”فاطمة كانت مرحة ومليئة بالحيوية، أما الآن فلا تقدر على الوقوف”. وبدون أدنى شك، الوضع مأساوي، حيث يعيش هؤلاء الأشخاص في انتظار حصص غذائية قليلة، يقتاتون في بعض الأحيان على أعلاف الحيوانات وأوراق الأشجار للبقاء على قيد الحياة.
وتؤكد التقارير من داخل معسكرات النزوح أن الأوضاع الصحية في تدهور مستمر، بسبب نقص الغذاء والدواء، في وقت يعاني فيه الأطفال وكبار السن من البرد القارس والأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
وحسب الناطق باسم منسقية النازحين، آدم رُجال، فقد تفاقمت الأزمة بعد دخول فصل الشتاء، حيث أصبح الجوع مصحوباً بالموت البطيء نتيجة البرد القارس والظروف الصحية الصعبة.
ويقول رُجال:”النازحون يواجهون الموت بأيدٍ مفتوحة، فالجوع والبرد يقضيان على حياتهم يوماً بعد يوم”.
وانتقد رُجال ما سمّاه “صمت العالم” عن إدانة القصف، والتركيز على مخيم واحد من مخيمات النازحين هو مخيم زمزم، وتجاهل مخيم أبو شوك، الذي يضم 200 ألف شخص، فرّ بعضهم إلى منطقة طويلة.
وقال في هذا الصدد: “الأوضاع الصحية في أبو شوك أصبحت أكثر حراجة، بعد قصف المركز الصحي الوحيد العامل في المخيم”.
الحرب التي اندلعت في السودان في أبريل 2023 لم تترك أثراً سوى الدمار والخراب، حيث أن حصار مدينة الفاشر من قبل قوات “الدعم السريع” لم يسهم إلا في تضاعف معاناة السكان، الذين يواجهون الهجمات الجوية والقصف المدفعي في ظل انعدام شبه كامل للمساعدات الإنسانية.
ورغم جهود المجتمع الدولي في محاولة للتخفيف من هذه المأساة، لا يزال الوضع يتدهور، إذ يتم اعتراض قوافل الإغاثة من قبل القوات المتناحرة، ما يؤدي إلى حرمان الآلاف من الطعام والدواء.
وأصبحت الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
النازحون في دارفور يعيشون حالة من الخوف المستمر من الموت، في ظل صمت دولي مستمر لا يحرك ساكناً تجاه ما يحدث، يقول ناشطون في في دارفور.
كذلك، فإن الأوضاع في معسكرات النزوح أصبحت لا تطاق، بينما تتزايد الوفيات بسبب الأمراض المتوطنة والمزمنة، وتهدد المجاعة بتدمير حياة الآلاف الذين ينتظرون الفرج.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.