»»  ✍️محمود جاب الله

(  وكيل بريد طهطا سوهاج)

اليوم تمر علينا الذكرى الواحدة والخمسون لنصر السادس من اكتوبر فقد حققت مصر معجزة بكل المقياس ، ستظل خالدة فى وجدان الشعب المصرى وفى ضمير الأمة العربية .
عند الساعة الثانية يوم 6 أكتوبر المجيد عام 1973.. تغير لون كل شيء فى مصر.. الظلام الحالك السواد تحول إلى بياض ناصع مثل بدر التمام لحظة الاكتمال بسطوع نوره الباهر.. الحزن والانكسار أصبح موجا هادرا من الفرحة والانتصار.. طارت القلوب من الصدور من فرط الفرح بعد طول انتظار ذاق فيه المصريون آلام الانكسار ومرارة الهزيمة. عند الساعة الثانية من هذا اليوم الفارق فى حياة الشعب وتاريخ أمته غنى الطير والشجر والحجر قبل البشر.. تهللت الوجوه التى اكتست بالكآبة ببشارة النصر.

ارتسمت الشوارع والميادين و والأزقة بأجساد ملايين البشر من أطفال ونساء وشباب وشيوخ هذا الشعب الصابر الصامد، وانفجرت ينابيع الفرحة داخل كل بيت وكل مكان فى مصر، تعبيرا عن لحظة العزة واستراد الكرامة.
لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة كرامة استطاعت فيها مصر أن تحقق انتصارا عسكريا على إسرائيل، بل كانت اختبارا حاسما لقدرة الشعب على تخطى كابوس مزعج يؤرق كل المصريين، ومهدت لتحرير واسترداد باقى أراضى الوطن التى سلبها العدو الإسرائيلى.
إن مسئولية تحرير الأرض والمواجهة كانت تقع أكبر أجزائها على القوات المسلحة التى استطاعت أن تثبت أمام العالم كله أنها على قدر المسئولية، حيث حققت انتصارا عسكريا غير مسبوق فى التاريخ، فيما كانت المسئولية الأخرى على البطل الحقيقى وهو الشعب المصرى عندما دفع بأبنائه للقتال وتقديم أرواحهم فداء لتراب الوطن، فلم يخل منزل فى مصر من وجود مصاب أو شهيد.. أن حرب اكتوبر كانت بمثابة شهادة ميلاد لكل المصريين .