قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الأوضاع العالمية اليوم غير مسبوقة في سرعة تلاحقها وعمق تأثيرها وخروجها على المألوف والمعتاد، حيث صار انعدام اليقين سمة غالبة على الاقتصاد العالمي وصار كسر القواعد هو القاعدة والتغير السريع هو الصفة الغالبة.
وأضاف في كلمته أمام مؤتمر العمل العربي، أن هذه التحولات، التي لا يمكن الإحاطة بآثارها وتبعاتها الممتدة وهي لازالت بعدُ قيد التشكيل، موضحا أن التحولات ستلمس الأمم جميعاً، غنيها وفقيرها كما أن آثارها ستمتد حتماً إلى قوة العمل في كافة الدول
وأوضح أن حماية الحق في العمل وتقليل نسب البطالة سيمثل أولوية قصوى لدى جميع الحكومات في المرحلة القادمة.
لقد شهدت طبيعة العمل نفسها تغيرات كبيرة في الفترة الأخيرة، بحسب الأمين العام، حيث اختفت وظائف أو تقلص اسهامها في مقابل بروز أكبر لوظائف أخرى، خاصة في قطاع الخدمات، موضحا أن التحولات الكبرى في التكنولوجيا تجلب معها عادة تغيرات في طبيعة العمل واضطراب – قد يطول أو يقصر – في سوق العمل.
وأضاف هذه حقيقة تاريخية يمكن استخلاصها بسهولة من عملية التحول من المجتمعات الزراعية إلى الصناعية، والتي صحبتها آلام وتغيرات كابدتها الأغلبية العظمى من المجتمعات.
وقال أبو الغيط إنه لما كان العالم يخوض عملية تحول تكنولوجي مماثلة – إن لم تكن أبعد في مداها وأخطر في أثرها – فإن من المتوقع أن يصحب هذه العملية تحولات في طبيعة العمل والوظائف، مشيرا إلى البروز المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي والذي يشكل من دون شك مخاطر على معدلات التوظيف يتعين على كل المهتمين بشئون العمل والعمال الانتباه لها، خاصة عندما تدخل هذه التقنيات الشاملة الاستخدام إلى شتى المجالات، وتعيد تشكيل عمليات الإنتاج في الصناعة والخدمات وفي الصحة والتعليم وغير ذلك من أوجه النشاط البشري.
وشدد على أن الاستعداد لهذه الثورة، التي بدأت بالفعل، يعد فرض عين من أجل تقليل المخاطر، وجلب المكاسب الممكنة، مؤكدا أنه علينا أن نضع نصب أعيننا دائماً العنصر البشري الذي هو أصل عملية الإنتاج وهدف أي سياسة تنموية، حيث يبقى الدفاع عن حق العمل ضرورة ملحة ولكن التخطيط بعيد المدى لابد أن يشمل عناصر مختلفة للتعامل مع موجة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الجديدة خاصة في مجال التحول الرقمي ومن بينها المرونة في إعادة توجيه العمال نحو الوظائف الجديدة بكل ما يقتضيه ذلك من برامج لإعادة التأهيل والتدريب.
وإذا كانت طبيعة العصر هي التغير السريع، بحسب أبو الغيط، فالتكيف والمرونة تصبح مبادئ أساسية في وضع سياسات العمل.
وقال "لا شك أن التشريعات والتنظيمات النقابية في البلدان العربية عليها أيضاً أن تتكيف مع هذه التغيرات المتسارعة بعقل مفتوح واستشراف متبصر للمستقبل، مع إصرار متواصل في الدفاع عن حق كل فرد في العمل، ومواجهة بطالة الشباب على نحو خاص باعتبارها من أخطر الآفات الاجتماعية والسياسية."
وفي ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والتي تستهدف نزعه من أرضه وسلخه من وطنه، وجه الأمين العام التحية والتقدير لمنظمة العمل الدولية وأيضاً نظيرتها العربية لجهودهما المشتركة الصادقة التي أفضت إلى حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في المنظمة الدولية في 4 نوفمبر الماضي آملا أن تتواصل الجهود لاعتماد القرار بشأنها نهائي في مؤتمر العمل الدولي المقرر عقده خلال شهر يونيو المقبل، حيث يمنح هذا القرار ولأول مرة فلسطين حق المشاركة الكاملة في هياكل منظمة العمل الدولية كافة وستشارك فلسطين خلال هذا العام بوفد رسمي ثلاثي مكون من ممثلين عن الحكومة والعمال وأصحاب العمل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.