عقارات / متر مربع

ميلاد فليفل يتساءل : ماذا لو عاد المسيح اليوم

ماذا لو عاد المسيح ؟
ميلاد فليفل

لطالما شغلني تسأل العقاد المذهل في كتابه الرائع عبقرية المسيح إذ يقول “لو عاد السيد المسيح اليوم لوجد كثيرًا يصنعه ويعيد صنعه، ولصنع كثيرًا بين أتباعه، ومن يعملون باسمه، ويتواصون بوصاياه”

يحتفل المسيحيون في العالم اليوم بأحد الشعانين أو أحد السعف وهو ذكرى دخول المسيح إلى أورشليم لأول مرة كملك متوج إذ التف حوله وجهاء مجتمعه وعامة الشعب وفرشوا في طريقه سعف النخيل وقمصان ملابسهم أرادوه أن يكون ملكا ينقذهم من اضطهاد وظلم الرومان لهم ,

ومع تأمل العقاد الرائع دعونا نتصور لو عاد المسيح إلى أورشليم اليوم  في ظل هذه الحرب المؤسفة ترى في أي جانب سوق يقف ؟ بالطبع سيقف بجانب الضعفاء والمظلومين، سيكون صوتا لمن لا صوت لهم تماما مثلما عاش منذ أكثر من ألفي عام, فعالم الأمس الذي عاش فيه المسيح وبكت فيه الكتبة والفريسيون على حرصهم على الظاهر دون الباطن وحرصهم على الاهتمام بالمظهر دون الجوهر لا يختلف كثيرا على عالم اليوم , 

 

وإنسان الأمس الذي حاول فيه المسيح أن يكون ضميره هو حكمه وهيكله هو قلبه لا يختلف كثيرا عن إنسان اليوم بنفس شروره وتعاليه

وفي إحدى روايات ديستوفيسكي تخيل بالفعل أن المسيح قد عاد إلى الأرض  في إشبيلية إسبانيا في أحد عصور التفتيش، فإذا بالعامة تلتف حوله وإذ بالمظلومين والمنبوذين  يتخذون منه ملاذا آمنا، يجالس العشارين والخطاة ويعود فيتخذ من المرذولين تلاميذ وأولياء،

 

في ظل التفات العامة حوله يتقدم منه رئيس محكمة التفتيش، يسوع حافي القدمين بملابس رثة، والمفتش بعباءته المطرزة بالذهب والصولجان في يديه، ويأمر حراسه بأن يلقوه في السجن، وفي غمرة الظلام يتقدم منه المفتش قائلا ” يا رب لماذا جئت؟! أعرف أنك المسيح، أعرفك تمام المعرفة ولكني استعجب سبب مجيئك
يكمل رئيس محكمة التفتيش – الذي كان عجوزا تجاوز التسعين-بأن الزمن قد اختلف، ويتوعد المسيح بأنه إذا عاد مجددا سوف يحكم عليه، ويكمل ديوستفيسكي قصته بأنه قد مضى المسيح حزينا
.
حقا لو جاء المسيح إلى العالم اليوم، هل يكون سبب مجيئه أنه عاد يرسي مملكة الضمير في النفس الإنسانية، هل عاد إلى نشر الحب ويحرر المأسورين ويجدد الرجاء للزناة والخاطئين، هل سيكون سبب مجيئه أنه جاء يدعو مجددا بأن إذا كان لك ثوبان فأعطي واحدا لأخيك. 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا