انخفضت عوائد السندات العالمية إلى حد كبير الخميس، متعافية من موجة بيع خالفت الاتجاه السائد، حيث اكتسبت زخماً مع تخلي المستثمرين عن الأسهم بحثاً عن أصول أكثر أماناً في أسبوعٍ شهد تقلباتٍ تاريخية في الأسواق، مدفوعةً بسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرسوم الجمركية.
ووصف محللون التطور الأخير في حرب التعريفات، بأنه «صفقة ترامب»، أي التدخل لوقف تحركات السوق، والذي أدى إلى واحدةٍ من أقوى ارتفاعات «وول ستريت» على الإطلاق.
وانزلق عائد سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار 10 نقاط أساس، في حين انخفض العائد لأجل 30 عاماً بمقدار 7 نقاط أساس، أما عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، التي يقول الاقتصاديون إنها عانت من أقوى فترات التقلب منذ عقدين، فتراجع بمقدار 11 نقطة أساس.
وشهدت عائدات السندات في أماكن أخرى تحولاً ملحوظاً أيضاً هذا اليوم مع انتعاش أسواق الأسهم في أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ. فارتفعت عائدات السندات الألمانية بشكل عام بعد استفادتها في وقت سابق من الأسبوع من اللجوء إلى الملاذات الآمنة. وصعد العائد لأجل عامين هناك بمقدار 11 نقطة أساس، فيما ارتفع عائد سندات العشر سنوات بـ 5 نقاط أساس.

التقلبات

وصرح كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي، بأن التقلبات في سوق السندات لم تكن سبباً مباشراً لتعليق ترامب للتعريفات الجمركية، ولكنها على الأرجح عجّلت باتخاذ القرار.
وقال هاسيت: «كان كل شيء يسير بشكل منظم. ولا شك في أن سوق سندات الخزانة الأمريكية أمس جعل قرار التحرك لتعليق التعريفات 90 يوماً أكثر إلحاحاً. لكن القرار كان سيأتي بكل الأحوال».
وانجرفت المملكة المتحدة، التي تعاني مخاوف المستثمرين بشأن توقعاتها المالية، بشكل خاص في خضم الاضطرابات هذا الأسبوع. وانخفض العائد على سنداتها لأجل 30 عاماً بمقدار 19 نقطة. وهو الذي ارتفع الأربعاء بما يصل إلى 30 نقطة أساس، وأغلق صعودياً بنحو 25 نقطة أساس مسجلاً أعلى مستوى إغلاق له منذ عام 1998.
في آسيا، اتسمت تحركات سوق السندات باستقرار نسبي. وارتفعت عوائد السندات اليابانية لأجل 10 سنوات وسنتين بمقدار 7 و5 نقاط أساس على التوالي الخميس، مع إقبال المستثمرين على شراء الأسهم.
وقال جون هيغينز، كبير الاقتصاديين في الأسواق في «كابيتال إيكونوميكس»، إن أحد أسباب انعكاس اتجاه سوق السندات هو إعادة تقييم متجددة لمسار السياسة النقدية. وبالنظر إلى الكثير من التقلبات الأخيرة المرتبطة بسوق الأسهم، فقد تظل التحركات أعلى من المعتاد، مع الأخذ في الحسبان عدم الوضوح بشأن المستقبل.