منح القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتعليق الرسوم الجمركية الكبيرة التي فرضها على عشرات الدول فرصة لأسواق الأسهم العالمية لتنفس الصعداء، الخميس، وذلك رغم تصعيده للحرب التجارية مع الصين.
وجاء قرار ترامب الذي أذهل الجميع، أمس الأربعاء، والذي أعلنه بعد أقل من 24 ساعة على دخول تطبيق الرسوم الهائلة على معظم الشركاء التجاريين لبلاده حيز التنفيذ، في أعقاب أشد نوبة من التقلبات في الأسواق المالية منذ الأيام الأولى لجائحة «كوفيد-19».
ومحت التقلبات تريليونات الدولارات من أسواق الأسهم، وأدت إلى ارتفاع مثير للقلق في عوائد السندات الحكومية الأمريكية، وهو الأمر الذي بدا أنه ما استرعى انتباه ترامب.
وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بعد قرار ترامب؛ إذ أغلق المؤشر ستاندرد أند بورز 500 الرئيسي مرتفعاً 9.5 في المئة، وانتقلت حالة الارتياح للأسواق الآسيوية، اليوم الخميس، وصعد المؤشر نيكي الياباني بأكثر من ثمانية في المئة.
كما شهدت العقود الآجلة الأوروبية هي الأخرى مكاسب كبيرة، لكن هناك بالفعل مؤشرات على أن هذا الارتفاع قد يكون قصير الأمد، وسط انخفاض تداولات العقود الآجلة للأسهم الأمريكية. وهبطت أسعار النفط بنحو واحد في المئة، مواصلة اتجاهها نحو النزول الذي تغذيه المخاوف من أن التوتر التجاري قد يدفع الاقتصاد العالمي نحو ركود.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني، هدد ترامب مراراً بفرض مجموعة من الإجراءات المضادة على شركائه التجاريين، قبل أن يلغي بعضها في اللحظات الأخيرة. ويثير هذا النهج المتقلب قلق قادة العالم ويربك كبار رجال الأعمال.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن التراجع كان هو الخطة الأساسية لإجبار الدول على الجلوس على طاولة المفاوضات. إلا أن ترامب أشار لاحقاً إلى أن حالة الذعر التي سادت الأسواق منذ الإعلان عن الرسوم هي التي أثرت على تفكيره.
لكنه واصل الضغط على الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم وثاني أكبر مُورد للولايات المتحدة. ورفع ترامب بأثر فوري الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125 في المئة من مستوى 104 في المئة الذي دخل حيز التنفيذ أمس الأربعاء.
وقال رئيس أكبر رابطة للتجارة الإلكترونية في الصين، إن الشركات الصينية التي تبيع منتجاتها على أمازون تستعد لرفع أسعارها في الولايات المتحدة أو الخروج من هذه السوق بسبب «الضربة غير المسبوقة».
وقد ترد بكين بالمثل مجدداً بعد فرض رسوم جمركية نسبتها 84 في المئة على الواردات الأمريكية، أمس الأربعاء، رداً على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب سابقاً. وتتعهد بكين مراراً «بالقتال حتى النهاية» في الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقال ترامب، إن التوصل إلى حل مع الصين بشأن التجارة أمر ممكن أيضاً. لكن مسؤولين قالوا إنهم سيعطون الأولوية للمحادثات مع دول أخرى، من بينها فيتنام واليابان وكوريا الجنوبية، التي تتطلع إلى إبرام اتفاقات.
وأضاف ترامب، «الصين تريد إبرام اتفاق، لكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك».
وقالت بكين، إنها أجرت محادثات مع الاتحاد الأوروبي وماليزيا بشأن تعزيز التجارة في ظل هذا التوتر، فيما قالت أستراليا، إنها رفضت عرضاً من الصين شريكها التجاري الأكبر للعمل معاً في مواجهة الرسوم الجمركية.
وساهمت آمال الدعم الحكومي في دعم الأسهم الصينية، اليوم الخميس، حتى مع انخفاض عملتها اليوان إلى أضعف مستوى منذ الأزمة المالية العالمية.
وخفض بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى أربعة في المئة في 2025 من 4.5 في المئة في توقعات سابقة، وعزا ذلك إلى التداعيات السلبية للرسوم الجمركية.
ولن يكون تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية المفروضة على دول أخرى نهائياً. وقد أعلن البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 10 في المئة على معظم الواردات الأمريكية ستظل سارية. ولا يبدو أن هذا الإعلان سيؤثر في الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل على السيارات والصلب والألمنيوم. كما لا ينطبق تجميد الرسوم لمدة 90 يوماً على الرسوم الجمركية التي تدفعها كندا والمكسيك.
«رويترز»
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.