عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

.. خط الدفاع الأول للمجتمع

احتفلت أمس ب»يوم الصحة العالمي»، الذي أقيم هذا العام تحت شعار «بداية صحية لمستقبل واعد»، للتركيز على تعزيز صحة الأمهات والمواليد لضمان مستقبل صحي للأجيال القادمة.
الاحتفاء جاء وسط إطلاق منظمة الصحة العالمية حملة بعنوان: «بداية صحية لمستقبل واعد»، بهدف حث الحكومات والمجتمع الصحي في العالم، على تكثيف الجهود، لإنهاء وَفَيات الأمهات والمواليد التي يمكن منها.
القطاع الصحي بالدولة احتفى بهذه المناسبة، عبر أنشطة توعوية وفعاليات بالشراكة مع الجهات المعنية للإضاءة على أهمية صحة الأم والطفل، خاصة خلال الحمل والولادة.
وأكد عوض صغيّر الكتبي مدير عام هيئة الصحة في دبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحظى بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، برؤية استثنائية تضع صحة الإنسان وجودة حياته في مقدمة الأولويات الوطنية، وهي رؤية تترجمها الجهات الصحية على مستوى الدولة إلى استراتيجيات وخطط استباقية تعزز الصحة العامة للسكان، وتركز على الوقاية قبل العلاج.
وأضاف في تصريح بمناسبة «يوم الصحة العالمي» الذي يصادف 7 إبريل من كل عام، أن هيئة الصحة في دبي، تترجم هذه الرؤية إلى مبادرات واستراتيجيات مبتكرة، تستند إلى التحول الرقمي، والتقنيات الذكية، وحلول الذكاء الاصطناعي، بما يعزز جودة الخدمات الصحية، ويمنح الأفراد القدرة على متابعة صحتهم واتخاذ القرارات الوقائية المناسبة، مشدداً على أن الوقاية لم تعد خياراً، بل أصبحت أولوية متقدمة تقوم عليها أنظمة الرعاية الصحية المتطورة، وهي مفتاح الاستدامة في القطاع الصحي.
وقال إنه في يوم الصحة العالمي، نجدد الالتزام الراسخ بتعزيز الصحة العامة، ورفع الوعي بأهمية الوقاية كخط الدفاع الأول لصحة المجتمع، وهو التزام يعزز مسيرة الدولة التي خطت خطوات سبّاقة في بناء منظومة صحية متكاملة، لا تقتصر على تقديم الخدمات العلاجية فحسب، بل تمتد إلى خلق بيئة داعمة لأنماط الحياة الصحية، وتعزيز الوعي المجتمعي بالممارسات التي تقي من الأمراض وتحدّ من انتشارها.
وأضاف أن تعزيز الصحة العامة مسؤولية مشتركة، تتطلب تكامل الجهود بين جميع القطاعات، وتعاون الأفراد مع المؤسسات الصحية، لاعتماد وتبني سلوكيات وأنماط صحية تقلّل من المخاطر وترفع من مستوى جودة الحياة، ومن هذا المنطلق، فإن هيئة الصحة في دبي ماضية في تطوير السياسات والمبادرات التي تدعم صحة المجتمع، وتسهم في ترسيخ مكانة دبي كواحدة من أفضل مدن العالم في الرعاية الصحية والرفاه الصحي.
وأكد أن الاستثمار في الوقاية هو الاستثمار الأذكى لمستقبل أكثر صحة، وأن بناء مجتمع قوي ومستدام يبدأ من صحة أفراده، فيما ستواصل دولة الإمارات ريادتها في هذا المجال، لضمان بيئة ونظام صحي أكثر كفاءة واستدامة، يعزز سعادة الإنسان وجودة حياته.
جودة الرعاية
ودعت جامعة الدول العربية، إلى تكثيف الجهود العربية المشتركة، لتحسين جودة الرعاية الصحية خاصة للأمهات والمواليد.
جاء ذلك في بيان أصدرته الجامعة، بمناسبة الاحتفال ب«يوم الصحة العالمي» الذي يُقام هذا العام تحت شعار: «بداية صحية لمستقبل واعد».


وشددت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، في البيان، على أهمية التركيز على الحد من الوفيات التي يمكن تفاديها بين الأمهات والأطفال حديثي الولادة، خاصة في المناطق التي تعاني ضعفاً في الخدمات الصحية، مؤكدة ضرورة إيجاد استجابة مستدامة وفعالة لضمان تحسين جودة الرعاية أثناء الحمل والولادة وما بعدها.
وأضافت أن يوم الصحة العالمي يُعد مناسبة لتجديد الالتزام العالمي بقضايا الصحة العامة، مشيرة إلى أنه يتزامن مع ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية، ويمثل فرصة لنشر الوعي وتعزيز الجهود من أجل مستقبل صحي للجميع.
وأوضحت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، أن شعار هذا العام يعكس دعوة صريحة للحكومات والمؤسسات الصحية، لبذل مزيد من الجهد للحد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها، إلى جانب إعطاء الأولوية لصحة النساء بشكل مستدام.
وحثّت على أهمية التوعية بالممارسات الصحية السليمة، داعية إلى الاستثمار في صحة الأمهات والمواليد وزيادة التمويل المخصص للخدمات الصحية المقدمة لهم، مشيرة إلى أن الإحصائيات العالمية المتعلقة بوفيات الأمهات والمواليد «مقلقة وتتطلب تحركاً عاجلاً».
وأكدت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، ضرورة تطوير الكوادر الطبية، وتوفير التدريب والتأهيل اللازمين، لضمان تقديم خدمات صحية شاملة وذات جودة عالية.

من جانبها، أكدت الدكتورة فاطمة الكعبي، مدير عام مؤسسة الإمارات للدواء، بمناسبة يوم الصحة العالمي، أن المؤسسة تواصل جهودها المتميزة في ترسيخ الأمن الدوائي الوطني وتعزيز سلامة وجودة المنتجات الطبية، بالتنسيق مع الشركاء، لتشكيل مشهد الرعاية الصحية المستدامة، بما يتماشى مع الرؤية الاستشرافية للقيادة الحكيمة في بناء منظومة صحية مزدهرة ومرنة تخاطب المستقبل، وبما ينسجم مع شعار منظمة الصحة العالمية هذا العام «بداية صحية لمستقبل واعد».
وقالت: «نستلهم في مؤسسة الإمارات للدواء من الرؤية الطموحة للدولة، لتعزيز قطاع العلوم الدوائية المعزز بالتقنيات الحديثة، والذي يشكل ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الدوائي ودعم ازدهار الصناعات الطبية الوطنية. وبناء إطار تنظيمي يدعم البحث والتطوير والابتكار محلياً، ما يعزز حضور دولة الإمارات بصفتها مركزاً رائداً للرعاية الصحية».
ولفتت د. فاطمة الكعبي إلى أن المؤسسة تتبنى أحدث التقنيات الرقمية الناشئة، مع التركيز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز ابتكار المنتجات الطبية وتطوير منصات ذكية لحوكمة المنتجات الطبية، بما يتماشى مع نهج التحول الرقمي. والتعاون مع الهيئات التنظيمية الدولية لتبادل المعرفة ومواءمة القوانين، مع تشجيع تطوير أدوية وأجهزة طبية ذات بصمة بيئية منخفضة، وجددت التزام المؤسسة بدعم منظومة الصحة المستدامة في دولة الإمارات، والعمل على تحقيق الأمن الدوائي وضمان استدامة واستمرارية العلاجات الآمنة والفعالة.
صحة الأمهات
من جانبه، قال البروفيسور حميد عبيد بن حرمل الشامسي استشاري ومدير خدمات الأورام في برجيل القابضة، إن يوم الصحة العالمي، الذي يصادف 7 أبريل من كل عام، يعد مناسبة عالمية لتسليط الضوء على القضايا الصحية المهمة، لافتا إلى أنه خلال عام 2025، تنطلق حملة عالمية تمتد لمدة عام كامل للتركيز على صحة الأمهات والمواليد.
وأوضح أن هذه المبادرة تعكس التزاماً دولياً بتحسين رعاية الأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة، مما يعزز فرصهم في حياة صحية وآمنة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تعد نموذجاً رائداً في تقديم خدمات رعاية صحية متكاملة للأمهات والمواليد، من خلال استراتيجيات ومبادرات طموحة تهدف إلى تحقيق أعلى معايير الصحة والرفاهية.
وأضاف أن دولة الإمارات شهدت تطوراً كبيراً في نظامها الصحي، حيث أصبحت واحدة من الدول التي تحقق معدلات منخفضة في وفيات الأمهات والمواليد، بفضل الجهود الحثيثة التي تبذلها الجهات الصحية لضمان سلامتهم، لافتا إلى أنه تم إنشاء مراكز طبية متخصصة في صحة المرأة والطفل، تزوَّد بأحدث التقنيات الطبية، وتقدم خدمات شاملة تشمل رعاية الحمل والولادة، وبرامج الفحص المبكر، والتطعيمات الضرورية للمواليد، مما يعزز جودة الرعاية الصحية.
وذكر أن الإمارات تعتمد على نهج استباقي في الكشف المبكر عن المشكلات الصحية التي قد تواجه الأمهات أو المواليد، حيث يتم توفير الفحوص الطبية الدورية التي تساعد في اكتشاف المضاعفات المحتملة مبكراً ومعالجتها بفاعلية، كما أن التطعيم الوطنية تضمن حماية المواليد من الأمراض المعدية، مما يسهم في تعزيز صحتهم ونموهم السليم.
دعم نفسي
وقال إنه إدراكاً لأهمية الصحة النفسية خلال فترة الحمل وبعد الولادة، توفر الإمارات برامج دعم نفسي متكاملة للأمهات الجدد، مما ينعكس إيجاباً على صحة الطفل والأسرة بشكل عام.
وأضاف أن الدولة استثمرت في تطوير المرافق الصحية الخاصة بصحة الأمهات والمواليد، حيث تم تجهيز المستشفيات والمراكز الطبية بأحدث الأجهزة والتقنيات التي تتيح تقديم رعاية متطورة للأم والجنين، وتخضع الكوادر الطبية في هذه المؤسسات لتدريبات مستمرة، لضمان تقديم أعلى مستويات الرعاية وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وأسست الدولة مرافق متخصصة للأمهات والأطفال.
وأوضح أنه مع انطلاق الحملة العالمية لصحة الأمهات والمواليد في يوم الصحة العالمي 2025، تؤكد دولة الإمارات التزامها بمواصلة جهودها في هذا المجال، لضمان حصول كل أم وطفل على رعاية صحية متكاملة وآمنة، مؤكدا أن الاستثمار في صحة الأجيال القادمة لا يُعتبر مسؤولية طبية فحسب، بل هو التزام مجتمعي يعزز استدامة التنمية، ويضمن بناء مجتمع أكثر صحة وازدهاراً.
بنية تحتية
أيضا، أكد الدكتور محمد الحوقاني، أمين عام المعهد الوطني للتخصصات الصحية، أن دولة الإمارات رسخت على مدى العقود الماضية، مكانتها في طليعة الدول التي تولي صحة الأم والطفل اهتماماً استراتيجياً، فقد وفرت برامج توعية شاملة تُعزز من معرفة الأمهات بالحمل الآمن والرضاعة الطبيعية، بجانب تطوير بنية تحتية صحية متكاملة، ما أسهم في تراجع معدلات وفيات الأمهات والمواليد إلى مستويات تُعد من الأدنى في المنطقة.


وأضاف، في تصريح له بمناسبة يوم الصحة العالمي، أنه من أبرز مقومات هذا النجاح، تركيز دولة الإمارات على تطوير الكوادر الصحية، إذ يلعب المعهد الوطني للتخصصات الصحية دوراً محورياً في قيادة وتنظيم التدريب الطبي التخصصي في الدولة، ومنذ تأسيسه اعتمد برامج الإقامة والزمالة والامتياز، ونفّذ تقييمات معرفية وسريرية بمعايير عالمية، لتأهيل كفاءات وطنية عالية الجودة تدعم استدامة النظام الصحي. وأكد أن دولة الإمارات تواصل التزامها ببناء مجتمع صحي، متماسك، وطموح، تكون فيه البداية الصحية حجر الأساس لمستقبل واعد لكل فرد في هذا الوطن المعطاء، مشيراً إلى أن الإمارات أصبحت نموذجاً رائداً في رعاية الأمهات والمواليد.
وأوضح أن يوم الصحة العالمي يركز في 2025 على صحة الأمهات والمواليد تحت شعار: «بداية صحية لمستقبل واعد»، إيماناً بأن العناية بالمرأة والطفل منذ اللحظات الأولى تُشكل حجر الأساس لمجتمعات سليمة ومستدامة.
وأشار إلى أنه في خطوة وطنية داعمة لهذا التوجه، أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن عام 2025 هو «عام المجتمع» تحت شعار «يداً بيد»، بهدف تعزيز الترابط الأسري والمجتمعي، وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة في التضامن والطموح والانفتاح.
تقدم حقيقي
كما قال يوسف الذيب الكتبي، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتأهيل، بمناسبة يوم الصحة العالمي إن «التقدم الحقيقي في مجال الصحة العامة ينبع من قوة وترابط مجتمعنا، فعندما نبني بيئات داعمة للتعاون، يقوم فيها الأفراد بواجبهم تجاه بعضهم، يصبح تعزيز الصحة مسؤولية مشتركة، وليس مجرد دور فردي».
وأضاف: «ندرك في المركز الوطني للتأهيل أن التعافي لا يقتصر على العلاج فحسب، بل يشمل استعادة الروح المعنوية، والعودة إلى الحياة الطبيعية، والمساهمة في تعزيز الروابط الاجتماعية التي تشكل ركائز أساسية في مواجهة التحديات».
وتابع: «في ظل احتفائنا بيوم الصحة العالمي، خلال عام المجتمع، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نجدّد التزامنا بإطلاق مبادرات صحية شاملة قائمة على أسس علمية، تهدف إلى تمكين الأفراد، وتعزيز دور الأسر، وتقوية النسيج الاجتماعي، فالمجتمع الأكثر صحة هو الأكثر ترابطاً وتسامحاً وقوة، وهذه هي الركيزة الحقيقية للتقدم والتنمية المستدامة».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا