اقتصاد / صحيفة الخليج

رسوم ترامب تشعل أسعار الذهب.. كيف استقبل المعدن الأصفر القرارات الجمركية؟

سجل انهيار أسواق المال العالمية أمس الخميس لحظة استثنائية، التي على الرغم من اعتيادها على التقلبات الكبيرة، فإنه نادراً ما تتفاعل بهذه القوة مع إعلان رئيس أمريكي عن سياسة اقتصادية جديدة.
استخف دونالد ترامب ومستشاروه باضطرابات السوق وتوقعوا أن الأسهم ستتعافى في نهاية المطاف، حيث قال ترامب يوم التحرير بالتزامن مع إعلانه تعريفات جمركية جديدة على عدة دول: «الأسواق ستزدهر، والبلاد ستزدهر».
ولم ينهِ ترامب تصريحاته إلا واجتاح أسواق العالم تسونامي خسائر فرضه تعريفة أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات، إضافة إلى ضرائب إضافية على سلع من عدد من الدول المحددة.
ورفعت هذه الخطوة إجمالي الرسوم الجمركية على المورد الأكبر للولايات المتحدة وهي إلى 54%.
وفي وقت كانت الأسواق تعاني فيه بالفعل حالة عدم يقين، مثلت الرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب تحدياً جديداً لآفاق المستثمرين والاقتصاديين.
توقع بعض الاقتصاديين أن تؤدي هذه الرسوم إلى ارتفاع التضخم وبالتالي بقاء أسعار الفائدة مرتفعة، خاصة بعد رفض رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول طلب ترامب بخفض أسعار الفائدة.
ولكن يراهن المستثمرون على أن الصدمة التي ستصيب الاقتصاد ستجبر الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع عاجلاً أو آجلاً، وهو الأمر الذي سيعزز صعود الذهب.

تهافت المستثمرون على بيع الذهب بعد تصعيد ترامب التجاري


كانت علامات القلق واضحة أيضاً في الارتفاع السريع الذي شهدته أسعار الذهب، الذي صعد بالتزامن مع المخاوف من التضخم بداية عام 2025.
فقد دفعه المستثمرون للارتفاع بنسبة 19% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2025،
في أكبر ارتفاع فصلي له منذ عام 1986، بحسب صحيفة فاينانشيال اكسبريس.
وتم تداول الذهب أمس بأكثر من3100 دولار للأونصة، في حين قفز أحد المؤشرات السوقية لتوقعات التضخم خلال عام واحد إلى نحو 3.5%.
ويحاول الذهب عدم الهبوط دون مستوى 3100 دولار للأونصة، وقد وصل إلى هذا المستوى لحظة كتابة هذا التقرير، مع استقرار حركة السعر خلال اليوم.
وتمكّن الذهب من تجنب انهيار كامل عبر تقليص خسائر أمس الخميس، التي بلغت في لحظة ما أكثر من 2.50%، لينهي اليوم بخسارة طفيفة بلغت 0.65% فوق مستوى 3115 دولار.
ويبدو أن الضغوط البيعية التي شهدها الذهب خلال جلسات تداول الخميس، بدأت تتلاشى بعد أن فرضت الصين رسوماً جمركية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية اعتباراً من 10 إبريل.

أهم المحركات في سوق الذهب


رد الصين على الرسوم الجمركية الأمريكية بفرض رسوم بنسبة 34% على البضائع الأمريكية بدءاً من 10 إبريل.
أداة CME FedWatch أشارت إلى احتمالية بنسبة 33.2% لخفض سعر الفائدة في مايو، بينما لا تتجاوز فرص تثبيت الفائدة 9.4% في يونيو، ما يجعل الخفض السيناريو الأكثر ترجيحاً.
تزداد التوقعات بأن الولايات المتحدة قد تدخل في مرحلة من الركود التضخمي (stagflation)، وفي هذه الحالة، سيستفيد الذهب بشكل كبير، وفقاً لـرويترز.

التحليل الفني لسعر الذهب: صعود أم هبوط؟


يُعتبر التراجع الأخير في سعر الذهب يوم الخميس نتيجة طبيعية لجني الأرباح بعد موجة الارتفاع، ما يفتح المجال أمام فرص جديدة للشراء.
وسيتحول الذهب مرة أخرى نحو الارتفاع نتيجة القلق التجاري ومخاوف الركود أو الركود التضخمي.
صعوداً: يجب استعادة نقطة للتداول اليومي عند 3112 دولاراً قبل محاولة اختبار الذروة التاريخية التي سجلها سعر الأونصة عند 3167 دولاراً أمس.
هبوطاً: يمثل سعر 3057 دولاراً للأونصة أدنى نقطة، وتسبّب ارتداد السعر أمس الخميس، من ظهور مخاوف الوصول لمستوى الهبوط التالي عند 3 آلاف دولار، ما يجعله حداً فاصلاً في مستقبل أسعار الذهب إذا استمر الضغط البيعي.

كيف تتفاعل أسعار الذهب مع رسوم ترامب الجمركية؟


تراجعت أسعار الذهب في السوق الآجلة خلال جلسة صباح يوم الجمعة، 4 إبريل، وسط تقلبات في مؤشر الدولار وضعف الطلب الفعلي واتجاهات البيع للرغبة في جني الأرباح وتعويض خسائر الأسهم.
تم تداول عقود الذهب في بورصة MCX لشهر يونيو 5 منخفضة بنسبة 0.59% لكل 10 جرامات.
ومن المرجح أن يكون هذا هو الحد الأعلى ليوم الجمعة، مع وجود مقاومة قوية عند سعر 3170 دولاراً تعزز من صعوبة اختراق هذا المستوى.
وانخفضت أسعار الذهب العالمية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدابير الرسوم الجمركية، في 2 إبريل.
ولكن من المتوقع أن يرتد نحو الصعود بسبب الاقتصادية العالمية غير المستقرة.
ومع زيادة القلق حول الرسوم الجمركية، وعدم الاستقرار الجيوسياسي، وضعف الدولار الأمريكي، من المحتمل أن يلجأ المستثمرون إلى الذهب كوعاء استثماري آمن، إضافة إلى التوقعات السلبية للأسواق المالية، قد تظل أسعار الذهب مرتفعة طوال عام 2025.

ترامب يشعل أسعار الذهب..توقعات المحللين لمحفظتك الاستثمارية


دعم جون ميلز، محلل الأسهم في Morningstar، فكرة ارتفاع أسعار الذهب، حيث يتوقع المزيد من الصعود سواء استقر الفيدرالي الأمريكي على خفض الفائدة أو لا.
وفقاً لميلز، تم تعديل توقعات أسعار الذهب إلى 3,170 دولاراً للأونصة من عام 2025 إلى 2027، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت 2,810 دولاراً.
يعود ذلك التوقع الإيجابي إلى الضغوط التضخمية وارتفاع التكاليف في صناعة الذهب.

حركة أسعار الذهب في المدى القصير


قد يواجه الذهب تقلبات بسبب ضغوط البيع على المدى القصير بهدف جني الأرباح.
وإذا انخفضت الأسعار تحت مستويات الدعم الرئيسية، من الممكن أن تهبط إلى ما دون 3 آلاف دولار للأونصة، وفقاً لبلومبرغ.
إذا بقيت الأسعار فوق مستوى 3,070 دولاراً، فمن المحتمل أن تشهد انتعاشاً إلى 3,200 دولار للأونصة.
كشفت هذه التحليلات إلى أن 3,070 دولاراً هو مستوى دعم حاسم للذهب، ومن المرجح أن تشهد الأسعار تقلبات حول هذا المستوى في المدى القصير.

هل تستمر موجة ارتفاع الذهب مع الركود العالمي؟


من المتوقع أن يستفيد الذهب من عدم اليقين العالمي، بما في ذلك الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتضخم، وعدم الاستقرار الجيوسياسي.
تبقى التوقعات طويلة المدى لأسعار الذهب إيجابية، مع توقعات بارتفاع الأسعار في المدى القصير، وقد يواجه الذهب بعض التقلبات، ولكن وضعه كملاذ آمن من المرجح أن يدعم الأسعار.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا