محمد عبد الرحمن

فى مسلسل ظلم المصطبة، الذى عرض خلال شهر رمضان 2025، لعب مدير التصوير محمود يوسف دورًا حيويًا فى إبراز التباين بين جمال الريف ورحابة مساحاته من جهة، وضيق الأفق والتقاليد المقيدة التى تسيطر على أفكار سكانه من جهة أخرى.

خلال "ظلم المصطبة" عبر يوسف عن سحر الطبيعة الريفي في المشاهد الخارجية من خلال استخدامه للكادرات الواسعة والمفتوحة، حيث تملأ الخضرة والحقول الشاسعة الشاشة، مما يمنح المشاهد إحساسًا بالحرية والانفتاح، هذا التوظيف البصري عزز من جمالية الريف وأظهر المساحات الواسعة التي يتمتع بها.

في المقابل اتسمت المشاهد الداخلية بكادرات ضيقة ومزدحمة، تعكس الشعور بالاختناق في تعبير عن القيود المفروضة على النساء هناك، هذا التباين البصري يُبرز الرسالة الضمنية للمسلسل، وكأنه صناعه يريدون أن يقولون إنه برغم اتساع الأرض وجمال الطبيعة في الريف، إلا أن الأفكار والعادات السائدة بين أهله قد تكون محدودة ومغلقة ورجعية.

بالإضافة إلى ذلك أظهر محمود يوسف مهارة فائقة في نقل هوية كل مدينة ومكان من خلال تصويره، على سبيل المثال، عند تصوير مشاهد في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، استخدم زوايا تصوير تُبرز معالم المدينة وتفاصيلها الفريدة، ويُعزز من واقعية الأحداث.  

فى النهاية المبتكرة نجح محمود يوسف في تقديم تجربة مشاهدة غنية تُعمق فهم المشاهد للتناقضات الموجودة في الحياة الريفية، من خلال هذه التقنيات البصرية وتُبرز الصراع بين جمال الطبيعة وسعة الأرض من جهة، وضيق الأفق والتقاليد المقيدة من جهة أخرى.