مها تنظر إلى ابنها متفهمة عدم حبه للخيمة وكيف له أن يحبها؟ فقد كان يقيم في بيت ذي جدران وسقف ومكان آمن يضع فيه ألعابه. أما الآن، فلا يرى سوى مأوى هش بالكاد يقيه من البرد.
“لماذا لا تضعون مشمعا على السقف؟” سأل بصوت خافت وفضولي. فقط في غزة، الاطفال بهذا العمر يعرفون كيفية بناء المأوى، فقد نشأوا محاطين بالدمار وكثير منهم شاهدوا منازلهم تنهار أمام أعينهم.
تمكنت مها وأطفالها من الحصول على خيمة لإيواء أنفسهم بعد أشهر من النزوح.
نزحت مها من شمال غزة بعد إصابة تعرضت لها. ولأنها غادرت متأخرة، فقد شهدت فظائع لا ينبغي لأحد أن يراها على الإطلاق.
“عندما كنا في الشمال، رأينا جثثا… أمواتا التهمتهم الكلاب والقطط الضالة” قالتها بصوت مثقل بالحزن.
تشعر الآن، بأنها محاصرة في دائرة لا تنتهي من المعاناة، غير قادرة على تخفيف معاناة أطفالها أو حمايتهم من البرد القارس، خاصة في فصل الشتاء. فمياه الأمطار تتسرب عبر القماش الرقيق لخيمتهم، مضيفة معاناة جديدة إلى واقع لا يُحتمل بالفعل.
مثل مها، تواجه آلاف العائلات في غزة فصل الشتاء في ملاجئ مؤقتة، تكافح للبقاء دافئة وآمنة. يعيشون قسوة النزوح، بحثا عن الأمان في ملاجئ لا توفر سوى الحد الأدنى من الحماية من العوامل الجوية.
ومع ما توفره…
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة خبرك نت ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من خبرك نت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.