عرب وعالم / السعودية / عكاظ

الأميرة : أُمّي تكلّفني بإدارة البيت من طفولتي

في هذا اللقاء، نستعرض مع الأميرة بنت محمد محطات من حياتها، ونسترجع ذكريات الطفولة، ونستكشف مراحل النشأة والتعليم، ونتعرّف على رؤيتها حول الانتماء والمجتمع. ونعيش معها يومياتها في شهر المبارك، واهتماماتها الثقافية والاجتماعية. وفي سياق هذا الحوار، نتحدث أيضاً عن مبادرتها الرائدة «جمعية دعم الطفولة»؛ التي تستعد للانطلاق قريباً؛ بهدف تحقيق رؤية واعدة في دعم الأطفال وتمكينهم.

شعرنا أننا كبار

• ماذا يعني لكِ شهر رمضان؟ وكيف ينعكس على حياتكِ الشخصية والمهنية؟

•• شهر العبادة والعمل، فأنا اختلف مع الكثيرين في قضاء أيّام هذا الشهر الفضيل، فلا أقضية في الراحة، فهو شهر للعبادة والعمل والإنتاجية والإنجاز.

• كيف كان أول يوم صيام في حياتكِ؟ وما الذكرى التي لا تزال عالقة في ذهنكِ؟

•• كان الصيام ممتعاً؛ لأننا شعرنا أننا مثل الكبار وعلينا الصيام مثلهم، ومن ذكريات رمضان مدفع الإفطار.

تنقية الأرواح والنفوس

• كيف تستعدين للشهر الكريم؟ وما أبرز العادات التي تحرصين عليها؟

•• شهر رمضان هو الشهر الذي نستعد فيه، ونعمل على تنقية أرواحنا ونفوسنا.

ومن عاداتي فيه زيارة الأسر التي تستحق الرعاية، وقراءة القرآن يومياً عند كل صلاة، وإرسال الهدايا إلى الأهل والأصدقاء.

• ما برنامجكِ اليومي خلال رمضان من إلى السحور؟

•• بعد صلاة الفجر قراءة القرآن إلى موعد الإشراق، وصلاة الضحى، ثم الراحة لبضع ساعات، ثم الذهاب إلى مكتبي؛ لإنهاء الأعمال المطلوبة إلى ما بعد صلاة العصر، وبعدها العودة إلى المنزل؛ للتحضير للإفطار، وصلاة ، وقضاء الوقت مع الأهل إلى وقت صلاة العشاء والتراويح، ثم متابعة أعمالي إلى منتصف الليل تقريباً.

مجموعة إنسان

• ما الأطباق أو الأكلات التي تحرصين على أن تكون على مائدتكِ الرمضانية، خصوصاً من الأكلات المحلية؟

•• مائدة رمضان أكثر ما يميزها هو اجتماع الأهل والأصدقاء، وعادةً تكون من الأكلات المحببة لهم، مثل أنواع الشوربة، وأكلاتنا مثل الكبسة والجريش.

• هل تتابعين تلفزيونية أو إذاعية خلال رمضان؟ وما البرامج التي تلفت انتباهكِ؟

•• بصراحة قلّما أشاهد البرامج في الشهر الفضيل، لكن أحرص على متابعة برامج هادفة؛ مثل البرامج الدينية والبرامج التي تناقش موضوعات تُثري العقل، والبرامج الحوارية التي تعلمنا أفكاراً ملهمة من الناجحين؛ مثل برنامج الليوان ومن الصفر ومجموعة إنسان.

النساء الممكنات وإصلاح المجتمع

• كيف ترين دور المرأة السعودية اليوم بعد الدعم الكبير الذي قدمه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟

•• المرأة السعودية حققت الكثير في زمن قياسي.. فالأرقام لا تخطئ، والواقع يشهد بذلك، فبفضل من الله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة؛ ممثلة بولي العهد قائدنا وقدوتنا عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- المرأة السعودية قادرة -بإذن الله- على تحقيق طموحات المرحلة القادمة وبنجاح، وأستشهد بمقولة ولي العهد: «المملكة قصة نجاح القرن الـ21»

• كيف يمكن للمرأة أن توازن بين كونها أماً وربّة بيت، وبين كونها امرأة عاملة وسيدة مجتمع؟

•• المرأة هي محور توازن الحياة وعماد المجتمع، وكما قال سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع، فمن غير نساء ممكنات يصعب إصلاح المجتمعات»، وأن أساس النجاح في أي عمل هو تحديد الأولويات وتقسيم الوقت. والمرأة الناجحة هي التي توازن في حياتها وتضع الأولوية لتربية أبنائها، وتحديد الوقت للعمل على تطوير وتنمية ذاتها؛ لكي تتمكن من القيام بدورها في المجتمع.

شغف بالعلم والتطور

• كيف تصفين طفولتكِ؟ وهل نشأتِ في بيئة قروية أم حضرية؟

•• نشأت في بيئة حضرية في كنف عائلة أحاطتني بالأخلاقيات والدفء والاعتماد على النفس وحب الإنجاز ومساعدة الغير، وكان والداي يتمتعان بدرجة عالية من العلم والثقافة؛ مما ساهم في تكوين شخصيتي وشغفي بالعلم والعمل التطوعي.

• ما النشاط المنزلي الذي كنتِ تُكلَّفين به أثناء طفولتكِ؟

•• دائما كانت والدتي -حفظها الله- ومنذ صغري تكلفني بإدارة المنزل؛ إيماناً منها بأنني قائدة بالفطرة.

• هل كنتِ تشعرين بميزة أو اختلاف عن أقرانكِ؟ وما الذي كنتِ تتميزين به؟

•• اهتماماتي كانت مختلفة، ففي الوقت الذي يقضيه أقراني في الأمور العادية كنت أقرأ كثيراً وأمارس الأعمال اليدوية والرسم، وكنت دائماً على يقين بأن الوقت من ذهب، ولا يصح إهداره فيما لا نفع فيه، وكنت أحب مجالسة كبار السن، وعلى رأسهم جدتي رحمها الله.

• من تتذكرين من زميلات الطفولة؟ وهل ما زالت تربطكِ بهن علاقات إلى اليوم؟

•• الأصدقاء هم الإخوة الذين لم تلدهم أمهاتنا، وقيمة الصداقة من القيم الإنسانية التي لها أهميتها الكبيرة عندي.. وما زال منهم الأصدقاء الحقيقيون بحياتي.

• لماذا نشعر بالحنين لأيام الطفولة والماضي؟

•• ربما لأن فيها الكثير من الذكريات الجميلة والأحاسيس الصادقة.

حياة وتجارب شخصية

• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟

•• مع ارتفاع مستوى الوعي لدى الإنسان وزيادة خبراته الحياتية يكون تفكيره أكثر عمقاً ويختار بعناية أكثر، ويبحث عن الكيف، وليس الكم، ويبحث عن من يشبهه.

• ما حكمتكِ الأثيرة التي تؤمنين بها؟

•• حكمة أو مبدأ دائماً أنادي به: «الشيء الوحيد الأكثر كلفة من التعليم هو الجهل».

• ما بيت الشعر الأقرب إلى قلبكِ؟

•• بيت شعر للإمام علي ابن أبي طالب معانيه رائعة، وهو نبراس حياتي وعلمته لأبنائي: «كن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محموده عن النسب.. إن الفتى من يقول ها أنا ذا وليس الفتى من يقول كان أبي».

• ما اللون الذي تعشقينه؟

•• صعب تحديد لون واحد؛ لأن من خلال حبي للرسم والفنون أجد الجمال في أكثر من لون، لكني أفضّل اللون الأبيض والأخضر والأحمر بدرجات مختلفة.

عصر ما قبل الحداثة

•هل لديكِ ميول رياضية؟ وما فريقكِ المفضل؟

•• أحب ركوب الخيل جداً والتنس والسباحة، مهما كان لي فريق مفضل، لكن المنتخب دائماً هو الأفضل.

• أي قصيدة ترين أنها توزن بماء الذهب؟

•• قصيدة الامام الشافعي:

«الناس بالناس ما دام الوفاء بهم.. ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭاليسر أوقات ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ

ﻭأﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞ.. تقضى على ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجات

ﻻ‌ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوﻑ ﻋﻦ أﺣﺪ.. ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﺗﻘﺪﺭ ﻭﺍلأ‌ياﻡ ﺗـﺎﺭﺍﺕ»

• أي عصر أو زمن كنتِ تتمنين لو أنكِ عشتِ فيه؟

•• عصور ما قبل الحداثة والتقدم التكنولوجي؛ لأنها كانت أقرب إلى الإنسانية والأصالة والرقي.

هكذا بدأت الفكرة

• كيف بدأت فكرة تأسيس جمعية دعم الطفولة؟

•• بدأت منذ زمن.. منذ أن شعرت بتعلقي بالأطفال وإقبالهم الشديد تجاهي، فقد بدأت العمل مع الأطفال من خلال الأعمال التطوعية بالجمعيات التي تُعنى بالأطفال، ثم أنشأت شركة المُهرة للتعليم التي من روافدها مركز ملتقى الأصدقاء لضيافة الأطفال، ومن خلال عملي مستشارةً في المؤسسات التعليمية وجدت أنه من الواجب علي الاهتمام بدعم الأطفال بجميع أطيافهم وتنمية قدراتهم وإبداعاتهم؛ لذلك عملت على تأسيس «جمعية دعم الطفولة»؛ لتقديم هذه الخدمات المهمة للأطفال.

• ما الهدف الأساسي للجمعية؟

•• دعم الأطفال في المجال التعليمي، الصحي، الرياضي والترفيهي.

• كيف يمكن للمجتمع المساهمة في دعم هذه المبادرة؟

•• أدعو لزيادة الوعي المجتمعي بأهمية دور الجمعيات الداعمة للأطفال والمساهمة سواءً بالدعم المعنوي أو المادي أو اللوجيستي أو الإعلامي؛ إيماناً بأن الأطفال هم النواة الحقيقية للمجتمعات وهم ثروة الأوطان.

• ما طموحكِ المستقبلي من خلال الجمعية؟

•• الوصول لخدمة أكبر عدد من الأطفال وتأهيلهم بشكل فعال في المجتمع؛ ليساهموا في تحقيق التنمية المستدامة لوطننا.

نشأت في كنف عائلة أحاطتني بالأخلاقيات والدفء والاعتماد على النفس

الأصدقاء هم الإخوة الذين لم تلدهم أمهاتنا

الأكثر

كلفة من التعليم هو الجهل

أدعو لزيادة الوعي بأهمية الجمعيات الداعمة للأطفال

المرأة السعودية حققت الكثير فالأرقام

لا تخطئ

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا