عرب وعالم / السعودية / عكاظ

أزمات المطارات.. اختبارات التشغيل

‏تشكّل الأزمات جزءاً أصيلاً من الطبيعة التشغيلية للمطارات في جميع أنحاء العالم، لأن العمل المتواصل على مدار الساعة طوال العام لا بدَّ أن يمر بأوقات صعبة، خاصةً إذا كان يتعلّق بحياة وحركة ملايين البشر ويشهد لحظات توتر أو ترقب، مع وجوب توافر أعلى معايير السلامة والأمن في كافة التفاصيل.

الأزمة لا تعني الفشل لكنّها اختبار حقيقي لقدرة الأجهزة المعنية واستعدادها للتعامل مع المواقف المفاجئة.

الجمعة الماضية عاش مطار هيثرو في لندن واحدة من أكبر أزماته عندما تسبّب حريق في محطة كهرباء بتعليق جميع الرحلات ليوم كامل، وإلغاء أكثر من 1352 رحلة جوّية، مما أربك ما يزيد على ربع مليون مسافر، ورغم ضخامة الحدث فقد أظهرت شركة الخطوط البريطانية وإدارة المطار وهيئة الطيران المدني البريطاني CAA؛ كفاءة ملحوظة في احتواء الموقف وكيفية التواصل الفعّال.. لقد أعطت درساً رائعاً في إدارة الأزمات بقطاع الطيران.

‏تختلف طبيعة الأزمات حسب الجغرافيا والتوقيت، حسب الموقع والظرف الزمني، فبعض المطارات تكون ضحية المكان مثل بعض المطارات اليابانية التي تتعرض للأعاصير دورياً، ومطارات شمال أوروبا التي تواجه عواصف ثلجية قاسية كل عام.

‏داخليا يعدّ مطار الملك عبدالعزيز الدولي مثالاً واضحاً لتأثير الموقع ارتباطه بالحج والعمرة وما يمكن أن يطرأ من تكدّس، خاصةً عند مغادرة الحجاج، بينما تبرز تحديات مطار الملك خالد الدولي عادةً في الإجازة الصيفية وتكون مرتبطة بضغط الأعداد نتيجة الكثافة السكانية العالية للعاصمة واستمرار مشاريع التوسع، ويتذكر المسافرون بعض المشكلات الناتجة عن أعطال سيور العفش أو توقف بعض الأنظمة.

‏ليست كلّ الأزمات نتيجة ظروف متشابهة، بل أحياناً قد تظهر من أحداث نادرة وغير متوقعة، كما حدث في مطلع 2023م بالولايات المتحدة الأمريكية حينما تعطل «نظام إشعارات الطيارين والمراقبين الجويين» (NOTAM) ما أدّى إلى إيقاف جميع الرحلات حتى إصلاح العُطل، وفي عام 2010م شلَّ ثوران بركان في آيسلندا حركة الطيران بمعظم مطارات أوروبا لعدة أيام، حيث ألغيت عشرات الآلاف من الرحلات ووجد ملايين الركاب أنفسهم عالقين في مطارات بعيدة، وكانت الحادثة من الأزمات التي كشفت هشاشة الطيران أمام الظواهر الطبيعية والأعطال التقنية وهو ما يؤكد ضرورة وجود خطط للطوارئ وسيناريوهات لإدارة الأزمات.

‏إن إعداد خطط جاهزة ليس رفاهية بل ضرورة للتعامل مع كافة الاحتمالات ولتدريب الجهات على التصرف الصحيح والسريع، واتخاذ القرارات الحاسمة، فاستدامة كفاءة التشغيل مرهونة بالقدرة على التعلّم من الأزمات وتحويلها إلى فرص للتطوير.

‏ ستظل الأزمات جزءاً من واقع المطارات لكن الفارق الحقيقي تصنعه جودة الإدارة ووضوح الأدوار، وسرعة التفاعل مع المتغيرات ونسيان الأعذار.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا