عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"ماكرون" يقود خيار الاستقلال الأوروبي.. درع عسكري موحد بعد الانكفاء

تم النشر في: 

13 مارس 2025, 11:55 صباحاً

وسط عاصفة جيوسياسية تعصف بالعالم، تطل أوروبا من على حافة الهاوية: أمريكا تتراجع، وروسيا تزحف، وحلفاؤها القدامى يتساءلون عن مصيرهم، في هذا المشهد المعقَّد، يبرز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كـ"قبطانٍ" يحاول إنقاذ السفينة الأوروبية من الغرق، محمَّلاً برؤيةٍ جريئة للاستقلال الاستراتيجي عن أمريكا، وجيشٌ موحدٌ قادرٌ على حماية القارة من تهديدات الشرق. لكن هل تمتلك أوروبا الإرادة – والمال – لتحويل الأحلام إلى واقع؟

خلفية الأزمة

قبل عامٍ واحد، بدا ماكرون رئيساً منهكاً، حيث انتخابات مبكرة أفرزت برلماناً مشلولاً، وحكومةً هشّة، ورأياً عاماً ساخطاً، اليوم، وبفضل صدمة ترامب الذي أدار ظهره لحلف الناتو وأعلن دعمه لروسيا، تحوّل الرئيس الفرنسي إلى محورٍ للحراك الأوروبي. فجأةً، أصبحت مقترحاته القديمة حول "أوروبا القوية" تبدو كـ"نبوءة" تتحقق.

ومن باريس إلى بروكسل، يُعيد ماكرون تعريف دور فرنسا، ليس كقوة إقليمية، بل كمُحركٍ رئيسي لمشروعٍ تاريخي، عبر سلسلة قمم طارئة، دفع الرئيس باتجاه إنشاء قوة عسكرية أوروبية مستقلة، وزيادة الميزانيات الدفاعية، وتوحيد السياسات الخارجية.

"لا يمكننا أن نبقى تابعين لقرارات واشنطن العشوائية"، قال في خطابٍ أخير، مشيراً إلى أن التهديدات الجديدة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط تتطلب إجابة أوروبية خالصة.

عقبات جبارة

القادة الأوروبيون منقسمون، حيث ألمانيا تبدي تحفظاً خجولاً، بينما دول شرق أوروبا تطالب بتدخلٍ سريع، لكن المفارقة تكمن في أن أزمة ترامب حوّلت حتى الخصوم إلى حلفاء مرحليين.

فالرئيس البولندي المعروف بمعارضته لماكرون، أعلن دعمه لفكرة "درع دفاعي أوروبي"، بينما بدأت إسبانيا وإيطاليا مناقشة زيادة الإنفاق العسكري، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ووراء الخطابات الحماسية، تقف عقبات جبارة، حول كيف تموّل أوروبا جيشاً موحداً دون دعم أمريكي؟ هل ستتقاسم الدول السيادة على قراراتها العسكرية؟ الأسئلة تطفو بينما تُحذّر دراسات من أن تحقيق "الاستقلال الاستراتيجي" قد يتطلب 15 عاماً على الأقل، لكن ماكرون يُصرّ على التسريع: "الوقت ليس رفاهية.. التاريخ لا ينتظر".

سيناريوهات محتملة

وفي واشنطن، حيث زار ماكرون الكونجرس الشهر الماضي، لاحظ المراقبون غياب الحماس، أحد أعضاء الكونجرس علّق: "الأوروبيون يتحدثون عن الاستقلال منذ السبعينات.. كل ما نراه اليوم هو مسرحية يائسة".

لكن في باريس، يعتقد محللون أن اللعبة اختلفت، صعود ، وحرب أوكرانيا، وانكفاء أمريكا حوّلت أحلام ماكرون إلى خطة طوارئ.

ثلاثة مسارات تُرسم لأوروبا، إما نجاح جزئي في بناء هياكل دفاعية جديدة، أو عودة إلى الحماية الأمريكية مع انتهاء ولاية ترامب، أو – الأسوأ – تفكك أكبر في ظل تنافس الدول على المصالح.

ويراهن ماكرون على السيناريو الأول، لكن الرهان يحتاج إلى ما هو أكثر من الخطابات، إذ هو بحاجة لتضحيات مالية، وتنازلات سياسية، وإرادة شعبية قد لا تكون موجودة.

وبينما تُشيّد أوروبا جدراناً وهمية ضد رياح التغيير، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح في كتابة فصلٍ جديد من "الاستقلال" بقيادة فرنسية؟ أم أن أحلام ماكرون ستبقى حبراً على ورق.. أو ستتحطم على صخرة الواقع المرير؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا